28-أغسطس-2024
نزوح المدنيين من منطقة جبل موية غرب سنار

نزوح المواطنين في السودان

دفع تعثر مفاوضات جنيف بين الجيش والدعم السريع وفق مبادرة الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وسويسرا البلد المضيف للوسطاء إلى تصميم ما وصفها دبلوماسيون أميركيون بـ"مدونة السلوك"، وهو اتفاق جديد يشدد على الطرفين حماية المدنيين في السودان أثناء المعارك العسكرية والسماح بوصول الإغاثة إلى جميع المناطق والامتناع عن تلف المحاصيل والعنف ضد النساء.

أبلغ الوسطاء في جنيف وفد الدعم السريع في أن الانتهاكات التي ترتكبها قواتهم مرفوضة كليًا ويجب أن تتوقف فورًا من خلال تدابير فعالة 

حسب وكالة الأنباء الفرنسية، دعا المبعوث الأميركي إلى السودان توم بيرييلو الطرفين المتحاربين إلى فرض مدونة السلوك للحد من الانتهاكات بحق المدنيين، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع وقعت على مدونة السلوك، وينتظر الوسطاء ردًا من القوات المسلحة للانضمام إلى المدونة.

وأوضح المبعوث الأميركي إلى السودان أن المدونة أرسلت إلى القوات المسلحة السودانية، قائلًا: نأمل أن يردوا علينا الأيام المقبلة، مشيرًا إلى إن الجيش ينظر في المقترح الذي بطرفه.

ومدونة السلوك عملية مصممة لحماية المدنيين والحد من الانتهاكات، وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال إن قوات الدعم السريع وقعت على المقترح، وقال نأمل في تطبيق فعلي على الأرض.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في بيان الاثنين الماضي: "يجب أن تنعكس هذه الالتزامات الجديدة في تصرفات قوات الدعم السريع على الأرض، التي ارتكبت تطهيرًا عرقيًا وجرائم ضد الإنسانية منذ اندلاع الحرب ضد المدنيين السودانيين".

وكان قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، أعلن عن تكوين قوات لحماية المدنيين في خطاب منتصف الشهر في رد فعل على مقاطعة القوات المسلحة لمفاوضات جنيف، وتزايدت الانتقادات بحق قوات الدعم السريع إثر تصاعد الانتهاكات وسط المدنيين.

وتشمل مدونة السلوك الامتناع عن العنف ضد النساء وإتلاف المحاصيل في السودان، لوضع مزيد من التدابير الفعالة على منع جرائم الاغتصاب وعمليات النهب التي طالت المناطق، خاصة الجزيرة وسنار وجنوب دارفور والعاصمة الخرطوم.

وقالت إحدى المشاركات في مفاوضات جنيف من قائمة المجتمع المدني لـ"الترا سودان"، إن الولايات المتحدة الأميركية تحاول انتزاع تعهدات من الجيش والدعم السريع من خلال فرض مدونة السلوك، طالما أن أملها في وقف العدائيات جاء مخيبًا، عقب مقاطعة القوات المسلحة لمحادثات جنيف.

وأوضحت أن الوسطاء تسلموا تقارير عن موجات الاغتصاب الجماعي بواسطة قوات الدعم السريع في الجزيرة وإقليم دارفور والعاصمة الخرطوم وولاية سنار، ولذلك تحاول الولايات المتحدة الأميركية تعميم المدونة على الطرفين في السودان.

ورجحت عضوة المجتمع المدني التي شاركت في مفاوضات جنيف توقيع القوات المسلحة على مدونة السلوك، لأن الالتزام لدى الجيش أفضل حالًا مقارنة مع انتهاكات الدعم السريع، ومع ذلك تعتقد هذه السيدة أن المجتمع الدولي لم يفعل ما يكفي في جنيف لإلزام قوات الدعم السريع بالتوقف عن الانتهاكات، حتى أثناء جلسات التفاوض كان الضحايا من المدنيين في الفاشر والجزيرة وسنجة بواسطة هذه القوات.

 وزادت بالقول: "أخشى أن أقول لك أنني لم ألاحظ جدية في ردع الدعم السريع بالتوقف عن الانتهاكات في السودان". وأشارت إلى أن مدونة السلوك ستخفض بشكل كبير الانتهاكات بحق المدنيين أو تجويع المناطق من خلال نهب المحاصيل، حيث واجه الوسطاء وفد الدعم السريع بالتقارير الموثقة في هذا الصدد خلال المفاوضات، وشددوا على ضرورة ضبط قواتها في جميع المناطق المأهولة بالمدنيين.

وقالت إن مفاوضات جنيف حاولت فعل شئ لأن المجتمع الدولي كان مصممًا على وقف العدائيات، وعندما غاب وفد الجيش السوداني ذهب الوسطاء خطوة إلى الأمام بوضع مقترح "مدونة السلوك" على طاولة الطرفين، بالطبع وافق الدعم السريع سريعًا على المقترح كونها مواجهة بقائمة من الاتهامات خلال حرب السودان، وهي تقارير قد تقودها قادتها إلى العدالة الدولية.

وكانت قوات الدعم السريع انخرطت في تنفيذ إجراءات ضد عناصرها في الجزيرة، بسبب الانتهاكات التي وقعت في بعض المناطق ووقعت اشتباكات مسلحة بين الجانبين. وحال توقيع الطرفين على مدونة السلوك الخاصة بحماية المدنيين والحد من الانتهاكات، وإيقاف العنف ضد النساء وحمايتهن والامتناع عن إتلاف المحاصيل وعدم اعتراض قوافل الإنسانية، بما في ذلك العاملين في هذا المجال يتعين عليهما الخضوع للرقابة الدولية لرصد الخروقات.