في اليوم الثالث للمعركة التي عُرفت شعبيًا باسم "معركة العبور"، تمكن الجيش السوداني من السيطرة على مواقع استراتيجية وسط العاصمة الخرطوم. وقد بثت حسابات موالية للجيش مقاطع فيديو تظهر بسط القوات المسلحة سيطرتها على مناطق قريبة من مقرن النيلين، كما أكد آخرون السيطرة على جسر الحلفايا الذي يربط بين أم درمان والخرطوم بحري، مما يعد إنجازًا مهمًا للقوات المسلحة السودانية.
تستمر أضخم العمليات العسكرية التي شهدتها العاصمة الخرطوم منذ اندلاع الحرب
بدأت القوات المسلحة السودانية في السادس والعشرين من الشهر الجاري واحدة من أضخم العمليات العسكرية التي شهدتها العاصمة منذ اندلاع الحرب، حيث شنت هجومًا منسقًا على عدة محاور مستخدمة الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة لدعم تقدم القوات البرية على الأرض. وتأتي هذه الخطوة في إطار جهود الجيش لاستعادة السيطرة على العاصمة وتحقيق تقدم حاسم في الحرب التي طال أمدها.
إلى جانب القوات المسلحة، يشارك عدد كبير من المدنيين المستنفرين وشباب الكتائب المساندة في معركة السيطرة على الخرطوم. في المقابل، تدافع قوات الدعم السريع عن مواقع احتفظت بها منذ الأشهر الأولى للصراع، ما أدى إلى مواجهات عنيفة بين الطرفين في عدة مناطق من العاصمة.
من جهة أخرى، تبث حسابات موالية لقوات الدعم السريع مقاطع فيديو تظهر تواجدها في وسط العاصمة، خاصة بالقرب من كلية الطب بجامعة الخرطوم. وتقلل هذه الحسابات من تقدم الجيش، ولكنها في الوقت ذاته تؤكد أن المعارك التي تجري الآن هي من بين الأعنف منذ بداية الصراع.
تكبدت قوات الدعم السريع المتواجدة في الخرطوم خسائر كبيرة في صفوفها وفي معداتها خلال مسار الحرب، خاصة جراء استخدام الجيش للطيران الحربي في استهداف تجمعات هذه القوات في المواقع الاستراتيجية بالعاصمة، وآلياتها الحربية التي حُيدت إلى حد كبير. كما فقدت هذه القوات أعدادًا كبيرة من المقاتلين في محاولاتها المتكررة للسيطرة على منطقة المدرعات العسكرية في الشجرة، والتي تعد إحدى المواقع الاستراتيجية المهمة التي ما زالت تحت سيطرة القوات المسلحة، بالإضافة إلى سلاح المهندسين في أم درمان.
ما زال الجيش يحتفظ بسيطرته على مواقع حيوية أخرى مثل سلاح الإشارة في بحري ومنطقة الكدرو العسكرية، إلى جانب مقرات القيادة العامة للقوات المسلحة قرب مطار الخرطوم.
وتشير مصادر إلى أن قوات المدرعات التابعة للجيش قد انفتحت باتجاه أحياء اللاماب في الخرطوم، فيما تستمر المعارك في الخرطوم بحري على عدة جبهات، حيث يحرز الجيش تقدمًا ملحوظًا في هذه المدينة التي تشكل مع أم درمان والخرطوم، العاصمة المثلثة للبلاد.