لا تزال الحميات والأوبئة تهدد حياة عشرات الآلاف في السودان بلا استثناء، سواء في مناطق الحرب أو ولايات النزوح، مع وصول مصابي الكوليرا والحميات إلى ما يزيد عن (25) ألف حالة موجبة، فإن نقص مراكز العزل والمختبرات والمستشفيات يشكل عبئًا إضافيًا على المواطنين.
خرجت 57 منظمة طوعية ودولية من الخدمة بسبب الحرب
وقالت عضو اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء أديبة إبراهيم لـ"الترا سودان"، عندما استفسرها عن الوضع الصحي في البلاد، مع انتشار الحميات والكوليرا، إن عدم وجود مراكز عزل للمصابين بالكوليرا، جراء خروج 90% من المستشفيات بسبب احتلال الدعم السريع والقصف الجوي للجيش، أثر بشكل كبير على تخفيف حدة الوبائيات.
ونوهت أديبة إبراهيم إلى خروج (57) منظمة طوعية ودولية من الخدمة بسبب الحرب، وتوقف غالبية الكوادر الصحية عن العمل في ظل هذه الظروف القاهرة، وتزايد النازحين في مخيمات الإيواء، وتردي صحة البيئة وتلوث المياه، وانعدام الممرات الآمنة، جميعها عوامل تقف حائلًا أمام انخفاض الوبائيات.
إلى جانب هذه الأزمات، تشير أديبة إبراهيم، إلى أن هناك مجاعة تتفشى وسط المواطنين، ونقص مريع في الأدوية خاصة المنقذة للحياة، ما أدى إلى وفيات وسط الأطفال في مراكز النزوح، إضافة إلى وفيات النساء الحوامل والمرضعات وكبار السن.
من العوامل البيئية التي أدت إلى تراجع النظام الصحي، انتشار الجثث والفيضانات وتراكم النفايات، خاصة في مناطق الحرب وفق أديبة إبراهيم. وكشفت عن وفاة (98) حالة بحمى الضنك، حسب الإحصائيات بين 15 تموز/يوليو حتى 27 تشرين الأول/أكتوبر 2024.
وتشمل وفيات حمى الضنك (66) حالة وفاة في ولاية القضارف، وأربع حالات في شمال دارفور وكسلا، وجنوب كردفان (81) حالة وفاة، وتسجيل (4088) ألف حالة اشتباه بالحمى.تشير عضو اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، أديبة إبراهيم، إلى أن صورة البلاد أصبحت قاتمة مع تدهور أوضاع الأطباء والممرضين والمرضى بالمستشفيات العاملة، والتي تعيش حالة تكدس مع تدني صحة البيئة.
وعزت أديبة إبراهيم تزايد الوفيات بالكوليرا إلى نقص المحاليل، لأن المريض يحتاج ما بين (50) إلى (60) جرعة خلال اليوم، وأدى النقص الكبير للمحاليل لحظة الأوقات الحرجة إلى وفاة العشرات من مصابي الكوليرا لفقدان السوائل والوصول إلى مرحلة الجفاف.وزادت بالقول: "هناك وفيات كبيرة بالكوليرا، ومن الصعب حصر الأرقام".
وقالت إبراهيم إن اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، ناشدت الطرفين بعدم احتجاز شحنات الأدوية، وضرورة فتح المسارات والإفراج الفوري عن المعتقلين من الأطباء وأعضاء غرف الطوارئ.
وشددت عضو اللجنة التمهيدية لنقابة الأطباء، أديبة إبراهيم، على ضرورة الضغط المحلي والدولي على الجيش والدعم السريع بإيقاف الحرب، وتكوين جبهة من الشعب السوداني للمطالبة بوقف الصراع فورًا دون شروط ،وإعلان طرفي النزاع "مجرمي حرب".