شغلت قضية اعتداء جندي من الدعم السريع على الإعلامية في تلفزيون السودان، حنان إبراهيم، الرأي العام. حيث تعرضت قوات الدعم السريع لانتقادات لاذعة في حادثة تزامنت مع اعتداء جنود من نفس القوات العسكرية على شاب في محطة وقود بمنطقة الطائف شرق الخرطوم أمس الأربعاء.
الإعلامية حنان إبراهيم لـ"الترا سودان": لن أتنازل عن قضيتي مهما حدث
ودرج بعض أفراد هذه القوات، على ارتكاب انتهاكات بحق المدنيين، حيث يعزو خبراء عسكريون تصرفاتها إلى تكوينها الإثني، وعدم الالتزام بالتقاليد العسكرية الراسخة. بينما يقول مدافعون عن حقوق الإنسان، إن جميع التشكيلات العسكرية التي عملت مع النظام البائد بحاجة ماسة إلى إصلاحات جذرية وليس فقط إصلاحات هيكلية.
اقرأ/ي أيضًا: وفد المقدمة لاحتفالات السلام يغادر إلى جوبا
وأبلغت الإعلامية التي تعرضت للاعتداء، حنان إبراهيم، "الترا سودان"، أن وزير الاعلام فيصل محمد صالح، تواصل معها وقدم لها المساندة الرسمية. كما حظيت قضيتها باهتمام إدارة التلفزيون التي طلبت من قيادة الدعم السريع التحقيق في حادثة الاعتداء.
وشددت حنان الطيب، على أن قضيتها تحولت إلى أجهزة القانون ولن تتنازل عنها مهما حدث، وقالت إنها وجدت المساندة من جميع الأطراف الحكومية وإدارة التلفزيون.
وتزامنت حادثة مذيعة التلفزيون مع اعتداء آخر من جندي في الدعم السريع على شاب في محطة وقود بضاحية الطائف شارع عبيد ختم الأربعاء، حيث انتشر مقطع فيديو يظهر الشاب مقتادًا بواسطة الجندي إلى غرفة في محطة الوقود، حيث تعرض للضرب المبرح.
ونشر الشاب صورًا أخرى له وهو في سرير المستشفى، حيث بدا عليه آثار احتقان الدماء على الظهر والأيادي والأرجل نتيجة للضرب، وأجبر على حلاقة شعره بواسطة الجندي الذي تعرض له على خلفية اعتراض الشاب على تخطي سيارة أخرى قام الشاب بتصويرها، ونشر الشاب مقطع فيديو مباشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أثناء تعرض الجندي له.
وفي مقطع الفيديو يظهر الشاب بينما هو يتم اقتياده بالقوة إلى الغرفة بينما يتلقى توبيخًا من الجندي على قيامه بتصوير السيارة التي تخطته في صف محطة الوقود، وأدخل إلى الغرفة وتم ضربه بالهراوات وحلاقة شعر بالقوة أيضًا.
وسارع قائد ثاني قوات الدعم السريع، الفريق عبد الرحيم دقلو، وهو شقيق قائد قوات الدعم السريع، نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، إلى زيارة عائلة الشاب مقدمًا اعتذاره على الاعتداء الذي تعرض له.
وقال دقلو: "تلقيت اتصالًا هاتفيًا من حميدتي وهو في الطائرة في طريقه إلى جوبا، وطلب مني الحضور اليكم والاعتذار عما بدر من الجندي، ونعدكم بالتحقيق اعتبارًا من السبت القادم، ونشر نتائجه خلال يومين فقط".
وتتعرض قوات الدعم السريع إلى انتقادات كبيرة جراء الانتهاكات التي تقوم بها بعض عناصرها، كما أن طبيعة تكوينها تدفع المدافعين عن حقوق الإنسان إلى المطالبة بدمجها في الجيش، لكن قائدها محمد حمدان دقلو، أكد أكثر من مرة أن قواته انحازت إلى الثورة الشعبية وأطاحت بالرئيس المخلوع، وأنه جاهز لتقديم الأفراد المتورطين في الانتهاكات إلى العدالة.
وفي آب/أغسطس الماضي، منعت قوة الدعم السريع التي تقوم بحراسة مبنى التلفزيون، وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح، من دخول مبنى التلفزيون الحكومي رغم إبرازه ما يثبت أنه وزير الإعلام، واضطر الوزير إلى المغادرة غاضبًا، ولم ينفِ الوزير هذه الواقعة التي نشرتها وسائل الإعلام.
وتُعمق الواقعتان اللتان حدثتا في يوم واحد، من أزمة قوات الدعم السريع، حيث انتشرت تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، تتحدث عن أن التصرفات التي بدرت من جنود الدعم السريع غير مقبولة، فيما ذهبت بعض التعليقات إلى ضرورة مقاطعة محطة وقود الطائف.
وعلى ما يبدو أن قوات الدعم السريع تبذل قصارى جهدها إلى تحسين صورتها وسط السودانيين، خاصةً وأن طبيعة تكوينها في العام 2012 -2013 تثير شكوكًا حول إمكانية تحولها إلى مؤسسة ملتزمة بمعايير حقوق الإنسان.
اقرأ/ي أيضًا: السعودية تعيد باخرتين من صادر الماشية إلى ميناء سواكن
وتحظى تصريحات قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو، باهتمام وسائل الإعلام المحلية، حيث يميل الرجل إلى إطلاق تصريحات باللهجة العامية البسيطة.
تعمق الحادثتان من أزمة الدعم السريع التي تسعى إلى تغيير صورتها وسط السودانيين
ورغم أن الآمال تعلقت باتفاقية السلام بإمكانية دمج هذه القوات في الجيش، إلا أن الاتفاقية لم تتطرق إلى هذه الإجراءات، على الأقل في الوقت الراهن، ومددت مهمة إدماج الجيوش إلى سنوات طويلة قادمة.
وبنص الوثيقة الدستورية الموقعة بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري في 2019، اعتبرت قوات الدعم السريع قوات عسكرية نظامية.
اقرأ/ي أيضًا
لقاء بين وفد مقدمة الجبهة الثورية ووزير الخارجية
وزير الطاقة لـ"الترا سودان": عطل بمصفاة الجيلي تسبب في أزمة الوقود