استمر اعتصام آلاف المواطنين بمدينة "نيرتتي" لليوم الثالث على التوالي، مع تزايدٍ في أعداد المواطنين الذين انضموا إلى الاعتصام المقام بساحة مبنى المحلية الساعات الماضية، وفق ما نقل متحدثٌ من لجان المقاومة بالمنطقة.
واتسعت رقعة الاعتصام المدني بمدينة نيرتتي الساعات الماضية، خصوصًا يومي الإثنين والثلاثاء الماضيين، لينضم إليه آلاف السكان الباحثين عن الاستقرار الأمني وإيقاف القتل برصاص المليشيات المنتشرة في المنطقة.
متحدث الاعتصام: انضم الآلاف من ضواحي نيرتتي إلى الاعتصام للمطالبة بحماية المواطنين من المليشيات التي تحتمي بالمنطقة بعد تنفيذ هجمات سرقة الماشية
ويعتصم الآلاف من سكان نيرتتي الواقعة على بعد (63) كيلومترا شرق مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور منذ السبت الماضي جوار مبنى محلية غرب جبل مرة وهي المحلية الادارية المسؤولية عن المنطقة.
اقرأ/ ي أيضًا: وزير الإعلام: الحكومة ستجري تعديلًا وزاريًا حسب مقتضيات المرحلة
ويرهن منظمو الاعتصام إخلاء المكان بالاستجابة إلى مطالبهم المتمثلة في إقالة اللجنة الأمنية التي تنتمي إلى النظام البائد بحسب متحدث لجان المقاومة بنيرتتي، آدم داؤود، إلى جانب إيقاف القتل المتكرر الذي ينتشر في المنطقة بواسطة مسلحين يحرضهم النظام البائد.
ونقل داؤود لـ"ألترا سودان"أن الاعتصام مستمرٌ أمام مبنى محلية غرب جبل مرة، بمدينة نيرتتي لليوم الثالث على التوالي، ولن يتم إنهاء الاعتصام قبل تنفيذ مطالب المعتصمين، والتي تتمثل في الاستقرار الأمني بإقالة مسؤولي اللجنة الأمنية وهم مدير الشرطة ومدير جهاز المخابرات وقائد المنطقة، لأن أعمال القتل التي تطال المدنيين العزل تقع وهم على سدة اللجنة الأمنية التي لا تتحرك لحمايتهم.
وتابع داؤود: "أمانة حكومة ولاية وسط دارفور حاولت التواصل مع الإدارات الأهلية في نيرتتي، ونحن نرفض هذا السلوك، لأن مطالبنا واضحة، وهي تحقيق الأمن. ونحن في لجان المقاومة على تواصلٍ مع الإدارات الأهلية التي تتواجد معنا في مقر الاعتصام".
وناشد متحدث لجان المقاومة بمدينة نيرتتي آدم داؤود، المنظمات الإنسانية والأطباء بدعم اعتصام نيرتتي بالكوادر الطبية والأدوية مشيرًا إلى أن المدير الطبي لمستشفى نيرتتي أرسل كوادرًا طبية إلى مقر الاعتصام لكن نسبة لتزايد أعداد المعتصمين؛ نحن بحاجة إلى تدخلاتٍ طبيةٍ وعلاجية.
اقرأ/ي أيضًا: بمناسبة 30 حزيران/يونيو.. افتتاح مركز صحي الشهيد "قصي حمدتو"
وأضاف: "العدد تزايد الى مايقارب الـ(30) ألف شخص بعد انضمام الآلاف من ضواحي نيرتتي الى ساحة الاعتصام".
لجان المقاومة وفرت أغطية للمعتصمين من الأمطار التي تهطل في المنطقة هذه الأيام
وأشار إلى أن لجان المقاومة وفرت أغطية للمعتصمين من الأمطار التي تهطل في المنطقة هذه الأيام، وأردف: "لدينا خطط لتركيب سرادق لإيواء المعتصمين وتوزيع الطعام يتم عن طريق نساء المنطقة عبر ما يعرف شعبيًا بقدح الميارم".
وشدد داؤود على أن آلاف المعتصمين لن يبرحوا مقر الاعتصام قبل تنفيذ مطالبهم، داعيًا الحكومة المحلية والولائية إلى عدم تبديد الوقت في البحث عن حلولٍ غير واقعية بالتواصل مع أطراف أخرى.
ودعا داؤود مجلسي السيادة والوزراء إلى التدخل في أزمة نيرتتي وحل المشكلة الأمنية التي باتت تؤرق مضاجع السكان، معربًا عن أسفه أن السكان بين الفينة والأخرى عندما يخرجون إلى الزراعة والرعي يعثرون على جثث القتلى برصاص المليشيات بصورة تتكرر بشكلٍ شبه يومي.
اقرأ/ي أيضًا: معسكر كلمة للنازحين يحيي ذكرى 30 حزيران/يونيو
وقال: "في حزيران/يونيو الجاري عثرنا على ثلاثة جثث تم قتلهم بالرصاص وهم في طريقهم إلى الرعي والزراعة وقضاء شؤونهم الخاصة ولا يمكن أن نعيش في ظل عدم ضمان البقاء على قيد الحياة وفي أي وقت تنتظر الموت بالرصاص".
لجان المقاومة: هناك سيولة أمنية في المنطقة وضواحيها
ويعتقد متحدث لجان مقاومة مدينة نيرتتي أن هناك سيولة أمنية في المنطقة وضواحيها، مثل انتشار القوات العسكرية والمليشيات وتضارب المصالح والمهام بينها، بجانب احتماء المليشيات بمنطقة نيرتتي بعد تنفيذ سرقات الماشية، وتعرضها إلى هجوم من مجموعات مسلحة تحاول استرداد الماشية، وهي تحتمي بالمناطق السكنية المأهولة بالمدنيين.
اقرأ/ ي أيضًا