تقيم عشرات العائلات في العراء تحت ظلال الأشجار والطرقات، عقب طردهم بالقوة من مدرستين في حي الحصايا وسط مدينة عطبرة بولاية نهر النيل شمال البلاد.
عشرات المواطنين اضطروا للبقاء في الشوارع وتحت الأشجار، عقب طردهم بالقوة من مدرستين بحي الحصايا وسط مدينة عطبرة يوم الاثنين
وتحولت المدارس في أغلبية ولايات السودان خاصة المدن بما في ذلك الأرياف، إلى مراكز إيواء النازحين الفارين من الحرب بين الجيش والدعم السريع في حوالي (15) ولاية سودانية، بما فيها العاصمة الخرطوم.
وقالت نازك إبراهيم وهي عاملة إنسانية في غرف الطوارئ لـ"الترا سودان"، إن عشرات المواطنين اضطروا للبقاء في الشوارع وتحت الأشجار، عقب طردهم بالقوة من مدرستين بحي الحصايا وسط مدينة عطبرة يوم الاثنين.
وأكدت إبراهيم أن بعض المواطنين ذهبوا للإقامة مع عائلات في عطبرة والدامر، بينما لا يزال العشرات يقيمون حاليًا في العراء دون مأوى، ويحاول المجتمع المحلي تقديم مساعدات لهم.
وبدت مشاهد إقامة المواطنين في درجات حرارة مرتفعة بمدينة عطبرة، أكثر إيلامًا بالنسبة لنازك إبراهيم التي نددت بقرار طرد النازحين من المدارس بحجج واهية.
الساحات والأشجار وحتى أعمدة الكهرباء تحولت إلى ملجأ لهؤلاء الذين أجبروا على إخلاء مركزين للإيواء بالقوة، البعض منهم وضع الثياب على الشجر للحصول على سترة، ولو في مساحة قليلة يقي بها نفسه من المارة.
تلاشت آمالهم في تحرك بعض المتطوعين لإعادتهم إلى المدرستين، ولم يحصلوا حتى الآن على بدائل تمنحهم الإقامة في مركز للإيواء، بينما لم تعلق السلطات المحلية في الولاية على القضية.
وخلال الحرب بين الجيش والدعم السريع وصل نحو مليون نازح إلى ولاية نهر النهر، تضاعف هذا العدد بعد سيطرة الدعم السريع على ولاية الجزيرة، خاصة ودمدني التي كانت تأوي نصف مليون شخص.
الأشجار على قلتها لم تكفي لإيواء الجميع، فيما جلس البعض تحت حرارة شمس ملتهبة ودرجات حرارة عالية تجاوزت الـ (40) درجة مئوية، فالصيف هناك لا يرحم لاجئ أو نازح أو مواطن كما يقول عماد وهو ناشط محلي في القضايا الإنسانية.
حادثة طرد عشرات النازحين يجب أن لا تمر مرور الكرام، وعلى المجتمع في عطبرة والدامر أن لا يسمح ببقاء ضيوف الولاية الذين غادروا ديارهم قسريًا في العراء
يعتقد عماد في حديث لـ"الترا سودان"، أن حادثة طرد عشرات النازحين يجب أن لا تمر مرور الكرام، وعلى المجتمع في عطبرة والدامر أن لا يسمح ببقاء ضيوف الولاية الذين غادروا ديارهم قسريًا في العراء.
وأضاف: "هناك مبادرة تهدف لحل هذه المشكلة، نتوقع أن تنتهي الأزمة بفعل تدخل المجتمع".