29-يونيو-2024
مناطق أثرية_ سنار_ جبل موية

(فيسبوك) المناطق الأثرية في سنار

أفادت مديرة الإدارة العامة للسياحة والآثار بولاية سنار، نشوى عوض محمود،أمس الجمعة، بضرورة حماية التراث والمواقع الأثرية من الدمار.

تضم سنار عدة مواقع أثرية لمملكة الفونج

وبحسب وكالة سونا للأنباء، قالت عوض إنّ الآثار تُعتبر ثروةً قومية يجب على الجميع حمايتها، مضيفة أنه إذا كانت الحروب تُدمّر حاضر الأمم وتهدد مستقبلها، فإنّها تُشكّل أشد خطرًا على ماضيها، والذي يهدد بطمس هويتها. وأفادت أن لكل أمة حق في ما يتواجد على أرضها، ولا يجوز لأي شخص المساس به إلا بشواهد تاريخية، فهي ملك للإنسانية جمعاء، حد قولها.

وتقع ولاية سنار على بعد (300) كيلومتر جنوب شرق العاصمة السودانية الخرطوم، وتُعتبر أول عاصمة للدولة الحديثة في السودان وفقًا لتاريخها. بعد انهيار أول مملكة إسلامية في السودان، مملكة الفونج، و أُطلق على سنار في تلك الفترة عدة أسماء، أبرزها "مكوار". المنطقة تضم العديد من المواقع السياحية الطبيعية، وتتضمن خزان سنار والذي يعتبر من أوائل الخزانات التي أقيمت في نهر النيل.

تضم سنار عدة مواقع أثرية لمملكة الفونج في "سنار التقاطع"، بجانب مدافن "الإنجليز" في سنجة، ومحكمة الفونج التي تقع على ضفة النيل الأزرق الغربية. وتتواجد مجموعة من مقابر ملوك الفونج في عدة قرى وأرياف في مختلف أنحاء الولاية. كما تتواجد أضرحة وقباب تعكس ارتباط مملكة الفونج بالإسلام الصوفي، مع قبة الشيخ فرح ودتكتوك كأحد أبرز الأمثلة على ذلك، والتي تقع في الضفة الشرقية لخزان سنار بمحلية شرق سنار.

كما تشمل المواقع الأثرية في سنار قلعة جبل موية، التي تقع غرب الولاية، والتي تعد جزءًا من الثروة الأثرية الهامة في المنطقة، وبحسب دراسة عثر الأهالي على مقابر تضم أواني فخارية تعود لحقب تاريخية متعددة من تاريخ سنار، مما يجعل المنطقة مرجعًا هامًا لفهم تطور الحضارة في المنطقة عبر العصور.

وفيما يتعلق بكيفية حماية المواقع السياحية والأثرية، أشارت الأستاذة نشوى إلى أنّ أحد أهم الركائز لحماية الآثار تتمثل في الوعي بأهميتها لدى الأطراف المتحاربة وضرورة الحفاظ عليها، وأوضحت أن هذا الوعي يجب أن يتم خلال ثلاث مراحل، الأولى قبل الحرب حيث تلعب الأسرة دورًا في تربية الأجيال على أهمية الحفاظ على جذور وتاريخ الأمة والبيئات الطبيعية، بما في ذلك المحميات الطبيعية، التي تعدّ ملكًا للأجيال الحالية والمقبلة.

وأضافت أن للمجتمع والأفراد ومنظمات المجتمع المدني أدوارًا محورية في الحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي، وأن للدولة مسؤولية كبيرة في التوعية، سواء من خلال المؤسسات التعليمية أو وسائل الإعلام. ودعت إلى توظيف كافة وسائل التقنية في نشر التوعية لرفع مستوى الفهم والمساهمة الجماعية في هذا الجهد الوطني للحفاظ على التراث.

وأكدت على أهمية الالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية والإقليمية التي تلزم الدول والمجتمعات بالحفاظ على المواقع الأثرية وحمايتها من أي تهديدات تهدد سلامتها، مناشدة كافة الأطراف عبر قنوات التواصل التقليدية والحديثة لعدم المساس بالموروثات التاريخية البارزة في أماكنها الأصلية أو المحفوظة في المتاحف والمعارض، بما في ذلك الحفاظ على البيئات الطبيعية كالمحميات.

وتشهد ولاية سنار حربًا في محيط المواقع الأثرية بجبل موية، وعلى خلفية هذه الاشتباكات، أكدت الإدارة العامة للسياحة على ضرورة التحذير من التهديدات المحيطة بهذه المواقع، والتي تتزايد خطورتها بسبب محاولات بعض الأفراد السطو على الذهب والآثار القيمة الموجودة هناك.