نزحت عنايات محكر رفقة أسرتها إلى النيل الأبيض، هربًا من نيران المعارك المستعرة بين الجيش والدعم السريع في الخرطوم منذ منتصف نيسان/أبريل الماضي.
مع استمرار أزمة الغاز، استفادت عنايات من توفر النفايات العضوية واشتغلت على تصميم نموذج تجريبي لإنتاج غاز الطبخ
تقول عنايات محكر إنهم نزحوا إلى ولاية النيل الأبيض، ومكثوا لأكثر من أسبوع بلا كهرباء ولا شبكة اتصال، فقط برفقة ثلاثة كتب ورقية.
وتضيف عنايات في حديث إلى "الترا سودان" أنهم سكنوا مع خالها وأسرته في بيت مخصص للموظفين يعود تاريخه إلى حقبة الاحتلال البريطاني للسودان عمره نحو (100) عام. وتقول إن أهم سمة في المنزل هو حوشه الواسع.
استغلت عنايات باقي الحوش لإنشاء مزرعة منزلية (جبراكة) بمساعدة زوجة خالها خريجة كلية الزراعة. وزرعتا فيه (البامية والخدرة والرّجلة والجرجير والبطيخ والتبش وبذور الذرة الشامية والطماطم).
مع استمرار أزمة الغاز، استفادت عنايات من توفر النفايات العضوية واشتغلت على تصميم نموذج تجريبي لإنتاج غاز الطبخ. ومع أن التصميم بهذا الحجم لا يعول عليه لإنتاج كمية كافية من الغاز بحسب ما تقول عنايات إلا أنها ترى أن النسب المستخدمة تجريبية لضمان إنتاج غاز، وإذا نجحت ستطبق النسب في نموذج بحجم كبير لإنتاج غاز كافٍ لاستخدام المطبخ.
توضح عنايات أن تصميمها لو لم ينتج كمية كافية من الغاز فمن المتوقع أن ينتج "مخصبات عضوية" يمكن الاستفادة منها في المزرعة المنزلية (الجبراكة).
وتفكر عنايات في الاستفادة من المزرعة مصدرًا للدخل عبر بيع الخضروات والغاز خاصةً وأنها لم تقبض مرتبًا منذ ثلاثة أشهر.
وتضيف عنايات إنها تجري مشاورات لتشكيل لجنة تمهيدية لتأسيس جمعية تعاونية نسوية للزراعة المنزلية.
وتقول عنايات إن "الجبراكة والغاز الحيوي وتقنيات أخرى كانت جزءًا من ورقة علمية أعدتها مع أصدقاء في نهاية العام 2022"، لافتةً إلى أنهم شاركوا بالورقة في مؤتمر التقنية الموائمة العالمي العاشر (ICAT) ووقع عليها الاختيار ضمن أفضل الأوراق في المؤتمر وأفضل ورقة في الفئة المعنية بالتغير المناخي.
وتضيف عنايات محكر في إفادتها لـ"الترا سودان" أن من أهداف الورقة الحفاظ على هذه الممارسة والإرث، ونشر ثقافة الزراعة المنزلية لتساهم في الأمن الغذائي لا سيما في الريف في وقت الجفاف وأيضًا تمكين النساء وغيرها من الأهداف. "من دون إعلام سنصبح أفندية وباحثين على الورق فقط" – تردف عنايات.