لجأ مواطنون في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، إلى إنشاء ملاجئ تحت الأرض في فناء المنزل للنجاة من القصف والقذائف التي تطلقها المدافع نحو الأحياء السكنية، والتي أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من ألفي شخص.
الملاجئ تتسع لجميع أفراد المنزل والأولوية للأطفال
ويقول ناشطون في مدينة الفاشر لـ"الترا سودان"، إن الملاجئ التي حفرها بعض المواطنين في فناء منازلهم بالمدينة أغلبها تتعرض إلى قذائف صاروخية بشكل شبه يومي، ومع تعذر المغادرة إلى خارج الفاشر أصبحوا يدفعون الأطفال والمسنين للجلوس فيها لساعات في بعض الأحيان، حيث تستمر المدافع في إطلاق القذائف.
منذ أيار/مايو الماضي ظلت الفاشر تشهد عمليات التدوين المدفعي طويل المدى بين الدعم السريع والجيش، فيما يتهم العاملون في مراكز الإيواء ومخيمات النازحين الدعم السريع باستهداف الأحياء السكنية بالقذائف يومياً.
وقال بشار، وهو من مواطني الفاشر، لـ"الترا سودان"، إن الملاجئ تحفر على نطاق خمسة أمتار تتسع لجميع أفراد المنزل عندما يسمع الناس صوت المدافع يضعون الأطفال فيها، ومع استمرار القصف المدفعي لساعات يضطر جميع من في المنزل البقاء فيها.
وتفادياً لإنهيار الملاجئ التي أنشئت أغلبها بطرق بدائية، يضع الناس الخشب وبعض المعادن على السطح العلوي للمخبأ والحفر بشكل عميق في نطاق يتجاوز خمسة أمتار وفقاً لبشار.
ويرى بشار أن هذه الحيلة التي لجأ إليها بعض المدنيين تعني أن الأطراف الدولية عاجزة عن توفير الحماية للمواطنين في الأحياء السكنية التي تتعرض إلى قصف مدفعي يومياً من مناطق تمركز الدعم السريع.
وكانت القوات المسلحة والقوات المشتركة أعلنت الخميس الماضي إسقاط مسيرة تابعة للدعم السريع ظلت تستهدف الأحياء السكنية. وقبل أسبوعين قتلت قنابل ألقتها مسيرة، قرب مسجد في حي التجانية، ثمانية أطفال على الفور.
وتوقفت الاتصالات في الفاشر منذ أكثر من شهر، والأحد ناشدت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر السلطات المحلية بالسماح بتشغيل خدمة الإنترنت الفضائي "ستار لينك" التي أوقفتها الحكومة المحلية منذ أسبوعين.
ناشطة: فكرة الملاجئ جاءت نتيجة استمرار القصف المدفعي في الفاشر منذ ثلاثة أشهر
وقالت الناشطة في المجال الإنساني والمتخصصة في شؤون إقليم دارفور إخلاص عمر، لـ"الترا سودان"، إن فكرة الملاجئ جاءت نتيجة استمرار القصف المدفعي في الفاشر منذ ثلاثة أشهر، ومع انسداد أبواب النزوح أمام المواطنين بسبب نقص المال وعدم وجود مناطق آمنة على مقربة من المدينة وانعدام الأمن في الطرق قرر بعض المواطنين البقاء في الفاشر مع اللجوء إلى الخيارات المتاحة بتطويع البيئة وحفر الخنادق في فناء المنزل لتسع جميع سكان المنزل، وحتى الجيران يتشاركون فيها إلى حين توقف الاشتباكات و القصف المدفعي.
ومنتصف حزيران/يونيو الماضي أصدر مجلس الأمن الدولي قراراً غير ملزم بإنهاء القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، والسماح بالممرات الآمنة للمدنيين للحصول على الاحتياجات الضرورية.
وتقول القوات المسلحة إن الدعم السريع لم تلتزم بقرار مجلس الأمن الدولي، وتشن هجمات عنيفة على الأحياء السكنية في الفاشر عبر القصف المدفعي الذي طال المنازل ومخيمات النازحين.