نشر الجيش وحدات عسكرية في الشوارع الرئيسية بالأحياء التي عادت إلى سيطرته في أم درمان، وقال شهود عيان إن رقعة المناطق المستردة توسعت بعد معارك الإذاعة اليومين الماضيين.
قالت عاملة إنسانية إن ارتفاع لغة الحرب يأتي على حساب إنقاذ ملايين الجوعى في السودان
وقال شهود عيان من منطقة أم درمان لــ"الترا سودان" إن الوحدات العسكرية عمدت إلى الانتشار في الشوارع حتى لا تنفذ قوات الدعم السريع هجمات مباغتة ردًا على "خسارة معركة الإذاعة".
ونشرت القوات المسلحة، اليوم الأربعاء، مقطع فيديو يظهر أرتال من مركبات الدعم السريع وهي تغادر محيط الإذاعة، فيما تعرضت بعضها إلى ضربات جوية بواسطة مسيرات الجيش.
وقال مصدر عسكري إن المعارك العسكرية في أم درمان ستنتقل إلى أحياء جديدة لاستعادتها من "القوات المتمردة"، على حد تعبيره. وتشمل هذه الأحياء أمبدة والصالحة وأجزاء من المربعات وأجزاء من منطقة الفتيحاب.
وقال إن سيطرة القوات المسلحة على أم درمان أصبحت وشيكة أكثر من أي وقت مضى نتيجة التقدم في سلاح المهندسين والسيطرة على الإذاعة والتلفزيون وفتح الإمداد بين المهندسين وكرري العسكرية.
ويقع مقر الإذاعة والتلفزيون على ضفاف نهر النيل في أم درمان، وهو موقع قريب من جسر شمبات الذي يربط بين الخرطوم بحري وأم درمان، حيث تعرض في تشرين الثاني/نوفمبر إلى تدمير جزئي أدى إلى توقفه عن الخدمة.
وكان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح وصل من بورتسودان العاصمة الإدارية إلى أم درمان، مساء الثلاثاء، وزار مقر سلاح المهندسين في أم درمان، والذي يقع على بعد كيلومترات غربي الإذاعة. وهنأ البرهان الضباط والجنود بالتفوق في "معركة الإذاعة".
وخلفت الحرب مقتل (14) ألف في صفوف المدنيين، إلى جانب نزوح قرابة عشرة ملايين شخص داخليًا وخارجيًا، ومعاناة إنسانية تطارد (25) مليون شخص يواجهون نقص الغذاء والإمدادات الصحية.
وتحذر الأمم المتحدة من أن الكارثة الإنسانية في السودان هي الأسوأ في العالم في الوقت الراهن، فيما يرفض طرفا القتال الاستماع إلى دعوات أممية بالتوقف عن القتال.
وقالت سوسن عبدالكريم الباحثة في منظمة دولية، لـ"الترا سودان"، إن ارتفاع الأصوات الداعية إلى شن المعارك العسكرية يأتي على حساب إنقاذ ملايين الجوعى من السودانيين، وقالت إن "صوت الحكمة" في الوقت الحالي أصبح مستحيلًا مع استمرار دعوات الحرب وسحق كل طرف للآخر.
وقالت سوسن عبدالكريم، إن المحصلة النهائية لدعوات القتال وارتفاع "لغة الحرب" ستنتهي إلى جر السودان نحو تدخل دولي، لأن العالم لن يقف متفرجًا وسيجد لنفسه ذريعة للتدخل بحجة حماية المدنيين.