أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول عبدالفتاح البرهان موقف السودان "الثابت والقاطع" من إدانة جميع أشكال "التطرف والإرهاب والأنشطة الإجرامية". وأضاف البرهان أن السودان ظل يؤدّي دورًا "كبيرًا ورائدًا" في العمل من أجل استقرار القارة الأفريقية وأمنها، مشيرًا إلى "مكافحته لظاهرة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وجميع أشكال الجريمة المنظمة العابرة للحدود" - على حد قوله. ولفت البرهان إلى اعتماد السودان على جهوده وإمكاناته الذاتية وتعاونه مع من أسماهم "الأصدقاء والأشقاء" من أجل "تحقيق السلم والأمن على المستويين الأفريقي والدولي".
شارك في الورشة (25) جهازًا من أجهزة المخابرات الأفريقية فيما شاركت أجهزة مخابرات عربية وغربية بصفة "مراقب"
وأوضح البرهان في خطابه أمام الجلسة الافتتاحية لورشة "دور التحصين والمعالجة الفكرية في مكافحة الإرهاب" التي نظمها جهاز المخابرات العامة بالتنسيق مع لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية (السيسا) بفندق كورينثيا بالخرطوم - أوضح أن انعقاد هذه الورشة يجيء متزامنًا مع "استشراف السودان لمرحلة جديدة يتطلع فيها الشعب السوداني بشغف إلى توافق وطني شامل، تشارك فيه كل القوى السياسية والمجتمعية والشبابية للإسهام في تشكيل حكومة مدنية كاملة"، مضيفًا أن الحكومة ستتولى "استكمال مسيرة المرحلة الانتقالية والترتيب لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تحقق تطلعات الشعب السوداني وآماله".
وقال البرهان إن السودان كغيره من الدول يواجه ظاهرة "التطرف العنيف والإرهاب" ويبذل جهودًا "كبيرةً" في مكافحة هذه الظواهر عبر الوسائل المختلفة ومنها الأجهزة الأمنية وإصدار التشريعات والقوانين والمصادقة على العديد من الاتفاقيات الإقليمية والدولية والثنائية. وأوضح أن السودان أنشأ العديد من الآليات لضبط الحدود مع دول الجوار للعمل معًا ضمن المنظومة الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف.
وشارك في الورشة التي تستمر ليومين، (25) جهازًا من أجهزة المخابرات الأفريقية، فيما شاركت أجهزة مخابرات عربية وغربية بصفة "مراقب"، منها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا وقطر وفرنسا، بالإضافة إلى رئيس مفوضية الشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الأفريقي.
وجدد رئيس مجلس السيادة التزام السودان بمواجهة جميع أشكال الإرهاب والتصدي له بكل الوسائل الممكنة والمتاحة خاصةً من خلال "منهج الحوار الفكري ودعم وتطوير تجربة المعالجة الفكرية التي ابتدرها السودان ويعمل بها وحقق فيها نتائج متقدمة ومثمرة" - على حد وصفه. وأضاف: "إلى جانب العمل الإيجابي وسط المجموعات التي تستهدفها الجماعات الإرهابية بغرض تحييدها". وزاد البرهان: "إننا على قناعة تامة وثقة وإيمان لا يساوره شك في لجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية (سيسا)" مشيرًا إلى ما لديها من "إمكانات وخبرات تؤهلها للتصدي لظواهر الإرهاب والتطرف والجريمة العابرة والهجرة غير الشرعية والتغلب على جميع التحديات الأمنية في القارة الأفريقية".
وقال رئيس مفوضية الشؤون السياسية والسلم والأمن بالاتحاد الأفريقي إدريس العلايلي: إن الإرهاب والتطرف "من أكبر مهددات السلام والتنمية في أفريقيا"، مضيفًا أن المنظمات الإرهابية "ما تزال لديها القدرة على إحداث الضرر والتدمير". وكشف العلايلي عن ارتفاع القلق في الاتحاد الأفريقي بشأن "التطرف والإرهاب وظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلاموفوبيا)". وطالب بضرورة التنسيق بين الأجهزة المختلفة للنجاح في "خفض هذه التهديدات".
ومن ناحية أخرى، أكد الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل مدير جهاز المخابرات العامة السوداني أن الإرهاب الدولي يمثل "أحد أكبر التحديات التي تواجه عالمنا المعاصر". وأوضح أن الأمر يتعدى الأفراد إلى "تهديد كيانات ودول ونسف استقرارها". وأضاف مفضل أن مكافحة الإرهاب تتطلب التعاون في مجال تبادل المعلومات والكشف عن الجماعات الإرهابية والقضاء على نشاطها "من جذوره"، مشيرًا إلى استعداد السودان للتعاون والعمل مع الجميع إلى "أبعد حدود ممكنة".