أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في بيان صادر اليوم الأربعاء، الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي شهدتها ولاية الجزيرة وسط السودان على مدار الأيام الماضية، والتي شملت، حسب تقارير الأمم المتحدة، عمليات قتل جماعي واغتصاب نساء وفتيات ونهب للأسواق والمنازل وحرق للمزارع على نطاق واسع ارتكبتها قوات الدعم السريع.
أفاد البيان أن استمرار ارتكاب الانتهاكات دليل إضافي على الحاجة الماسة لتنسيق الجهود
وقال المتحدث باسم جامعة الدول العربية، جمال رشدي، إن استمرار ارتكاب ما وصفها بـ "الجرائم البشعة" التي يصل بعضها إلى حد التطهير العرقي في دارفور ومناطق مختلفة بالسودان، على الرغم من الإدانات الدولية المتكررة، هو دليل إضافي على الحاجة الماسة لتنسيق الجهود، والتعاون الدولي والإقليمي لإيقاف الحرب ومحاسبة مرتكبي الجرائم، بحسب ما ورد.
وأشار رشدي إلى ضرورة عدم السماح باستغلال تشتت الانتباه الدولي والعربي، "على خلفية جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة ولبنان، للسعي إلى إسقاط مؤسسات الدولة السودانية وتهديد وحدة البلاد وسلامة أراضيها"، طبقًا للبيان.
وكانت قوات الدعم السريع قد ارتكبت انتهاكات واسعة في قرى شمال وشرق ولاية الجزيرة، وذلك بالتزامن مع انحياز قائد هذه القوات في الولاية، أبوعاقلة كيكل، للجيش السوداني في 20 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري. وتقول لجان المقاومة إن هذه القوات ترتكب حملات انتقامية بحق المواطنين، وارتكبت قوات حميدتي مجزرة في قرية السريحة الواقعة بمحلية الكاملين راح ضحيتها نحو 140 شخصًا.
وذكر تقرير أممي أن قوات حميدتي مسؤولة عن معظم الجرائم المتعلقة بالعنف الجنسي في حرب السودان، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي واختطاف الضحايا، وظروف ترتقي لوصفها بالعبودية الجنسية.
وجدير بالذكر أن حملات الدعم السريع الأخيرة في ولاية الجزيرة أسفرت عن نزوح نحو 45 ألف شخص، في أوضاع إنسانية حرجة جراء عدم توفر وسائل نقل لهؤلاء المواطنين، واضطر بعضهم للسير على الأقدام لأيام، ما أسفر عن سقوط وفيات وسط النازحين.