قال رئيس الحركة الشعبية - شمال "التيار الثوري"، ياسر سعيد عرمان، إنه لولا وعي السودانيين لانفجرت العاصمة السودانية بسبب خلافات الجيش والدعم السريع. وقال إن اجتماع بيت الضيافة بين قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو "حميدتي" مساء السبت "أحدث تغييرًا في الاتجاه" نحو الحل لصالح الحكم المدني والتحول الديمقراطي.
قال عرمان إن الجيش والدعم السريع تبادلا الاتهامات حول وجود عمليات تجنيد وتجييش للطرفين واللجنة المكونة في بيت الضيافة خطوة لحل الأزمة
وأكد عرمان في ندوة سياسية بالخرطوم اليوم الأحد، أن الاتفاق الإطاري "كُتب له النجاح" ويمثل "مدخلًا لحل الأزمة الحالية". ولفت إلى أن اجتماع بيت الضيافة بين قائد الجيش وقائد الدعم السريع وأطراف الإطاري مساء السبت "يؤكد تغير الاتجاه عكس ما تمناه الفلول" - بحسب تعبيره.
ودعا عرمان إلى جبهة مقاومة واسعة لمقاومة زيادة الأسعار والضرائب، وقال إن الريف السوداني أصبح مكانًا لملايين الفقراء، وشدد: "لن يتوقف العمل المسلح هناك لأن المظالم مستمرة" - حد قوله.
لن ننزلق إلى الحرب
وأكد عرمان أن الدولة السودانية لن تسير في طريق اليمن وسوريا وليبيا، ولفت إلى أن "اجتماع بيت الضيافة" شكل فرصة جديدة للحل السياسي. وأضاف: "يجب عدم منح الفرصة للنظام البائد لعرقلة الاتفاق".
وحول موضوع الإصلاح العسكري والأمني علق عرمان قائلًا: "قوات الدعم السريع تكونت عبر سنوات ولديها (100) ألف جندي، وما عادت مجرد قوات عسكرية، ولديها ارتباطات بالأوضاع السياسية والاقتصادية، والدعم السريع أحد اللاعبين في الحياة السياسية".
وكشف عرمان أن هناك ثلاثة محاور تدور حولها النقاشات حول موضوع الدعم السريع، وهي الإصلاح والدمج والتحديث. وأضاف: "قوات الدعم السريع تطرح إصلاح البنية العسكرية والأمنية".
وأوضح عرمان أن التفاوض مستمر بين قوى الحرية والتغيير "المجلس المركزي" والعسكريين، وقال: "هناك بعض الخلافات مع العسكريين والاتصالات التي تجريها قوى الحرية والتغيير دون صعوبة تشمل البرهان".
وزاد عرمان قائلًا: "مشكلة الحرية والتغيير تواجه مصاعب في كيفية اتخاذ قرار سريع".
وقال عرمان إن القوات المسلحة تحتاج إلى تحديث، وحسم موضوع تعدد الجيوش، ولفت إلى ضرورة رفد الجيش السوداني بعناصر نسائية على غرار دول العالم.
عملية عميقة
وحول مصير قوات الدعم السريع علق عرمان بالقول: "نحن بحاجة إلى تحويل طاقة الدعم السريع إلى طاقة إيجابية. لا يمكن تسريح (100) ألف عنصر دون عملية الدمج والتسريح، وهذا الموضوع لا يحتاج إلى التهريج بقدر حاجته إلى نقاش موضوعي".
واتهم عرمان "فلول النظام البائد" بدق طبول الحرب والتحريض عليها على الشبكات الاجتماعية يوميًا، وقال يجب أن تتوقف طبول الحرب وندق طبول الحلول.
وكشف عرمان عن تقديم القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري رؤيتها حول اختيار رئيس الوزراء للحكومة المدنية للمبعوثين الدوليين، والذين زاروا البلاد الشهر الماضي.
وأقر عرمان بوجود ضغوط مكثفة للوصول إلى خواتيم العملية السياسية واختيار رئيس الوزراء، على أن يتولى بنفسه العملية مع القوى الممانعة للاتفاق الإطاري والعملية السياسية كما كان يفعل رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، بالحوار مع الحركة الشعبية برئاسة عبدالعزيز الحلو والحزب الشيوعي.
وأكد ياسر عرمان أن اجتماع بيت الضيافة بين البرهان ونائبه حميدتي عمل على تغيير الاتجاه، وقال: "أنا أعتقد أن هذا الاجتماع له ما بعده، ولدي تفاؤل به رغم العقبات الكثيرة".
تفاهمات مدنية وعسكرية
وحول موعد ورشة الإصلاح الأمني والعسكري التي تأتي ضمن ورش العملية السياسية، أوضح عرمان أنها ستعقد عقب الوصول إلى تفاهمات بين الجيش والدعم السريع والقوى المدنية. وقال إن هناك اتفاق على المبادئ والأسس حول هذه الورشة.
وقال عرمان إن قوى الحرية والتغيير ترفض مطلقًا تكوين حكومة تصريف أعمال، وتعتزم تكوين حكومة مدنية بناء على العملية السياسية.
وقلل عرمان من تحقيق العمل المسلح للديمقراطية والعدالة، وقال: "عقب تجربتي أنصح الشباب بأن العمل السلمي هو الذي يحقق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية"، مشيرًا إلى أن العمل المسلح لم يحقق الديمقراطية والعدالة في جنوب السودان وأوغندا.
وأشاد عرمان بالأمين العام للمؤتمر الشعبي علي الحاج، وقال إنه من السجن يؤيد التحول المدني الديمقراطي.
اللجنة الأمنية خطوة مهمة
وتابع عرمان: "اجتماع بيت الضيافة أمس اتفق على تشكيل لجنة أمنية؛ هذه خطوة إلى الأمام في التحقق من هذا الأمر، ولأول مرة الأجهزة النظامية تكون مع بعضها البعض".
وقال عرمان إن الجيش والدعم السريع حينما وقعا على الاتفاق الإطاري وأقرا بالدمج والجيش الموحد؛ انتصرا للدولة السودانية، وقال إن هذه القضية مؤرقة ويجب أن تنتهي إلى جيش موحد.
وقال عرمان إن الخلافات بين الجيش والدعم السريع لو وقعت في أي عاصمة أخرى عدا الخرطوم لأنفجرت الأوضاع، لكن السودانيين يتميزون بنوع من الوعي إلى جانب وجود مصالح تربط الجيش والدعم السريع.
وقال إن الجيش السوداني يجب أن تكون حاضنته الرئيسية الشعب السوداني وليس التيار الإسلامي أو قوى حزبية، ودعا إلى ربط الإصلاح الأمني والعسكري بالإصلاحات في الدولة.
كشف عرمان عن وجود مصفوفة زمنية للوصول إلى مرحلة اختيار الحكومة المدنية
وكشف عرمان عن وجود مصفوفة زمنية للوصول إلى مرحلة اختيار الحكومة المدنية، لكنه رفض الإفصاح عنها وقال: "إذا تأخرت سيحبط الناس الذين يسألوننا عن الحكومة الجديدة لأنهم ينتظرون معالجة الأزمة الاقتصادية".
وصرح عرمان أن هناك أسماء متداولة ومطروحة لتولي منصب رئيس الوزراء وأنه سمع عن ترشيحات لاسمه من البعض لكنه غير راغب ليكون رئيس الوزراء.