تواصل القتال في العاصمة الخرطوم اليوم الأحد بين الجيش والدعم السريع، وشهدت منطقة أم درمان عمليات عسكرية مكثفة منذ وقت مبكر من الصباح، كما سمع دوي المدافع في محيط سلاح المدرعات جنوب الخرطوم لليوم الثامن على التوالي.
ورغم انخفاض وتيرة القتال عن اليومين الماضيين، لكن ما تزال الأوضاع الإنسانية حرجة للغاية حسب ما قال نشطاء يعملون على إنقاذ وضع المواطنين في الأحياء.
مواطنة لـ"الترا سودان": أصوات الاشتباكات القادمة من أحياء أم درمان القديمة بدأت منذ وقت مبكر
وقالت مريم من مدينة أم درمان لـ"الترا سودان" إن أصوات الاشتباكات القادمة من أحياء أم درمان القديمة بدأت منذ وقت مبكر، وفي نطاق السوق الشعبي أيضًا حدثت اشتباكات لأننا سمعنا أصوات عالية للمدافع.
تقول مريم إن الأوضاع الإنسانية تفاقمت أكثر مما كانت عليها الأيام الماضية نتيجة لاستمرار إغلاق الأسواق وصعوبة الحصول على ممرات آمنة، كما أن النزاع إذا استمر طويلا لا يمكن التكهن بما سيحدث، ولا يمكن توقع أن يبقى مئات الآلاف من المدنيين بنفس هذه الطريقة، لأن الأوضاع على الأرض تتدهور سريعًا.
وكان متطوعون أطلقوا نداء استغاثة من مستشفى النو في أم درمان لتوفير "الأكفان" الخاصة بتكفين ضحايا النزاع المسلح أو الوفيات الروتينية، وقالت المبادرة في تعميم نشرته إن هناك حاجة ماسة للأكفان لأن الكميات التي كانت متوفرة نفذت تمامًا الأيام الماضية.
ويستمر النزاع المسلح في السودان منذ منتصف نيسان/أبريل الماضي، وأسفر عن نزوح أربعة ملايين شخص ومليون لاجئ إلى دول الجوار، ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة إن القتال في السودان يهدد بتجويع نصف سكان البلاد والانزلاق إلى حرب أهلية.
وفي خضم الصراع المسلح في السودان اختفت بارقة الأمل بين المناهضين لهذا النزاع المسلح مع توقف المحادثات في جدة بالمملكة العربية وتباعد موقف الطرفين على الطاولة.
قال عصام الدين الذي يقطن حي الحلة الجديدة جنوب الخرطوم إن الوضع في غاية الخطورة، وسقطت قذائف بالقرب منهم أثناء اشتباكات سلاح المدرعات، قرر بعدها التوجه إلى مدينة ودمدني رفقة عائلته.
ويقول عصام الدين الذي يعمل في القطاع الحكومي، إنه غادر منزله بالخرطوم مضطرًا لإنقاذ حياة عائلته رغم عدم العثور على سكن بسعر يناسب وضعه المالي.
وكان المواطنون أطلقوا نداءات الاستغاثة على شبكات التواصل الاجتماعي بشأن إجلاء العالقين بين "خطوط النار" في منطقة الشجرة العسكرية والمدرعات، وهي مناطق تحيط بها ما لا يقل عن عشرة أحياء سكنية.
وقالت نهال التي تعمل في منظمة محلية لـ"الترا سودان"، إنها تبحث عن وسيلة لنقل عائلتها من حي الفتيحاب بمدينة أم درمان، وهو حي مجاور لسلاح المهندسين التابع للجيش ويشهد اشتباكات مستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر.
وأردفت: "لا يمكنهم الخروج من هناك لأنهم يسكنون في منطقة خطرة جدًا، ولا يمكن الحديث معهم لأن الهواتف لا تعمل هناك إلا في أوقات نادرة بسبب الاشتباكات المستمرة".