نداءات أطلقها مواطنون ومهتمون بالسدود من خطر كبير قد يواجه الخرطوم جراء العمليات الحربية الدائرة هذه الأيام في منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم، وفي أذهانهم تفجير جسر "شمبات" الرابط بين مدينتي بحري وأم درمان إلى جانب عمليات التخريب الواسعة للمنشآت والبنى التحتية في سياق الاقتتال الذي يدخل شهره الثامن بين الجيش السوداني والدعم السريع.
طوال الأسبوع، ظلت قوات الدعم السريع تهاجم معسكرات الجيش في منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم في محاولة للسيطرة على الجسر
طوال الأسبوع، ظلت قوات الدعم السريع تهاجم معسكرات الجيش في منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم في محاولة للسيطرة على الجسر الرابط بين أم درمان وجنوب الخرطوم فوق خزان جبل أولياء، بعد خسارتها جسر "شمبات" نتيجة تفجيره، وسط تبادل اتهامات بينها والجيش بشأن المسؤول عن العملية.
المعارك التي دارت بين الجيش والدعم السريع في معسكر الدفاع الجوي ومعسكر آخر للجيش على مقربة من خزان جبل أولياء، ربما تقود إلى "نتائج كارثية" بحسب خبراء، قد تصل إلى "إغراق العاصمة الخرطوم"، بالنظر إلى السعة التخزينية الكبيرة للبحيرة البالغة ثلاثة مليارات متر مكعب، مع وارد يومي يصل إلى (100) ألف متر مكعب، وهي كمية كافية لإغراق الخرطوم – وفق خبراء، إلى جانب تأثيرها على سد "مروي" في هذا الموسم حتى مع السعة الكبيرة التي يتميز بها سد "مروي" والبالغة إجمالًا (74) مليار متر مكعب.
لكن الخبير المائي ووزير الموارد المائية والري والكهرباء الأسبق الدكتور عثمان التوم استبعد في تصريح خاص لـ"الترا سودان" حدوث انهيار لسد جبل أولياء نتيجة العمليات الحربية في محيطه. وأضاف في حديث مقتضب: "لا أظن ذلك، لأن سد جبل أولياء ركامي يقوى على الضربات ولا يتأثر"، مستبعدًا "تدميره أو انهياره".
وبالبحث عن مصطلح السد الركامي الذي ذكره وزير الري الأسبق في إفادته لـ"الترا سودان"، وجدنا أنه يطلق على فئة السدود التي تشيّد بالحواجز الترابية أو الركامية، وتكون مادتها الإنشائية الأساسية من الحصى أو الركام بالإضافة إلى الرمل، وإن كانت هذه الكتلة الحاجزة تبطن في جميع الأحوال بطبقة أسمنتية. وهذا النوع من السدود يتميز بانخفاض تكلفة بنائه نسبيًا، وإنشاؤه لا يحتاج إلى أساسات ضخمة مثلما الحال في السدود الخرسانية مثل سد "مروي".
وافتتح خزان جبل أولياء في العام 1937 بطول إجمالي يبلغ (6,680) مترًا وارتفاع (22) مترًا من قاع النيل الأبيض و(381.5) مترًا من سطح البحر. وفي حين يرى خبراء عدم جدواه وسط مطالبات سابقة بإزالته خصوصًا بعد إنشاء سدود بسعة أكبر وطاقة توليد مضاعفة، إلا أن الآراء خلصت إلى الحفاظ عليه لفوائد أخرى، أبرزها متعلق بالزراعة. خزان جبل أولياء تحده من الجهة الشرقية منطقة جبل الأولياء، فيما تحيط به ردميات لمسافة (3.7) كيلومترًا غربًا. وتبلغ سعة الخزان (3.5) مليار متر مكعب. ويمتد نهر النيل الأبيض إلى مسافة (635) كيلومترًا داخل دولة جنوب السودان في منطقة "كاكا".