يقف سكان أحياء "الشقلة" بمنطقة الحاج يوسف (شارع واحد) خاصةً في الأحياء البعيدة عن مركز المدينة الواقعة شمالي العاصمة السودانية الخرطوم أمام خيارين ليلًا؛ فإما الخروج والتعرض لنهب العصابات التي تسيطر على بعض الشوارع أو صرف النظر عن الفكرة كليًا.
يُقر السكان الذين استطلعهم "الترا سودان" في هذه الأحياء بارتفاع نسبة الطعن بالسكين بين المراهقين
لا يمكن لبعض السكان عزل أنفسهم في المنازل ليلًا لأن طبيعة عملهم تؤخر عودتهم إلى منازلهم في الليل. ويتعرض المواطنون وسكان بعض الأحياء في "الحاج يوسف الشقلة" للنهب بواسطة عصابات. والاثنين الماضي، أطلق نظامي الرصاص الحي عندما تعرض لمحاولة نهب في وقت متأخر من الليل.
وفي خطوة للحد من عمليات النهب في شوارع هذه الأحياء التي يقطنها آلاف السكان، أطلق بعض الشبان "مبادرة الصفافير"؛ واتفق عشرات الشباب على إطلاق صافرات الإنذار بواسطة "الصفافير" حال رصدهم لعملية نهب في شوارع المنطقة. وفور إطلاق صفارات الإنذار يتجمع شبان الحي لملاحقة عصابات النهب.
ولجأ شباب المنطقة إلى المبادرة نتيجة غياب دوريات الشرطة عن المنطقة وصعود نسبة الجرائم – حسب ما يقولون.
وتشكلت هذه المنطقة منذ سنين عدة نتيجة نزوح الآلاف من الأرياف إلى المركز. وتضم أيضًا مخيمًا للاجئين من جنوب السودان. ويخشى الناشطون من استغلال وجود اللاجئين والمواطنين في منطقة واحدة لتغذية التوترات بين الطرفين.
ولا يمكن أن يعزل سكان هذه الأحياء أنفسهم في الفترات المسائية عن بقية المنطقة فغالبيتهم يعملون في القطاعات غير الرسمية التي تتطلب العودة في وقت متأخر من الليل إلى المنزل.
تصاعد نسبة الجرائم وازدياد جرائم نهب المارة في الشوارع المحيطة بحي الشروق والأحياء القريبة بمنطقة "الحاج يوسف الشقلة" باتت ظاهرة مقلقة تؤرق مضاجع السكان.
في حزيران/ يونيو الماضي فوجئ سكان هذه الأحياء بمقتل طالب خلال عودته من امتحانات الشهادة السودانية إثر طعنات قاتلة من صديقه قرب حافلة المواصلات.
يُقر السكان الذين استطلعهم "الترا سودان" في هذه الأحياء بارتفاع نسبة الطعن بالسكين بين المراهقين، بين الـ(13) حتى (25) عامًا، وبعضهم ينخرط في عصابات تنهب المارة.
ويعبر سايمون أتير وهو ناشط في "مبادرة الصفافير" في حي الشروق بالحاج يوسف الشقلة بمحلية شرق النيل في حديث إلى "الترا سودان" عن قلقه من تزايد نسبة الجرائم في المنطقة. وقال إن مبادرة بعض الشباب تمكنت من احتواء التوتر بين سكان الحي وبعض اللاجئين من جنوب السودان.
وأضاف: "نحاول بصورة يومية نشر الوعي بين الشباب وسكان الحي وندعم عملية التعايش المشترك بين الجميع"، لافتًا إلى أنهم يواجهون في الوقت نفسه مشاكل "أكبر من طاقتهم"، مشيرًا إلى "توسع نطاق الحملات المنظمة لترويج المخدرات".
ويشكوا السكان من قلة دوريات الشرطة إلى جانب انتشار المخدرات بين المراهقين واستخدام بعض الشبكات للأطفال في عملية الترويج لأن الشرطة عادة لا تراقب هذه الفئة العمرية.
ويقول سايمون أتير إن ترويج المخدرات يتم بصورة "غير مسبوقة" وأحيانًا تشعر أنها توزع "مجانًا" لأنها أصبحت متاحة للمراهقين والشبان – على حد قوله. وتابع: "لدينا معلومات عن استخدام الأطفال في التوزيع لأن الشرطة لا تشك عادة في الصغار".