تداول مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو مؤثر لشاب سوداني تاه في الصحراء، يتلو فيه وصاياه الأخيرة.
وفي المقطع الذي تقول المصادر إنه قد وجد في هاتف الشاب عقب العثور على جثته في المنطقة الصحراوية بالقرب من العبيدية شمالي السودان، يظهر الشاب عبدالرحمن السيد وأعراض الإعياء بادية على وجهه، حيث يوجه فيه رسالة لأهله طالبًا العفو، مسلمًا بأن ما حدث له "مكتوب ومقدر"، قائلًا إن "هذا ما أراد الله، لم نخطط له".
في المقطع يظهر الشاب عبدالرحمن السيد وأعراض الإعياء بادية على وجهه طالبًا العفو من أهله، قائلًا إن "هذه مشيئة الله"
ووجه عبدالرحمن في المقطع المؤثر، حديثه لإخوته وكذلك لكل من أراد منه دينًا، طالبًا العفو، قائلًا إن "هذه مشيئة الله".
كما طلب السيد من زوجته أن تلزم الصبر، مضيفًا "أبقي عشرة على الوليدات"، مؤكدًا أن ما حدث له هو ما أراده الله، معلنًا عفوه عنها، ومناشدًا لها أن تعفو عنه، كما طلب العفو من والده وأخواته وأعمامه وعماته، وقال: "إذكروني يذكركم الله".
متداول| "أعفوا عني".. وصايا شاب سوداني تاه في الصحراء.#السودان pic.twitter.com/GGfb3hq2dF
— Ultra Sudan | ألترا سودان (@UltraSudan) June 29, 2022
وختم عبدالرحمن مقطعه المؤثر بنطق الشهادتين، في تسليم بالأقدار التي تنتظره في الصحراء.
وقال محمد عمر الشكري ابن عم الضحية لـ"الجزيرة مباشر"، إن عبدالرحمن خرج الخميس الماضي، برفقة أربعة شباب آخرين، وعثر عليه الأحد الماضي متوفيًا في صحراء العبيدية شمالي السودان. فيما أضاف شقيق الشاب الفقيد عبدالله السيد، إن أخاه ضل الطريق وبرفقته أربعة آخرين بينما كانوا يحملون ماءً يكفيهم ليوم واحد فقط.
وأشار الشكري خلال حديثه للجزيرة، إلى أن المجموعة بالكامل فارقت الحياة باسثناء واحد فقط تمكن من النجاة، كما أوضح أن جثمان ابن عمه دفِن في قرية فضل الله جبريل بمنطقة المهيدات في ولاية الجزيرة بالمنطقة الشرقية الوسطى من البلاد، بحسب ما نقلت القناة.
الحادثة هي الأخيرة في سلسلة حوادث مشابهة، توثق اللحظات الأخيرة لضحايا سودانيين في الصحاري شمالي البلاد، حيث يعمل الملايين من السودانيين في التعدين عن الذهب، بوسائل بدائية في أكثر المناطق عزلة في العالم.
ثلاثة شباب سودانيين عالقين في الصحراء بين ليبيا وتشاد والنيجر،توفوا من العطش وتم إكتشاف جثثهم من قبل أحد العابرين،ووجد هذا المقطع في نقال أحد المتوفين
ويدعو صاحب المقطع المتوفي بالدعاء لهم
اللهم ارحمهم واغفر لهم 🤲 pic.twitter.com/ozwYplaOXX— الحكمة (@al_hikmh) May 23, 2022
وتداول مدونون ومغردون المقطع، متأثرين بجلد عبدالرحمن أمام الموت، وقوة إيمانه ورباطة جأشه في مواجهة المصير الذي ينتظره، حيث غادر الدنيا طالبًا العفو، ونطق الشهادتين قبل أن يختم المقطع الذي يحمل وصيته الأخيرة.
لا حولة ولا قوة الا بالله
عبد الرحمن السيد من قرية المهيدات تقطعت به السبل في صحراء العبيديه وواجه الموت المحتم بسبب العطش بكل ثبات وايمان.
له الرحمه ولاهله وزويه الصبر والسلوان وابشر بجنة عرضها السموات والارض بإذن الله .. pic.twitter.com/kh1vr3aYJ0— مقناص السودان (@mgnas_sudan) June 28, 2022
ونادى بعض المغردين بعمل وقفٍ خيري للشاب المتوفى على ما أظهره من إيمان وقوة شكيمة، رغم الإعياء الشديد والعطش الذي تجلى في ملامحه قبل لحظاته الأخيرة.
محتاجين فزعة لـ (عبد الرحمن السيد)
صدقة جارية له وعمرة سريعة واسال الله ان يرحمه ويعفو عنه ويصبر اهله https://t.co/qegGhDyx3t
— Rand Hamid الصحة قبل الطب (@ryousifacu) June 28, 2022