15-أغسطس-2024
فصل الخريف في السودان

يشكو آلاف المتضررين من السيول في السودان من عدم الحصول على المأوى والمساعدات المتعلقة بالإمدادات الغذائية أو الصحية، بما في ذلك المخيمات، خاصة مع الحاجة الماسة في ظل اشتداد الفيضانات خلال اليومين الماضيين.

ظهور 15 حالة جديدة للكوليرا في بعض الولايات

أطلق متطوعون نداءات استغاثة لتوفير مخيمات لمنكوبي السيول في مناطق شمال السودان، تشمل مروي ووادي حلفا وأبو حمد. وعلى الرغم من وصول المساعدات من بعض الدول مثل قطر، فإنهم يقولون إن البيروقراطية أو عدم الشعور بمعاناتهم تحول دون حصولهم على هذه المساعدات.

وتقدر غرفة الطوارئ القومية عدد المتأثرين بالسيول بأكثر من 100 ألف شخص وانهيار نحو 20 ألف منزل في عدد من الولايات التي تشمل وسط وشمال وغرب البلاد.

وخلفت السيول في ولاية نهر النيل شمال السودان مقتل 35 شخصًا وإصابة 550 آخرين وتدمير 12 ألف منزل. ويحتاج السكان إلى مساعدات عاجلة تشمل المأوى والغذاء وأدوية وأمصال ضد لدغات العقارب والثعابين، وفقًا لناشطين في المنطقة.

وعزلت السيول القرى والمدن عن بعض الولايات بتدمير الجسور الصغيرة التي شُيدت على النيل والأنهار الصغيرة. كما لحقت الأضرار بالبنية التحتية وامتدت الآثار إلى المرافق العامة، حيث انهارت عشرات المدارس.

وفي تطور خطير للأزمات، أعلنت غرفة طوارئ الخريف الحكومية عن تسجيل 15 حالة جديدة مصابة بالكوليرا، ليرتفع العدد الكلي إلى 288 حالة. وقال التقرير الصادر عن غرفة طوارئ الخريف إن ولايتي نهر النيل والشمالية هما أكثر المناطق تضررًا من انهيار المراحيض والمنازل.

وناشد إيهاب، أحد المتطوعين في شمال البلاد، السلطات الحكومية إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى المتضررين في أبو حمد، و"سركمتو"، ومحلية وادي حلفا، ودلقو.

وقال إن المواطنين تمكنوا من امتصاص الآثار الناتجة عن السيول من خلال التكافل بين المجتمعات. وعلى الرغم من الوعود الحكومية وبعض شركات التعدين، إلا أنها تبقى مجرد وعود عند وقوع الأزمات وسرعان ما ينساها الجميع.

وأشار إيهاب إلى أن النزوح لا يعني الانتقال من منطقة إلى أخرى بسبب الحرب فقط، بل يعني أن يجد الشخص منزله قد دُمر تمامًا، فيضطر للإقامة مع الجيران أو الأقارب. وقال إن آلاف المنكوبين من السيول فقدوا منازلهم شمال البلاد ويعيشون في العراء أو في أجزاء صغيرة مشيدة بمواد بدائية.

التحذيرات القادمة من الهيئة العامة للأرصاد الجوية لم تعلن عن تراجع المناخ الذي ساد خلال شهر آب/أغسطس. فقد حذرت الهيئة الحكومية من أمطار غزيرة في عدد من الولايات، في إنذار من وحدة الإنذار المبكر، قالت فيه إن شدة الظاهرة من الدرجة الثالثة والأخيرة "قوية الشدة".

وقالت وحدة الإنذار المبكر بالهيئة العامة للأرصاد الجوية إنه من المتوقع هطول أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية ورياح قوية في جنوب شرق ولاية الخرطوم، وشمال غرب ولاية القضارف، وشمال ولاية الجزيرة، ومعظم ولاية شمال كردفان.

لا يثق السودانيون في أن الجهات الحكومية أو المنظمات قد ساعدت ضحايا السيول في السنوات الماضية في تشييد المنازل. وعدت الحكومة بذلك كثيرًا، وآخرها كان من قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الذي وعد مواطني قرى المناقل بولاية الجزيرة بتشييد المنازل التي دمرتها السيول في العام 2022. في نهاية المطاف، لم يحصلوا على المساعدات الموعودة.

الأضرار التي لحقت بالمناطق المنكوبة شمال السودان شملت البنية التحتية. على قلتها، فإن الجسور الرابطة بين القرى والبلدات الصغيرة انهارت، كما انهارت جسور رئيسية على النيل تربط بين مدن عطبرة وكريمة ومروي، وأعيد ترميمها بطرق بدائية.