23-يناير-2020

لقاء وزراء الدول الثلاث مع دونالد ترامب بالمكتب البيضاوي (global construction review)

في أواخر شهر كانون الثاني/يناير الجاري تقترب الخرطوم وأديس أبابا والقاهرة من وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق خماسي شامل لملء وتشغيل سد النهضة في اجتماعهم المرتقب بواشنطن في الفترة من 28-29 من الشهر الجاري، تحت رعاية وزارة الخزانة الأمريكية ومراقبة البنك الدولي، ويعول الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بشدة على التوصل لاتفاق بشأن السد، لرغبته الملحة في تحقيق إنجازات في السياسة الخارجية تؤهله خوض جولة الانتخابات الأمريكية القادمة.

أكدت مصادر موثوقة غير مأذونة بالتصريح للإعلام، من داخل وزارة المياه السودانية تحدثت لـ"الترا سودان" أن الوفود الثلاثة تعرضت لضغوط قوية من قبل الرئيس الأمريكي "رونالد ترامب" خلال اجتماعه بوزراء مياه وخارجية السودان، مصر وأثيوبيا

ضغوط من البيت الأبيض للتوصل لاتفاق

وبحسب مراقبين فإن الدول الثلاثة باتت أكثر قربًا من أي وقت مضى، للتوصل إلى اتفاق نهائي بشأن أكثر النقاط التي أدت إلى تعثر المفاوضات والمتعلقة بملء السد الذي تشيده إثيوبيا على القسم الذي يليها من النيل الأزرق والذي يطلق عليه الإثيوبيون اسم "أباي"، خلال السنوات العادية وسنوات الجفاف والجفاف والجفاف الممتد.

اقرأ/ي أيضًا: في ليلة التمرد.. كيف تحول فرح أسرة سودانية إلى مأتم؟

وأكدت مصادر موثوقة غير مأذونة بالتصريح للإعلام، من داخل وزارة المياه السودانية تحدثت لـ"الترا سودان" أن الوفود الثلاثة تعرضت لضغوط قوية من قبل الرئيس الأمريكي "رونالد ترامب" خلال اجتماعه بوزراء مياه وخارجية السودان ومصر وأثيوبيا منتصف الشهر الجاري، ووفقًا للمصادر فإن ترامب تطرق كثيرًا للمساعدات الامريكية السنوية التي تتلقاها كل من مصر وإثيوبيا، بشكل حمل وعيدًا مبطنًا باحتمال وقفها حال فشلت الأطراف في التوصل لاتفاق نهائي بشأن سد النهضة.

ووفقًا لمراقبين فإن ترامب يبدو حريصًا على التوصل لاتفاق نهائي مع اقتراب نهاية ولايته ورغبته في الترشح لولاية ثانية وهو ما يتطلب منه تحقيق نجاحات في الملفات الخارجية ومن بينها ملف الخلاف بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة والذي يحمل في تضاعيفه تهديدات بمواجهة عسكرية قد تعصف بأمن المنطقة، وهو ما جعل الدول الأطراف تعلن في البيان الختامي لاجتماع واشنطن، عن اتفاق الوزراء على الاجتماع، مرةً أخرى، في واشنطن، بتاريخ 28/29 كانون/يناير الجاري من أجل الفراغ من وضع اتفاق شامل لملء وتشغيل السد، كما اتفقت الأطراف على تكوين لجان فنية وقانونية تتولى النقاشات وتجتمع خلال فترة ما قبل اجتماع واشنطن القادم أواخر الشهر.

اجتماعات مغلقة للجان الفنية والقانونية لمدة يومين بالخرطوم دون تغطية إعلامية

وزارة الري والموارد المائية السودانية أصدرت تعميمًا صحفيًا على لسان الناطق الرسمي باسم الوزارة دكتور صالح حمد، رئيس الجهاز الفني للموارد المائية، أكد فيه انطلاق مباحثات اللجان الفنية والقانونية بالخرطوم يومي أمس الأربعاء واليوم الخميس، بهدف الخروج بمسودة اتفاقية نهائي حول ملء وتشغيل سد النهضة.

اقرأ/ي أيضًا: النائب العام يعيد التحري في قضية القتيلة "أديبة" ويأمر بالقبض على المتهمين

وأوضح حمد، أن المشاركين اتفقوا في اجتماع وزراء الخارجية والمياه الذي أنعقد منتصف الشهر الجاري بواشنطن، على الوصول إلى اتفاقية شاملة ومستدامة مبنية على التعاون المثمر لكل الأطراف على أن تقوم اللجان الفنية والقانونية المكونة من الأطراف الثلاثة بإعداد مسودة نهائية لتلك الاتفاقية خلال الاجتماع المنعقد بالخرطوم أمس واليوم الخميس 22-23 كانون الأول/يناير.

