قال رئيس حزب المؤتمر السوداني ورئيس لجنة الاتصال والعلاقات الخارجية بقوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي) – قال إن البيان الذي أصدرته اللجنة الرباعية الرئاسية للإيقاد، بعد اجتماعها الأربعاء الماضي، "حوى نقاطًا إيجابيةً في اتجاه معالجة الأزمة في السودان".
قال الدقير إن بيان الخارجية –الذي أصدرته ردًا على "رباعية الإيقاد"– يعكس سيطرة منسوبي "النظام المباد" على الوزارة وتفوح منه رائحة أجندتهم الداعية إلى استمرار الحرب
وعن البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية السودانية ردًا على بيان "رباعية الإيقاد" – قال عمر الدقير في تصريح اطلع عليه "الترا سودان" إن بيان الخارجية يعكس سيطرة منسوبي "النظام المباد" على الوزارة وتفوح منه رائحة أجندتهم الداعية إلى استمرار الحرب ولو كان الثمن مضاعفة الكارثة الإنسانية والانهيار الكامل للوطن – على حد قوله. وأضاف الدقير أن تهديدهم بالانسحاب من منظمة "الإيقاد" استدعاء لسياسات دفع السودان نحو العزلة.
ودخلت وزارة الخارجية السودانية في حرب كلامية مع "رباعية الإيقاد" ومفوضية الاتحاد الأفريقي. وانتقدت الخارجية خلو بيان "رباعية الإيقاد" من أي إشارة إلى حكومة السودان وضرورة التشاور معها والحصول على موافقتها في الخطوات التي تعتزم المنظمة اتخاذها، وعدت ذلك "انتقاصًا واضحًا ومرفوضًا من سيادة الدولة السودانية". وجددت اعتراضها على رئاسة كينيا للرباعية، معللةً ذلك بـ"انحيازها إلى المليشيا المتمردة".
واحتجت الخارجية السودانية كذلك على لقاء رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي مستشار قائد الدعم السريع – يوسف عزت الأسبوع الماضي، وعدّت اللقاء "سابقة خطيرة في عمل المنظمة ومخالفة واضحة لنظمها وأعرافها".
وفيما وصف الناطق الرسمي باسم رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي للملف السوداني محمد حسن ولد لبات بيان الخارجية السودانية بالمنحط وغير المسؤول، أعربت الخارجية السودانية عن "دهشتها واستنكارها" لبيان ولد لبات، وقالت إنه يرسي "سابقة شاذة وبغيضة"، وعدته "تطاولًا من موظف معين من الجهاز التنفيذي للمفوضية على دولة مؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية ثم الاتحاد الأفريقي".
وقال القيادي بقوى الحرية والتغيير عمر الدقير إنه يشاطر "رباعية الإيقاد" ذات الموقف الداعي إلى "تغليب الخيارات السلمية" في السودان. وأضاف أنه يتفق مع بيان "رباعية الإيقاد" على ضرورة توحيد جميع المبادرات المعنية بوقف الحرب وإحلال السلام في السودان، في إطارٍ يخاطب قضايا وقف الحرب ووصول المساعدات الإنسانية والحوار السياسي لتحقيق سلام شامل ودائم.
وحثّ الدقير "الإيقاد" على الاستجابة للدعوة التي وصلتها للمشاركة في منبر جدة والنظر في مشاركة أطراف أخرى لإعطاء مزيدٍ من الفاعلية وقوة التأثير للمنبر الذي وصفه بالمهم، وتجنيبه "مضار التضارب بين جهود الأطراف المختلفة".
وعبر الدقير عن دعمهم للدعوة إلى اتباع "نهج منظم تجاه محادثات سلام بين المتحاربين وحوار شامل بين المدنيين السودانيين"، وقال إن ذلك هو "الطريق الأقصر لوقف الحرب" في السودان.
وأضاف الدقير: "من الجيد أن دعا البيان إلى توحيد جهود الاتحاد الأفريقي والإيقاد مع جهود دول جوار السودان والجهات الدولية الفاعلة لدعم منصة موحدة تعمل على تيسير عملية سياسية للحوار الشامل بين المدنيين السودانيين"، ولكن الدقير شدد على ضرورة أن تكون هذه العملية "مملوكة بالكامل للسودانيين وأن يكونوا هم المسؤولين عن تصميمها بما في ذلك تحديد مقاصدها وجدول أعمالها وأطرافها ومكان انعقادها وتاريخه وجميع تفاصيلها"، لافتًا إلى أن ذلك يتطلب أن ينهض المدنيون السودانيون لأداء ما أسما "الفريضة الغائبة" منذ ما قبل اندلاع الحرب، وهي –وفقًا للدقير– "بناء الجبهة العريضة من كل القوى المنحازة للسلام والتحول الديمقراطي".
وعن تحفظات الحكومة السودانية تجاه رئاسة كينيا لرباعية "الإيقاد"، قال الدقير إن هذه التحفظات يمكن تجاوزها بتوافق الفاعلين الدوليين والإقليميين على أن يعهدوا بمهمة تنسيق جهود تيسير العملية السياسية إلى الاتحاد الأفريقي و"الإيقاد" معًا، وفق ما جاء في بيان الرباعية نفسها – على حد قوله.