عادت الاشتباكات بالقوات البرية والقصف المدفعي في بعض جبهات القتال بالعاصمة الخرطوم ليلة أمس، وذلك بحسب ما نقل شهود عيان تحدثوا عن معارك عنيفة شملت الطيران الحربي أيضًا.
قال باحث إن أوراق السودان مبعثرة لدى المجتمع الدولي لذلك تستمر الحرب
وأجبرت الاشتباكات التي استمرت لساعات طويلة، أمس السبت، أحمد المقيم في مدينة أم درمان في منطقة خاضعة لسيطرة الجيش، على الانتظار قبل أن يخرج إلى سوق صغير لشراء الاحتياجات الغذائية.
قال أحمد لـ"الترا سودان" إن هناك هدوءًا صباح اليوم الأحد، لكن أيضًا هناك خوف من تجدد الاشتباكات في أي وقت، لذلك أنتظر حتى منتصف الظهيرة للخروج إلى السوق الصغير في الحي.
وقال إن الساعات الماضية، شهدت بعض المناطق في أم درمان، خاصة في محيط السوق الرئيسي، اشتباكات عنيفة ذات طابع بري، وتزامن ذلك مع انقطاع شبكات الاتصال للهواتف والإنترنت، وعادت بعضها تدريجيًا في الفترة المسائية.
وقال أحمد إن الاشتباكات التي تستمر عادة لساعات طويلة تتوقف لفترات قد تستمر لعدة أيام، لأن الطرفين بحاجة إلى التقاط الأنفاس نتيجة المعارك التي تستمر منذ تسعة أشهر.
وتأتي الاشتباكات في الخرطوم بحري وسوق أم درمان وشرق العاصمة على أعقاب تصريحات صدرت من الطرفين المتحاربين، خلت من اللغة الدبلوماسية واستخدما فيها الوعيد والتحذير.
وقال محمد عباس الباحث في الشؤون الإستراتيجية، لـ"الترا سودان"، إن الحرب في السودان تدخل منعطفًا خطيرًا وكبيرًا، وذلك على خلفية انسداد الأفق حول السلام وجمود الوسطاء الدوليين من تحريك الملف، لأن أوراق السودان مبعثرة لدى المجتمع الدولي في ظل تقاطعاته.
وأضاف: "ينبغي أن نلاحظ بشكل واضح أن الجيش والدعم السريع يستعدان لمعارك كبيرة، وفي اعتقادهما أنها حاسمة قبل أي تطورات قادمة، وتحسين موقفهما على الأرض وعلى طاولة المفاوضات. لكن هذه المعارك ستفرز وضعًا إنسانيًا سيئًا في ظل تحذيرات من العاملين في مجال الإغاثة من انزلاق ملايين السودانيين إلى المجاعة".