06-يوليو-2022
مظاهرة لحزب المؤتمر الشعبي

يعتبر المؤتمر الشعبي أحد أكبر الأحزاب الإسلامية في السودان

أكد المؤتمر الشعبي تلقيه خطابًا من الآلية الثلاثية المشتركة، يفيد بإلغاء الحوار  السوداني - السوداني بعد انسحاب المكوِّن العسكري منه، والذي تسهله وترعاه الآلية، وشاركت في جلسته الافتتاحية في الثامن من حزيران/ يونيو المنصرم بفندق السلام روتانا عدد من القوى السياسية والمكون العسكري، إلى جانب حزب المؤتمر الشعبي.

وقال أمين الإعلام في المؤتمر الشعبي، عوض فلسطيني، إن هناك ربكة حدثت في موقف الآلية الثلاثية بعد خروج القوات المسلحة كمفاوض رئيسي، وأضاف فلسطيني لـ"الترا سودان": "خروج الجيش قلب الطاولة وغير خط الحوار تجاه إجرائيات في اللقاءات الثنائية مع القوى السياسية، سننظر ما يمكن أن تنتهجه الآلية من طرق بديلة لإدارة حوار جديد".

أمين الإعلام لـ"الترا سودان": خروج الجيش قلب الطاولة وغير خط الحوار تجاه إجرائيات في اللقاءات الثنائية مع القوى السياسية

ووصف فلسطيني قرارات البرهان بالخطوة المهمة لإرجاع الجيش لما قبل شباط/ فبراير 1989؛ قبل أن يتدخل الجيش في عهد رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي وتقديمه للمذكرة الشهيرة.

وكان القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول فتحي أحمد علي، قد أرسل مذكرة في 20 شباط/ فبراير 1989، إلى رئيس الوزراء حينها الصادق المهدي، في ما يعرف بالديمقراطية الثالثة، قبل أن ينقض العميد عمر البشير على السلطة بانقلاب عسكري في 30 حزيران/ يونيو 1989.

وحوت مذكرة الجيش حينها احتجاجًا على الأوضاع العامة والتدهور السياسي والاجتماعي والأمني، واعتبرت ذلك من مهددات الأمن القومي السودانيز وقال القائد العام حينها، إن المذكرة نابعة من إجماع القوات المسلحة لاتخاذ القرارات اللازمة في ظرف أسبوع من تاريخها، ما نتج عنه الانقلاب الذي عرف لاحقًا باسم "انقلاب الإنقاذ".

وأوضح الشعبي بأن حركات الكفاح المسلح ينبغي أن يكون لها شقان، شق مدني يعمل على تطوير العملية السياسية، وشق عسكري يعمل لانفاذ اتفاقية جوبا والترتيبات الأمنية بأسرع ما يكون، من أجل إنهاء الفترة الإنتقالية في 31 تموز/يوليو 2023، وإقامة الانتخابات.

 ورحب المؤتمر الشعبي بقرارات رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان، وقال إن ما ذهب إليه في خطابه ظلوا ينادون به منذ العام 2019 عندما قدموا رؤيتهم لإدارة الفترة الانتقالية حينها.

وقال فلسطيني إنهم جددوا رؤيتهم تلك بعد انقلاب 25 تشرين الأول/ أكتوبر، ونادوا بضرورة  أن يخرج الجيش من السياسة، وأن تكون مهامه محصورة في الأمن والدفاع، على أن يكون هناك مجلس سيادة مدني ومجلس وزراء بكفاءات مستقلة ومن بعدها يذهب الجميع إلى الانتخابات.

عوض فلسطيني: لن يكون الأمر مراوغة لأن التظاهرات التي تطاول أمدها طالبت بخروج الجيش

وأضاف فلسطيني أن خطاب البرهان به إيجابيات وكذلك به غموض ونقاط حمالة أوجه. وتابع: "الوضع الطبيعي أن يخرج الجيش من السياسة وكل ما تعلق بها من نفوذ، ولن يكون الأمر مراوغة لأن التظاهرات التي تطاول أمدها وأصبحت تخرج في الشارع بصورة متتالية وكل مرة يسقط فيها عشرات الشهداء، طالبت بخروج الجيش لتحقيق المدنية تمهيدًا للانتقال".

وأشار فلسطيني إلى أن التحدي الآن أمام القوى السياسية أن تتفق في حوار سوداني خالص من أجل تحقيق هذا التوافق، وزاد: "الكرة في ملعب القوى السياسية، وعليها أن تكون على قدر المسؤولية استشعارًا للراهن المتعقد، والتحدي الأمني والسياسي الذي تواجهه البلاد".