قال رئيس جمهورية جنوب السودان، سلفا كير ميارديت، إن ظروف الحرب التي شهدتها بلاده خلال السنوات الماضية؛ هي التي منعت الحكومة من إقامة الاحتفالات الجماهيرية الخاصة باستقلال البلاد في التاسع من تموز/يوليو من كل عام، مشيرًا إلى أن الحكومة لم تحتفل أيضًا هذا العام بالمناسبة الوطنية بسبب انتشار فيروس كورونا، والذي ألقى بتأثيرات سالبة على العديد من الدول والبلدان، كما حصد العديد من الأرواح في جنوب السودان.
حيا الرئيس كير في خطابه الذي بثه التلفزيون الحكومي الرسمي؛ الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل الاستقلال
وحيا الرئيس كير في خطابه بمناسبة حلول الذكرى التاسعة لاستقلال جنوب السودان، والذي بثه التلفزيون الحكومي الرسمي؛ الشهداء الذين قدموا أرواحهم من أجل الاستقلال.
اقرأ/ي أيضًا: الطاقة تشرع في توزيع بطاقات ذكية لتزويد المركبات العامة بالوقود
وأضاف بالقول: "دعونا نتذكر الشهيد الدكتور جون قرنق دي مبيور، وجميع القادة الذين استشهدوا قبله من أجل تحقيق الحرية والاستقلال، وعلينا أيضًا أن نتذكر أبناء وبنات جنوب السودان من المناضلين الذين خاضوا تجربة النضال من أجل نيلنا للحرية".
وخلال كلمته توجه الرئيس كير بالشكر للأطباء وجميع العاملين في الحقل الصحي بجنوب السودان لما قدموه من دورٍ في خط الدفاع الأول في مواجهة انتشار فيروس كورونا بالبلاد، و إنقاذهم أرواح الناس في ظروف بالغة الصعوبة.
وأردف بالقول: "وسط الجهود المبذولة لمواجهة فيروس كورونا، دعوني أتوجه بالشكر والتقدير للعاملين في الحقل الطبي، خط الدفاع الأول، وذلك لما بذلوه من جهود لمواجهة الفيروس وإنقاذ حياة الناس في ظروف صعبة، لقد سمعت بالتحديات والصعوبات التي تواجهكم، حاليًا نعمل على مخاطبة جميع تلك الصعوبات".
اقرأ/ي أيضًا: الحالات المرصودة للإصابة بفيروس كورونا في السودان تخطت حاجز العشرة آلاف حالة
وأوضح الرئيس كير بأن الأطراف الموقعة على اتفاق السلام لا تزال ملتزمة بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في شتى أنحاء البلاد، مشيرًا إلى محاولات إلحاق المجموعات الرافضة لعملية السلام عبر منبر روما التفاوضي، وزاد قائلًا: "من خلال تلك الجهود المبذولة من أجل السلام، أستطيع القول إننا قد تجاوزنا مرحلة العنف السياسي بالبلاد".
الرئيس كير: أناشد جميع قادة المجتمعات المحلية، تحديدًا السلاطين للتعاون مع السلطات الحكومية لتنفيذ جميع التوجيهات الخاصة بحملة نزع الأسلحة
وكشف كير في خطابه بمناسبة الذكرى التاسعة للاستقلال، عن خطة حكومته لمواجهة انتشار أعمال العنف القبلي والعشائري في عدد من ولايات البلاد، وذلك عبر ابتدار حوارات مجتمعية لمخاطبة الأسباب الجذرية للغارات القبلية والنزاع العشائري، إلى جانب تنظيم حملة واسعة لجمع السلاح من أيدي المواطنين، بجانب دعم وتقوية مؤسسات حفظ النظام والقانون، وذلك من أجل إعادة السلام والاستقرار في تلك الأجزاء التي تشهد توترات أمنية بالبلاد، ومن ثم تهيئة الأجواء أمام الحكومة لتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين وتسريع الجهود التنموية.
وزاد الرئيس كير بقوله: "عليه أناشد جميع قادة المجتمعات المحلية، تحديدًا السلاطين للتعاون مع السلطات الحكومية لتنفيذ جميع التوجيهات الخاصة بحملة نزع الأسلحة، وأتمنى أن يتجاوب مواطنينا الذين يحملون الأسلحة مع الجهات الأمنية وأن يقوموا بتسليم الأسلحة التي بحوزتهم للسلطات، لأنه إذا رفضوا التعاون فإن الحكومة ستقوم بنزعها بالقوة، نأمل ألا يحدث ذلك وألا تضطر الحكومة لاستخدام القوة للحصول على الأسلحة المنتشرة في أيدي المواطنين بطريقة غير شرعية".
وأقر الرئيس كير ببطء سير تنفيذ عملية السلام التي تم توقيعها بين الحكومة وأطراف المعارضة الأخرى، مطالبًا الجميع بمضاعفة الجهود ومعالجة القضايا العالقة والشائكة التي تعترض سير عملية السلام برمتها.
وأردف بالقول: "أجدد التزامي الكامل بتنفيذ اتفاق السلام وإعادة الاستقرار للبلاد، وفي سبيل ذلك قمت بكل مافي وسعي للدفع بالعملية السلمية للأمام، فبعد أحداث 2013 و2016، لم أكن أتوقع أن أعمل سويًا مع زعيم المعارضة المسلحة رياك مشار، لكنني قررت ترك جميع تلك المسائل والتركيز على المصلحة العامة للبلاد".
اقرأ/ي أيضًا: تجمع المهنيين يستعيد صفحته على فيسبوك ويتوعد بملاحقة المتورطين
وأكد كير في كلمته على جدية الحكومة الانتقالية في تحقيق المستوى المطلوب من التنمية بالبلاد، مشيرًا إلى أن الحكومة قد قررت تخصيص عائدات النفط من مزيج النيل لصالح دعم مشروعات التنمية الضرورية مثل بناء الطرق التي تربط مراكز الإنتاج مع مناطق الاستهلاك، مبينًا بأن ذلك سيساهم في تنويع الاقتصاد والتقليل من الاعتماد الكلي على النفط.
طالب الرئيس الجميع بالعمل من أجل السلام بصورة فردية وجماعية
وفي الختام طالب الرئيسفي الكلمة التي وجهها لشعب جنوب السودان بمناسبة مرور الذكرى التاسعة لاستقلال البلاد، الجميع بالعمل من أجل السلام بصورة فردية وجماعية، غض النظر عن الانتماء السياسي، وذلك من أجل رتق النسيج الاجتماعي الذي مزقته الحرب .
اقرأ/ي أيضًا
توصية لمجلس الوزراء بإعادة 560 مفصولًا تعسفيًا وتحسين معاش 622