أعادت حادثة تحرش عميد كلية علوم الإدارة والاقتصاد بجامعة البطانة بإحدى الطالبات -أعادت نقاش التحرش الجنسي بالنساء في السودان للواجهة مرة أخرى، خصوصًا أنها تزامنت مع الجريمة المروعة التي ارتكبت بحق الطفلة سماح من قبل والدها، والتي هزّت المجتمع وصعّدت من نقاش حقوق وحريات النساء الدائر منذ أيام الاحتجاجات الشعبية، والتي كان للمرأة السودانية القدح المعلى فيها.
انتشرت على مواقع التواصل تفاصيل حوادث مروعة للتحرش بالنساء
وكانت قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاصيل حادثة التحرش بالطالبة بجامعة البطانة من قبل عميد الكلية التي تدرس بها، حيث كشفت الطالبة أن العميد تحرش بها ومزق ملابسها حينما ذهبت لمكتبه من أجل الحصول على توقيعه على ورقة إدارية.
اقرأ/ي أيضًا: "رحلة صيد" تثير غضب السودانيين على مواقع التواصل
وعقب انتشار القصة، انتظمت بالجامعة العديد من التظاهرات الطلابية المنادية بإقالة العميد المتحرش، خصوصًا عقب خروج أخريات من اللائي تحرش بهن عن صمتهن وكشفهن لتعرضهن لحوادث مشابهة.
وتفاعلت الجامعة ممثلة في رئيسة مجلس أساتذتها، بروفيسور سعدية الأمين مع الحادثة، والتي وصفتها في تغريدة لها بـ"المؤسفة"، وقالت إن "إدارة الجامعة تصرّفت بحكمة واتخذت الإجراءات اللازمة".
وقامت الجامعة بإيقاف العميد عن العمل بناءً على الشكوى التي تقدم بها طلاب كلية علوم الإدارة والاقتصاد.
وأثارت القضية ردود فعل تضامنية قوية على مواقع التواصل، خصوصًا الطالبات والفتيات، فكتبت "يسرى محمد" معبرة عن فخرها بثبات وشجاعة الفتيات الصغيرات اللائي تطرقن للمسكوت عنه في مجتمع تسود فيه مفاهيم "السترة" والثقافة المحافظة الكتومة.
أما آخر قضية والتي أخذت حيزها من الاهتمام فكانت بالأمس، حيث كشفت "نهلة" ذات الـ(19) ربيعًا على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أنها تعرضت لحادثة تحرش من أحد أفراد العائلة، الأمر الذي كان صادمًا لكثير من المتابعين، فحظيت قضيتها باهتمام كبير، وبثت الحياة من جديد في وسوم "أنا أيضًا Me too" و"التحرش جريمة" وغيرها من الوسوم التي طلبت الضحية من الناس التغريد عليها.
وقادت مقاطع نهلة العديد من الفتيات لكشف حوادث التحرش الجنسي التي تعرضن لها، وشاركت العديد من النساء السودانيات قصص مروعة عن أحداث ظلت طي الكتمان، بينما أظهرت أخريات تضامنهن وفخرهن برصيفاتهن، مؤكدين انتشار الظاهرة.
وغلب التعبير عن التضامن مع ضحايا التحرش على التغريدات والمنشورات بمواقع التواصل، فعبرت "أثينا" في تغريدتها عن شعورها بالحزن نتيجة لما مرت به "نهلة" في سنها الصغير، وأشارت إلى أن ما يضاعف حزنها هو الحزن المخيم على صديقاتها ورفيقاتها على مواقع التواصل، قائلة إن المقطع لا بد وأن أعاد إليهن ذكرياتهن مع التحرش.
وبالطبع كانت هنالك بعض الأصوات المشككة في قصص التحرش وبعض الأصوات اللائمة للضحايا، ولكن أتت الردود سريعة وحاسمة.
أما "نهى عادل"، فتساءلت لماذا مسألة أن التحرش هو جريمة بلا أي مبررات هي أصلًا قضية محل نقاش؟!
وتأتي هذه القضايا والتي تتزامن أيضًا مع الحكم بالسجن والغرامة على السيدة "وعد بهجت" التي صورت مقطعًا حيًا على حسابها على "فيسبوك" في "صف بنزين" تشتكي فيه من التمييز ضد النساء في تقديم الخدمة -تأتي في أوضاع بالغة التعقيد بالنسبة للنساء في السودان، فهن مثل الجميع يكابدن الظروف الاقتصادية والأمنية الصعبة التي تمر بها البلاد والتي تقع تبعاتها القاسية بشكل مضاعف عليهن سواء في الحضر أو في الأرياف، فما زالت بيئة العمل والقوانين تحمي وتربي الانتهاكات في المدن، أما في الأرياف فالمرأة التي تمثل عماد الاقتصاد الريفي؛ ما تزال تعاني من التهميش والتغييب عن جميع الأوساط وجميع الوسائط.
اقرأ/ي أيضًا
الحكومة الجديدة وتجاهل إقرار الذمة المالية.. شبهات الفساد تظل مسيطرة
إليك كيف تفاعل السودانيون مع مخاطبة البرهان لمؤتمر قمة إسرائيلي