12-يونيو-2024
وفد الرزيقات والبرهان

التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، اليوم الأربعاء، بتنسيقية أبناء الرزيقات بالداخل والخارج، وذلك بحضور المدير العام لجهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل. خلال اللقاء، تسلم البرهان رؤية ومصفوفة لمعالجة الأزمة الراهنة في البلاد.

قبائل الرزيقات هي ضمن المجموعات العربية في دارفور، حيث يشكل أبناء هذه القبائل الجزء الأكبر من قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ عام. ويعلن زعماء قبليون أنهم منحازون لقوات الدعم السريع، وسط مخاوف من تعرضهم لتهديدات. في المقابل، تقول قوات الدعم السريع إنها قوات قومية وتضم شتى أطياف المجتمع السوداني.

البرهان: التمرد إذا أراد إيقاف الحرب فعليه تنفيذ اتفاق جدة

البرهان خلال اللقاء أكد أن "التمرد لا قبيلة له"، وأن الحرب من تخطيط "آل دقلو". وتقود أسرة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو قوات الدعم السريع، حيث يشغل شقيقه عبدالرحيم منصب قائد ثاني القوات، ويعمل شقيقه الثاني القوني دقلو ضمن وفد تفاوض هذه القوات، ويحمل رتبة رائد. وأضاف: "هذه الحرب شخصية، خطط لها حميدتي وشقيقه عبدالرحيم".

عبدالفتاح البرهان أشار إلى أن قبيلة الرزيقات ليست مسؤولة عن هذا تمرد قوات الدعم السريع. وتقول القوات المسلحة إن قوات الدعم السريع تمردت عليها في الحرب القائمة منذ عام ونيف.

وأشار البرهان إلى وجود جهات تسعى لتفكيك السودان ونهب موارده، مبينًا أن هذه الحرب تضررت منها كل فئات الشعب السوداني. وأكد أن هناك قوى سياسية وصفها بالـ"صغيرة" تآمرت مع الدعم السريع وتطمح إلى حكم السودان. وأوضح أن هذه القوات استعانت بمرتزقة من الخارج، مؤكدًا أن (70)% من المتواجدين في مصفاة الجيلي هم مرتزقة أجانب، بحسب معلومات قال إنها مؤكدة.

وطالب البرهان قوات الدعم السريع بوقف الحرب عبر تنفيذ اتفاق جدة، معربًا عن شكره وتقديره لأبناء الرزيقات على مبادرتهم الطيبة ودعمهم لها.

البرهان يخاطب وفد قبيلة الرزيقات
البرهان يخاطب وفد قبيلة الرزيقات (مجلس السيادة)

من جانبهم، أكد المتحدثون خلال اللقاء دعمهم للقوات المسلحة واعتبارها المؤسسة القومية التي تضم جميع أبناء السودان. وأعلنوا تبرؤهم من ممارسات "مليشيا آل دقلو المتمردة"، واصفين مشروعها بأنه تخريبي ويستهدف أمن واستقرار السودان. وأوضح المتحدثون أن السودان يواجه مؤامرة كبيرة تسعى للنيل من سيادته وسلامة أراضيه، وأكدوا دعمهم للمقاومة الشعبية من خلال انخراط أبنائهم في صفوفها وتقديم الدعم اللازم لها.

ودعا المتحدثون إلى ضرورة تضافر الجهود لوقف الإمداد الذي يصل للدعم السريع عبر تشاد، مشيرين إلى استعدادهم للتواصل مع مجتمعاتهم للوقوف في وجه المجموعات القبلية التشادية التي قالوا إنها تدخل البلاد عبر دارفور.

الدعم السريع تتهم بالاستعانة بمرتزقة من الخارج للقتال في صفوفها، وأشارت تقارير سابقة من قبل الحرب في السودان إلى انضمام أعداد كبيرة من المرتزقة الأجانب من دول الجوار إلى صفوف هذه القوات. ولكن القوات المسلحة وقيادة الدولة لم تصدر أي تصريحات في هذا الصدد حينها.

يذكر أن الزعيم القبلي ذائع السيط وسط القبائل العربية، موسى هلال الذي يعد أحد مؤسسي قوات حرس الحدود التي انحدرت منها قوات الدعم السريع، كان قد أعلن انحيازه للقوات المسلحة. وكانت قوات الدعم السريع قد اعتقلت موسى هلال في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، مع عدد من أبنائه وأشقائه ومعاونيه، بعد معارك ضارية جرت في معقله بمنطقة مستريحة في ولاية شمال دارفور.