قالت لجنة حماية الصحفيين (منظمة غير حكومية مقرها نيويورك) إن الصحفيين الذين يغطون النزاع الدائر في السودان يتعرضون لـ"انتهاكات جسيمة"، تضمنت "الضرب والاعتقال والتحقيق" بسبب عملهم الصحفي.
اضطر (250) صحفيًا للتخلي عن مهنتهم بسبب الانتهاكات التي يتعرض لها العاملون في المجال منذ بداية الاقتتال في السودان بحسب شبكة الصحفيين الدوليين
وأبانت اللجنة في تقرير لها اطلع عليه "الترا سودان" إنه رغم مسؤولية قوات الدعم السريع عن معظم الاعتداءات ضد الصحفيين، فقد سجلت انتهاكات ضدهم أيضًا من قبل الجيش السوداني، ومن بين هذه الحالات تعرض مراسل البي بي سي محمد عثمان للضرب الشهر الماضي.
وأشار التقرير إلى احتجاز قوات الدعم السريع للصحفيين العاملين في قناة الجزيرة (أحمد فضل وراشد جبريل) الشهر الماضي، وإعاقتها تغطيات صحفية عديدة، بالإضافة إلى اقتحام مقرات لوسائل إعلام وإيقاف بثها.
ومن جهتها، نشرت نقابة الصحفيين السودانيين بيانًا قالت فيه إن النزاع المسلح أدى إلى "تعميق معاناة الصحفيين" في البلاد بعد أن كانوا يعانون أصلًا من "ظروف مأساوية" – بحسب تعبير البيان.
نقابة الصحفيين السودانيين قالت إنه "منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل الماضي، لم يتوقف استهداف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، من قبل طرفي النزاع، ما يعد تعديًا صارخًا على حرية العمل الصحفي وانتهاكًا للقوانين والمواثيق الدولية التي تحمي الإعلام".
وأضافت النقابة في بيانها أن النزاع تسبب في "تشريد عدد كبير من الصحفيين والصحفيات، ونزوح أعداد كبيرة إلى خارج ولاية الخرطوم ولجوء أعداد أخرى إلى خارج السودان في ظروف بالغة السوء، وبقاء البعض عالقين في مناطق حدودية لا يستطيعون الهجرة بسبب تعقيدات تأشيرة الدخول، بينما يعيش صحفيون وصحفيات في ظروف صعبة ويواجهون مخاطر يومية بحثًا عن الحقيقة وسط القتال".
كما لفتت النقابة الانتباه إلى أن الصحفيين السودانيين يواجهون انتهاكات لا تقف عند الاعتقال والتهديد والإخفاء القسري والإصابة ونهب الممتلكات، بل تتعدى ذلك لتصل إلى حد تهديد حياتهم.
وفي بيان سابق لها، قالت النقابة إن طرفي النزاع غير راضين عن الأخبار والمعلومات التي ينقلها وينشرها الصحفيون المستقلون، ولذلك فقد تعرض عدد منهم لتهديدات بالتصفية "في ظل مناخ تسيَّده خطاب الكراهية والتضليل الإعلامي".
ونبهت لجنة حماية الصحفيين إلى أن إعلان جدة لحماية المدنيين لم يشر إلى ضمان حقوق الصحفيين في التنقل بحرية لأداء واجباتهم المهنية التي تكفلها القوانين المحلية والإقليمية والدولية.
ومن ناحيتها، قالت شبكة الصحفيين الدوليين مطلع الشهر الماضي إنه منذ بدء الاقتتال في السودان، اضطر (250) صحفيًا للتخلي عن مهنتهم بسبب الانتهاكات التي يتعرض لها العاملون في هذا المجال، ونقلت شهادات لصحفيين تعرضوا لاعتداءات جسيمة من قبل طرفي النزاع.
واندلع النزاع بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) في منتصف شهر نيسان/أبريل الماضي، وتشير آخر أرقام نقابة الأطباء السودانيين إلى أنه تسبب بمقتل أكثر من (860) مدنيًا وجرح أكثر من (3,600) آخرين. وأضافت النقابة أن هناك عددًا كبيرًا من الإصابات والضحايا الذين لم تتمكن الفرق الطبية من الوصول إليها، ولذلك لم تُضمّن في الإحصائيات الرسمية.
النزاع شهد عددًا من اتفاقات وقف إطلاق النار التي وصفت بالهشة، إذ لا يزال طرفا النزاع يخرقانها. ووصفت الأمم المتحدة الوضع في السودان أول أمس الثلاثاء بأنه "يشهد تصعيدًا ولا يزال حرجًا" رغم الوساطات الدولية.