مقترح السودان هو المخرج

وقال حمد أنه خلال اجتماع واشنطن الفائت تم تقييم سير المفاوضات التي جرت خلال الشهرين الماضيين حول ملء وتشغيل سد النهضة واجمع وزراء الدول الثلاث على التقدم المحرز في معظم القضايا فوق الطاولة، ما عدا تلك المتعلقة بالملء والتشغيل في حالة سنوات الجفاف الممتدة، واعتبر حمد أن الجانب الأمريكي لعب دورًا بارزًا افضى إلى اتفاق وزراء الخارجية والري في الدول الثلاث بتقييم الموقف في اجتماع يعقد في واشنطن في الفترة من 28-29  كانون الأول/يناير الجاري.

وقال حمد أن السودان تقدم بخطة تفصيلية للملء الأول والتشغيل الدائم لسد النهضة، نالت استحسان الأطراف المعنية بمن فيهم المراقبين من الإدارة الأمريكية والبنك الدولي، كما قدم رؤيته للملء والتشغيل في حالة حدوث سنوات جفاف وجفاف ممتد، وخرج البيان الختامي لاجتماع واشنطن متوافقًا تمامًا مع الرؤية السودانية لحل مشكلة ملء وتشغيل السد.

وتعقد مباحثات الخرطوم التي بدأت أمس الأربعاء بين الأطراف بفندق "السلام روتانا" بعيدًا عن الصحافة ووسائل الإعلام، حيث صدر توجيه متفق عليه بين الدول الثلاث بأن تكون الاجتماعات مغلقة. وحسب متابعات "الترا سودان" فقد وصلت الوفود مساء يوم الثلاثاء إلى الخرطوم، وانخرطت مباشرة يوم الأربعاء في اجتماعات مغلقة.

بيان واشنطن شدد على أن يتم ملء بحيرة السد على مراحل تراعي التعاون والتكيف وتضع في الاعتبار الظروف المائية للنيل الأزرق والتأثير المحتمل للملء على الخزانات الواقعة في اتجاه مجرى النيل

واتفقت الأطراف على أن يكون الملء أثناء فصل الخريف، من تموز/يوليو– آب/أغسطس من كل عام، مع استمرار الملء في أيلول/سبتمبر، في حالات معينة.

وذكر بيان لوزارة المياه السودانية أن المرحلة الأولى ستتيح لملء السد إنجازًا سريعًا يصل إلى ارتفاع (595) مترًا فوق سطح البحر، وتوليدًا مبكرًا للطاقة الكهربائية، مع توفير تدابير مناسبة للتخفيف على كل من السودان ومصر، في حال حدوث حالات جفاف حادة، خلال هذه المرحلة.

اقرأ/ي أيضًا: اجتماع اللجان الفنية والقانونية بخصوص سد النهضة بالخرطوم

وقال البيان أن المراحل اللاحقة للملء ستتم بالتوافق مع آلية يتم الاتفاق عليها وتحدد تصريفًا يتأسس على الظروف المائية للنيل الأزرق ومستوى السد، واتفقت الدول الثلاث على أنه خلال فترة التشغيل الطويلة، يجب إنشاء آلية تنسيق فعالة لحل الخلافات. بجانب ذلك اتفق وزراء الدول الثلاث على أن هناك مسؤولية مشتركة للأقطار الثلاثة لمعالجة الجفاف والجفاف  الممتد.

انفتاح في التعامل الحكومي مع الإعلام

المتتبع لتعامل حكومة السودان إعلاميًا بشأن سد النهضة، يلحظ بعض الانفتاح وزوال التعتيم المتعمد حول موقف السودان من قيام السد خلال العهد البائد، حيث ظهر وزير الري والموارد المائية "ياسر عباس" إعلاميًا في عددٍ من المحافل منها ندوة بواشنطن عن سلبيات وايجابيات السد، التي نقلتها قناة الجزيرة مباشر، بجانب أول ظهور له في التلفزيون القومي، وقناة سودانية (24) التي كان لها السبق في استضافة الوزير، بجانب حوارات في الصحف ووكالة السودان للأنباء.

ووفقا لمتابعات "الترا سودان" فإن الوزارة قدمت تنويرًا لجهاز المخابرات العامة، ومجلس الوزراء ووزارة الخارجية خلال الشهرين الماضيين، وتعتزم الوزارة تقديم تنويرات أخرى لفئات المهندسين والقوات المسلحة والصحافة والإعلام، إضافة إلى شرائح أخرى.

المسودة التي عكف الخبراء الفنيون والقانونيون على وضعها أمس وستكتمل اليوم ستكون هي الأساس للاتفاق على ملء وتشغيل السد، ولا يستبعد أن تتضمن تعويضات أو مساعدات مالية للأطراف المتضررة من قيام السد حال حدث أي نقص محتمل في المياه.

 

 

اقرأ/ي أيضًا

مترجم: "حميدتي" يتحدث عن الإبادة الجماعية والذهب والحروب الخارجية

مترجم: شبكة التمويل السرية لقوات الدعم السريع في السودان