09-يوليو-2024

يعد نهر القاش أحد أبرز معالم مدينة كسلا

بالأمس أعلنت اللجنة العليا لطوارئ الخريف أن كميات مقدرة من مياه نهر القاش الموسمي وصلت إلى ولاية كسلا، حيث سجلت مناسيب النهر الموسمي (290) سنتمترًا عند الجسر، وأوضحت أنه من المتوقع وصول كميات أخرى من المياه التي تأتي مندفعة من الهضبة الإثيوبية حاملة معها الطمي الخصب الذي ميز جناين كسلا، ولكن في الوقت ذاته مخاطر الفيضانات الجارفة التي تنكب الولاية من حين لآخر.

طالب مقرر اللجنة العليا لطوارئ الخريف سكان المواقع القريبة من مجرى نهر القاش والخيران والمصارف بأخذ الحيطة والحذر

مقرر اللجنة العليا لطوارئ الخريف بالولاية، العقيد بدوي حسن، طالب سكان المواقع القريبة من مجرى نهر القاش والخيران والمصارف بأخذ الحيطة والحذر، مؤكدًا استمرار المتابعة بالقرب من جسر القاش لرصد أي زيادة في مناسيب المياه.

وقال بدوي في تصريحات نقلتها وكالة السودان للأنباء، إن اللجنة العليا لطوارئ الخريف في متابعة لصيقة للمناسيب بقيادة رئيس اللجنة ووزير البنى التحتية وأمين عام حكومة الولاية ووزير الإنتاج ومدير وحدة ترويض نهر القاش.

ولاية كسلا التي تقع أقصى شرقي السودان، استقبلت عشرات الآلاف من النازحين منذ بدء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذين قد لا يعلمون الكثير عن النهر الموسمي الجارف الذي يأتي متدفقًا من المرتفعات الإثيوبية مارًا بإقليم "قاش بركة" الإريتري، ليحط الرحال في السفوح الصحراوية جنوبي الولاية.

نهر القاش هو نهر موسمي، أي أن مجراه يجف في موسم الجفاف، ثم يتشكل من جديد فيجري بشكل رئيسي خلال موسم الأمطار

ونهر القاش هو نهر موسمي، أي أن مجراه يجف في موسم الجفاف، ثم يتشكل من جديد فيجري بشكل رئيسي خلال موسم الأمطار بين حزيران/يونيو وأيلول/سبتمبر من كل عام، حيث تفيض مياهه بشكل كبير مشكلة مخاطر كبيرة على السكان طوال مسار النهر، في التالي سننشر تحذيرات مبسطة للنازحين في التعامل مع النهر الخطير، لا سيما وأنه مزار سياحي ويقضي السكان الأمسيات على شاطئيه حتى في فصل الجفاف:

  1. قد تغريكم المياه وضحولة مجرى النهر بالسباحة فيه، ولكن اندفاع مياه نهر القاش هي الخطر الأعظم على الحياة، وقد يسحب التيار الشخص إلى مسافات بعيدة ويتسبب في غرقه حتى في المناطق الضحلة.
  2. لا تحاولوا التعامل مع ما يجرفه النهر من أشياء لا تعرفونها، فهو يحمل كل ما يجده في طريقه، ومن ذلك الجثث البشرية والكائنات السامة، مثل الثعابين وغيرها.
  3. عند ارتفاع المناسيب، تعبر المياه فوق جسر القاش الذي يربط شرق المدينة بغربها، لذلك لا بد من الحذر عن المشي أو القيادة فوق هذا الجسر، لا سيما في ظروف تعذر الرؤية مثل أوقات الظلام الحالك أو العواصف الترابية.
  4. في حالة الفيضان، المياه قد تهدم المنازل والحوائط، الأمر الذي يستلزم الابتعاد عن البنايات.
  5. مياه القاش بالطبع غير صالحة للشرب، ولكنها أيضًا لا تصلح للاستحمام أو غسل الأواني والملابس لأن النهر في اندفاعه يجرف العديد من الأشياء في طريقه.
  6. تخرج المياه العديد من الكائنات من جحورها على شاطئي القاش، لذلك، يجب توخي الحيطة والحذر عند الجلوس على أطرافه، لا سيما في أوقات الليل.

نهر القاش هو رمز من رموز مدينة كسلا، وسكن في أغانيها وقصصها وأشعارها، كما أنه مصدر للحياة خلال موسم الفيضان، مثلما هو مصدر للموت. الكسلاويون متعصبون لنهرهم العزيز، ولا بد أن سيحبه ضيوف الولاية الوافدين من المناطق التي طالتها الحرب، فمقدم القاش هي مناسبة للاحتفال، ويؤمه الناس لتناول القهوة وتجاذب أطراف الحديث.

على الرغم من المحاولات المستمرة لترويض النهر، إلا أن الفيضانات المتكررة تسببت في السابق في دمار كبير في البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والمباني السكنية، كما أنها تحصد الأرواح وتؤدي إلى تدمير المحاصيل الزراعية وفقدان سبل العيش للعديد من المزارعين.

في فيضانات سابقة، تضررت المدارس والمرافق العامة بشكل كبير، مما أثر على الخدمات الأساسية للسكان. هذه المرافق الآن تحول بعضها إلى مراكز إيواء للنازحين

في فيضانات سابقة، تضررت المدارس والمرافق العامة بشكل كبير، مما أثر على الخدمات الأساسية للسكان. هذه المرافق الآن تحول بعضها إلى مراكز إيواء للنازحين، ما يزيد من المخاطر التي يتسبب بها الفيضان.