أعلن عضو مجلس السيادة الانتقالي ورئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال مالك عقار، إطلاق مبادرة سياسية جديدة تتضمن ثلاث مراحل لحل الأزمة وتجاوز ما أسماه بـ"الاحتقان السياسي" وإكمال السلام وإغاثة النازحين واللاجئين، وتنفيذ الترتيبات الأمنية.
وقال عقار لدى لقائه مساء الثلاثاء أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بالسودان، إن مراحل المبادرة تتلخص في البدء بالاتفاق على تحديد الصلاحيات والمهام بدقة بين أجهزة الدولة المختلفة.
ترتكز المبادرة على تكوين هيئة عليا من القانونيين والخبراء لضبط القوانين الخاصة بالسلطات
وأوضح عقار أن تحديد الواجبات بدقة ومراعاة حساسية الوضع الراهن ومطالب الشارع، سيسهم في معالجة المشكلة السياسية التي ظل يعاني منها السودان منذ الاستقلال.
وأضاف: "سأطرح ورقة مبدئية على الجهات ذات الصلة لتحديد هذه الصلاحيات والمهام، ومن ثم تكوين لجنة فنية من ممثلين قانونيين لكل هذه الجهات، بالإضافة إلى خبراء وطنيين، وخبرات دولية من أجل صياغة هذه الواجبات والمهام في نص دستوري قانوني دقيق، يتجنب الفجوات اللغوية وعدم الدقة القانونية التي صاحبت صياغة الوثيقة الدستورية".
ونوه عقار إلى أن المرحلة الثانية هي مرحلة تكوين حكومة كفاءات وطنية واختيار رئيس وزراء يتولى إدارة البلاد ومواجهة مهام عاجلة في مقدمتها معالجة الأزمة الاقتصادية والتقليل من تأثيرها المتزايد على المواطنين، واستكمال عملية السلام والتصدي للفساد وإصلاح الخدمة المدنية وإكمال تشكيل هياكل السلطة القضائية والمفوضيات.
وتابع: "من مهام رئيس الوزراء أيضًا تجهيز البلاد لانتخابات حرة ونزيهة تضمن المشاركة العادلة والشاملة للجميع وتركز الأحزاب السياسية على مهمة التحضير للانتخابات في جو سياسي صحي وطبيعي".
وأشار عقار الى أن المرحلة الثالثة تمثل مرحلة حوار وطني شامل يشارك فيه الجميع عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول، ويضمن مشاركة القوى السياسية والاجتماعية الجديدة التي برزت بعد الثورة، وتنظيمات الشباب والنساء واللاجئين والنازحين الذين تم تجاهل قضاياهم لفترات طويلة.
وأردف: "الحوار الوطني ينبغي أن يجيب على الأسئلة المهمة التي تم تجاهلها في السودان منذ الاستقلال، مثل قضايا العلاقة بين المركز والهامش، وقضايا تحقيق العدالة والمحاسبة والعدالة الانتقالية وقضايا تنمية الأطراف ومشاكل العنصرية والتمثيل السياسي.
ورأى عقار أن المبادرة تركز على أهمية صناعة الدستور الدائم في السودان عبر الحوار الوطني. ولفت إلى أهمية إكمال عملية السلام، وقال إن السلام يحتاج إلى "أجنحة حتى يحلق عاليًا".
ودعا عضو مجلس السيادة الانتقالي المجتمع الدولي للحفاظ على السلام الذي تحقق ودعمه بالحركات غير الموقعة، مبينًا أن قضايا اللاجئين والنازحين تحتاج إلى الدعم وتأمين العودة الطبيعية للحياة في مناطق الحرب.
وقال عضو مجلس السيادة الانتقالي مالك عقار: "قضية النازحين واللاجئين يجب أن نأخذها على محمل الجد وننتبه لأهميتها البالغة، وحاجتهم للتعليم والصحة ومراكز صحية تعالج مشاكل الماضي وتحفظ الأجيال الجديدة من العودة إلى مربع الحرب".
ناشد الأمم المتحدة لإعادة سودانيي الشتات في المخيمات إلى البلاد ودعمهم معنويًا
ودعا مالك عقار إلى عدم تجاهل معاناة النازحين واللاجئين من النيل الأزرق وجبال النوبة ودارفور وشرق السودان والسودانيين في الشتات، وعدم التخلي عنهم ونسيانهم في المخيمات، وناشد وكالات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لمساعدتهم في العودة إلى ديارهم "سالمين ومعافين وأحرار ومنتصرين".
وأضاف قائلًا: "إن اولئك الذين يصنعون المجد والسلام، هم المنتصرون الحقيقيون في الحرب".