قال وزير الدفاع الأسبق وحاكم ولاية الخرطوم في عهد النظام البائد عبدالرحيم محمد حسين، المتهم في قضية "انقلاب 1989" مع قيادات الصف الأول في النظام – قال إنه كان يقود وحدة عسكرية صغيرة بمنطقة "وادي سيدنا" التابعة للجيش في مدينة أم درمان في أثناء وقوع الانقلاب في 30 حزيران/يونيو 1989، ولم يشارك في التخطيط للعملية أو تنفيذها.
قال إنه كان ضباطًا في وحدة عسكرية صغيرة وسمع بالانقلاب وهو في منزله في "القشلاق"
ويُحاكم عبدالرحيم محمد حسين، وهو أحد المقربين من الرئيس عمر البشير، مع قيادات بارزة في النظام البائد منذ العام 2019، بتهمة المشاركة في انقلاب 1989 الذي أطاح بحكومة رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي، وتقويض النظام الدستوري – على ما تقول هيئة الاتهام.
وأوضح حسين في شهادته أمام المحكمة اليوم الثلاثاء في مبنى معهد علوم القضاء شرقي العاصمة السودانية الخرطوم أنه كان برتبة عقيد ويقطن في "قشلاق" (مساكن الضباط والجنود) بمنطقة "وادي سيدنا العسكرية" في مدينة أم درمان لحظة وقوع "انقلاب 1989" بقيادة العميد آنذاك عمر البشير ولم يتلقَّ تنويرًا أو برقيةً من الجيش في ذلك اليوم. وأضاف: "كنت أتابع الأحداث في ذلك اليوم من موقعي كضابط برتبة عقيد يقود وحدة جوية عسكرية صغيرة، وسمعت بالانقلاب خلال أداء صلاة الصبح صبيحة ثلاثين حزيران/يونيو 1989".
وقال حسين: "كنا نتوقع استلام الجيش للسلطة في ذلك الوقت، نظرًا إلى مجريات الأحداث". وزاد: "اتفقنا بعد ذلك على إرسال شخص لاستجلاء الأمر ومعرفة الوضع". "في نهاية المطاف أنا ضابط، وكنت أعمل في وحدة عسكرية صغيرة لا يمكنني المشاركة في اتخاذ القرارات" – أردف عبدالرحيم محمد حسين في إفادته أمام المحكمة.
وردًا على تعليق القاضي بأن رتبة عقيد في الجيش رتبة قيادية، قال حسين إن "قائد المنطقة العسكرية هو المعني بتأييد الانقلاب أو رفضه"، مضيفًا أنه لا يتذكر ما حدث في ذلك الوقت.
وأشار حسين إلى أن الشهود خلال سير المحاكمة لم يقدموا إفادات مكتوبة أو موثقة ولا مقاطع فيديو تبين مشاركته في الانقلاب سواء بالتخطيط أو التنفيذ، كما استدل بالشهادة التي قدمها "شاهد ملك" من جانب الاتهام. وتابع: "شاهد الملك بريقع لم يذكر اسمي ضمن من شاركوا في التخطيط والتنفيذ".
وأقرّ حسين بأنه عين في سكرتارية مجلس قيادة الثورة بعد مرور (11) شهرًا على الانقلاب، لكنه قال إنه لم يكن ضمن الضباط الذين نفذوا أو أيدوا أو شاركوا في الانقلاب.
ونفى حسين علمه بالأطراف التي رشحته للعمل في سكرتارية "مجلس قيادة الثورة" الذي تشكل بعد الانقلاب، قائلًا إن رتبته العسكرية كانت صغيرة مقارنةً مع الرتب العليا، لذلك لم يكن في موضع اتخاذ القرارات. كما نفى لقاءه بالقيادات العسكرية والمدنية التي نفذت الانقلاب، وقال: "لم ألتقِ بعمر البشير أو علي عثمان قبل الانقلاب".