نفذ العاملون في المعامل الرئيسية بمستشفى الأبيض بولاية شمال كردفان إضرابًا بسبب عدم صرف الاستحقاقات المالية، فيما تجري السلطات الصحية مساعٍ حثيثة لحل الأزمة.
المدينة المحاصرة من الدعم السريع تحتضر تحت عدد من الأزمات
وجراء الإضراب الأوسع من نوعه في قطاع المعامل الحكومية، انعكست الأزمة على المستشفى، ولجأ المرضى إلى القطاع الخاص للحصول على نتائج الفحوصات بأسعار باهظة.
والأبيض، عاصمة شمال كردفان، تتعرض لحصار عنيف من قوات الدعم السريع التي تغلق الطرق البرية، وتنحسر إمدادات قوافل التجارة والمساعدات الإنسانية منذ شهور طويلة.
وبعد قرابة المائة يوم، عاد التيار الكهربائي إلى الأبيض مطلع هذا الأسبوع عقب مجهود شعبي للمتطوعين الذين عملوا على جمع تكلفة إصلاح الخط الناقل بين أم روابة والأبيض.
ويواجه المواطنون في مدينة الأبيض ارتفاعًا في أسعار السلع، وشحًا في الأدوية ومياه الشرب، ولا يمكن للناس التحرك بحرية إلى خارج المدينة مع انتشار قوات الدعم السريع على الطرق البرية.
الأزمات أدت إلى إفقار مواطني أغنى مدينة على مستوى البلاد، حيث تمتلك الثروة الحيوانية والمنتجات الزراعية، أبرزها الصمغ العربي، وتضم البلدة أكبر سوق للمحاصيل، لكنه بات نشاطه غير منتظم بسبب الوضع الأمني والعسكري.
كادر طبي: الإضراب جاء بعد سلسلة من المطالب التي رفعها الكوادر الطبية والعمال إلى السلطات الصحية والحكومة المحلية
وأبلغ كادر طبي، انخرط ضمن المجموعات المضربة عن العمل في المعامل المركزية، مراسل "الترا سودان" أن الإضراب جاء بعد سلسلة من المطالب التي رفعها الكوادر الطبية والعمال إلى السلطات الصحية والحكومة المحلية، ولم نجد الاستجابة. وقال إن حكومة الولاية آخر جهة تكترث لمعاناة المواطنين، وظلت تضع العراقيل حتى في الأعمال التطوعية لتصفية الحسابات السياسية.
وتشمل المعامل التي دخلت في الإضراب: معمل بنك الدم المركزي، ومعمل النساء والتوليد، ومعمل الأطفال، ومعمل الجميح. ونفذ العاملون الإضراب على فترات متفاوتة بدأت من نهاية آب/أغسطس الشهر الماضي، وتصاعدت اليوم الرابع من أيلول/سبتمبر لتصل العملية إلى ذروتها باستجابة جميع المعامل المركزية الحيوية، وفقًا لهذا الكادر الطبي.
ويقول الناشطون والعاملون في غرف الطوارئ إن مدينة الأبيض على وشك أن تحتضر بسبب نقص مريع في الخدمات الأساسية، وارتفاع جنوني لأسعار السلع الاستهلاكية، وشح الوقود، وعدم انتظام خدمات الكهرباء، وشح المياه في غالبية الأحياء.
وتسيطر القوات المسلحة على مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، وتهاجم قوات الدعم السريع المدينة بين الحين والآخر عبر القصف المدفعي طويل المدى، وهي تتمركز في الجهة الغربية على مقربة من طريق بري يعتبر خط الإمداد الرئيسي بين العاصمة الخرطوم وإقليم دارفور.
وفي آب/أغسطس الماضي، لقي أكثر من عشرين شخصًا مصرعهم جراء قصف مدفعي لقوات الدعم السريع على الأحياء السكنية والسوق الرئيسي ومدرسة ثانوية للبنات، حيث قتلت القذائف نحو ست طالبات، وأُصيبت نحو 15 طالبة.