الترا سودان - فريق التحرير
انتشرت موجة من السخرية والتندر بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي أمس الثلاثاء، على خلفية خبر توقيع حكومة السودانية الانتقالية اتفاقًا للسلام مع فصيل مدني معارض، وسخر متفاعلون سودانيون في وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصًا فيسبوك من الخطوة ونسجوا حولها العديد من النوادر، في الوقت الذي قابل فيه آخرون الخبر بالغضب والاستنكار والنقد، معتبرين الخطوة جزءً من ممارسات النظام القديم وسلوكه الذي قامت ضده الثورة.
سخر نشطاء ومتفاعلون بوسائل التواصل الاجتماعي من الخبر، بالقول أن هجو وقع سلامًا لحرب لم تقع بعد، لأنه بحكمته علم أنها كانت ستقع
ووقعت حكومة السودان الانتقالية ممثلة في المجلس السيادي من جانب، وما سمي بـ"تيار الوسط" في الجبهة الثورية المعارضة من جانب آخر، أمس الثلاثاء 24 كانون الأول/ديسمبر بالعاصمة الجنوب سودانية "جوبا" اتفاقًا للسلام.
اقرأ/ي أيضًا: حمدوك يخاطب الأمة في ختام إحياء ذكرى الثورة وسط تحوطات أمنية مشددة
ويقود تيار الوسط التوم هجو، وهو سياسي من القيادات الوسيطة سابقًا بالحزب الاتحادي الديمقراطي، انشق عن حزبه والتحق بالجبهة الثورية وكان يعارض من خارج البلاد لعدة سنوات، وتمكن لأول مرة من العودة للسودان بعد نجاح الثورة، ويطالب هجو بتمثيل مناطق وسط السودان التي لم تشهد طيلة تاريخ الدولة الحديثة حروبًا ضد الدولة المركزية، بخلاف مناطق جنوب وغرب وشرق السودان التي حملت السلاح وقاتلت الحكومة المركزية، وينخرط غالبية ممثلي مناطق الحروب في المفاوضات السودانية للسلام الجارية الآن في جوبا.
وسخر نشطاء ومتفاعلون بوسائل التواصل الاجتماعي من الخبر، بالقول أن هجو وقع سلامًا لحرب لم تقع بعد، لأنه بحكمته علم أنها كانت ستقع.
وصف الناشط محمد جمال، اتفاقية السلام الموقعة مع هجو بقصة رجل واقع تحت تأثير المخدرات، ووجد كنزًا، فقال: "بقي فقط أن أجد الخريطة"، مضيفًا إن هجو وقع اتفاق السلام وبقي له فقط أن يعلن الحرب التي تبرر العملية السلمية التي وقعها.
وقال الصحفي والكاتب وائل محجوب، إن الأمر يعد تكرارًا لما كانت تقوم به الحكومة البائدة من ممارسات القصد منها تجزئة القضايا الحقيقية وتحويلها إلى مطالب بالمحاصصة والمشاركة في الحكم، وإن الخطوة تفتح أبوابًا لمشاكل جديدة ومطالبات بالتفاوض على أساس مناطقي.
وكتب الصحفي والناشط مصعب شريف: "لو كنت مكان الحكومة الانتقالية لرفضت الدخول في تفاوض من هجو بالأساس، ولأعطيته حق تقرير المصير لوسط السودان". وأضاف شريف في تدوينة أخرى "الحكومة الانتقالية تسكت الرصاص في وسط السودان بتوقيع اتفاق سلام مع رجل لم يطلق في حياته رصاصة"، وقال أحد المتفاعلين، إن الرجل لا يعرف حتى إن كانت البندقية ذكرًا أم أنثى. وأضاف شريف، ليت الأمر كان مجرد مزحة كما تفعل شبكة الحدود: "الحكومة السودانية تطفئ نيران الحرب في وسط السودان الذي لم يشهد معركة، وتتركها مشتعلة في الأطراف لأنها بعيدة، المجلس السيادي يوقع اتفاق سلام مع الرجل الذي لم يطلق ولا رصاصة واحدة".
لم يأت اتفاق السلام بجديد على ما أعلنته الحكومة الانتقالية من برنامج تنموية ومراجعة المؤسسات، عدا البند الذي يشير إلى إشراك أعضاء وممثلي مسار الوسط في المفوضيات واللجان
وكتب الصحفي عباس محمد إبراهيم، إن ما جرى بين الحكومة السودانية والتوم هجو هو استخفاف بتضحيات السودانيين واحتقار لدماء الشهداء.
وبحسب الوثيقة الموقعة بين الحكومة السودانية وهجو، التي تسربت للوسائط، والمكونة من ثلاث صفحات، اطلع عليها "الترا سودان". لم يأت اتفاق السلام بجديد على ما أعلنته الحكومة الانتقالية من برنامج تنموية ومراجعة المؤسسات القائمة وإصلاحها، عدا البند الذي يشير إلى إشراك أعضاء وممثلي مسار الوسط في اللجان والمفوضيات المخولة بالمراجعة، وفقًا للكفاءة، كما جاء في نص الاتفاقية.
وحذر مراقبون أن الخطوة ستفتح الباب أمام الكثير ممن وصفوهم بـ"الانتهازيين" الساعين للسلطة دون تفويض مباشر أو تمثيل لمناطقهم. في الوقت الذي بدا فيه هجو سعيدًا بالاتفاق الذي وقعه أمس مع الحكومة، بحسب ما بينت مراسم التوقيع.
اقرأ/ي أيضًا
إنهاء خدمة 5 موظفين بشركة الموارد المعدنية
رغم حلها منذ أشهر.. مفوضية الإيرادات ما تزال تعمل ولا سلطة للمالية عليها