أطلقت مفوضية الأمان الاجتماعي اليوم الاثنين مشروع "الوجبة المدرسية" بالتزامن مع بداية العام الدراسي لتوفير وجبة مدرسية لـ(400) ألف تلميذ في أنحاء السودان.
أطلقت المفوضية مشروعًا لتوفير (400) ألف وجبة مدرسية ووزير التنمية يقترح فرض "دمغة الوجبة" لتوفير موارد للمشروع
ويواجه ملايين التلاميذ في السودان مشكلة انعدام الوجبة المدرسية في ظل شح التمويل الحكومي. وتحدثت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة "اليونيسيف" عن وجود ستة ملايين طفل خارج مقاعد الدراسة في السودان، وكانت هذه الإحصائية صادمة للمنظمات المعنية بحقوق الأطفال.
وقال المفوض العام لمفوضية الأمان الاجتماعي والتكافل وخفض الفقر عزالدين محمد أحمد الصافي في الورشة التي عقدت اليوم الاثنين بالخرطوم إن المشروع يستهدف (400) ألف طفل في (69) محلية تعد "الأكثر فقرًا" في السودان.
وأوضح أن المبادرة السودانية للتغذية المدرسية تتزامن مع اليوم العالمي للقضاء على الفقر بين يومي 16 -17 تشرين الأول/أكتوبر الجاري. ولفت إلى أن الحروب الأهلية والسياسات الخاطئة التي انتهجها النظام السابق من التخلي عن التعليم والصحة أدت إلى تزايد حدة الفقر ونسبة التسرب المدرسي إلى مستويات "غير مسبوقة".
وتابع الصافي: "الشعب السوداني يشعر بأن الأوضاع المعيشية تزيد من نسبة التسرب المدرسي وتشير الاستطلاعات الإعلامية إلى عدم قدرة بعض العائلات إلى إرسال أطفالها إلى المدارس". وأضاف: "ندعو إلى إعادة المساكن المدرسية والوجبات وإلزام مجانية التعليم للمدارس".
ومن جهته، أعلن وزير التربية والتعليم محمد سر الختم الحوري في ورشة التغذية المدرسية أن التغذية المدرسية "وسيلة للتنمية المستدامة"، مؤكدًا أهمية مضاعفة الجهود للحد من ظاهرة التسرب المدرسي.
ودعا الوزير إلى ضمان العيش الكريم وتوفير الغذاء والسكن وسط الفئات "الأكثر فقرًا"، منوّهًا بأن ذلك لن تحقق إلا بخلق "بنية كاملة"، ومعربًا عن أمله في أن تكون مبادرة التغذية "أرضًا صلبة" لهذه البنية.
ومن ناحيته، قال وزير وزارة التنمية الاجتماعية الاتحادية أحمد آدم بخيت إن المشروع يستهدف الأطفال في المناطق "الأشد فقرًا"، واصفًا التقارير الواردة من وزارة الصحة بشأن انتشار مستويات تقزم الأطفال بسبب التغذية بأنها "مزعجة".
ودعا الوزير إلى تقوية مشروع الوجبة المدرسية على مستوى مرحلتي الأساس والثانوي وبناء إستراتيجية قومية بين العامين (2022 -2030) بمشاركة الحكومة والفاعلين الدوليين. ودفع الوزير بمقترح لوضع "دمغة الوجبة المدرسية" لتحصيل موارد لصالح هذا المشروع.
وتابع بخيت: "واقع الطفولة في السودان مؤلم وهناك تقارير مزعجة بشأن التسرب المدرسي وصحة الأطفال".
وزير التنمية الاجتماعية: واقع الطفولة في السودان مؤلم وهناك تقارير مزعجة بشأن التسرب المدرسي وصحة الأطفال
وفي السياق نفسه، أقر نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو بالتحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه السودانيين وأشاد بمشروع الوجبة المدرسية الذي يستهدف (400) ألف تلميذ.
وأعلن دقلو كفالته بإعاشة ألف طالب من الذين أحرزوا (85%) في نتائج امتحانات الشهادة السودانية من العائلات الفقيرة.
وينفق السودان أكثر من (50%) من الموازنة السنوية على بند الأمن والدفاع والإنفاق العسكري، بينما تحصل بنود الصحة والتعليم على أقل من (3%) من الموازنة.
