تاريخ آخر تحديث 25-فبراير-2024
مبدئيًا وضعت بعض ربات المنازل "فوانيس رمضان" في بيوتهن نتيجة عدم شيوع هذه العادة الرمضانية بعد في المجتمع، مما يصعّب وضعها في الشوارع ضمن زينة رمضان كما درجت الشعوب في الشرق الأوسط عند الاحتفال بشهر الصيام.
احتلت الطاولات والنوافذ الخشبية والفوانيس صدارة السلع التي اشتراها مواطنون لتزيين بيوتهم احتفالًا بمقدم شهر رمضان
في حي المهندسين بمدينة أم درمان غربي العاصمة السودانية الخرطوم اشترت منى –وهي ربة منزل وموظفة في الوقت نفسه– "فانوس رمضان" وأقمشة صغيرة ملونة تعلق على الحوائط من السوق الرئيسي في هذه المدينة الواقعة غرب النيلين الأبيض والأزرق، وتعد معلمًا تاريخيًا لدى السودانيين.
زينة رمضان
تقول منى لـ"الترا سودان": "حصلت على زينة البيوت لرمضان من سوق أم درمان بأسعار زهيدة"، كلفتها (12) ألف جنيه – أي ما يعادل ثماني دولارات. "هذا العام قررت التخلص من الإحباط وأجرينا بعض الصيانات في البيت أيضًا استعدادًا لرمضان" – تضيف منى.
وتابعت: "لدينا فناء نقيم فيه الإفطار.. زرعنا العشب ووزعنا الشتول والفخار لدرجة أننا أصبحنا لا نفارق هذا المكان، ليلًا نشرب القهوة ونتسامر ونجلس فيه حتى وقت متأخر من الليل". "هكذا هي الحياة، لا بد من صنع شيء غير مألوف كي تتنفس" – تشرح منى سبب إقبالها على هذه شراء زينة البيت والمصابيح لرمضان.
قد لا تحظى المدن في السودان بزيارة السياح الأجانب، ومع ذلك فإن الاحتفالات بشهر رمضان تبدو ظاهرة تستحق الحضور إليها من كل حدب وصوب؛ ففي مدينة أم درمان نفسها ساحة الخليفة التي تتزين بشهر رمضان، وتكون المصابيح المضيئة وحركة المواطنين دلالة على أن الليل طويل لدى السودانيين في شهر رمضان.
لم يكن تزيين الشوارع والبيوت بالمصابيح والفوانيس استعدادًا لشهر رمضان شائعًا في السودان من قبل، ولكن تتزين الساحات والأسواق والمراكز الدينية بمسحة رمضانية خاصة هو الأمر المعهود في هذا الشهر الذي ينتظره السودانيون لإنعاش حياتهم الاجتماعية والروحية في الأسواق وحلقات الذكر.
ازدحام الأسواق
شيئًا فشيئًا ربما تمكن السودانيون من إزاحة الإحباط في شهر رمضان بعد عام ونصف من الانقلاب العسكري الذي أثر في الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وهي شواهد بدأت من الأسواق التي شهدت ازدحامًا قبل أيام من رمضان حتى مع ارتفاع الأسعار.
حتى الجانب المتعلق بصيانة البيوت لاستقبال الشهر الكريم أخذ نصيبه بين السودانيين الذين ركز بعضهم على تغيير ديكور البيت استعدادًا لرمضان.
تقول جميلة التي تقيم في مدينة وادي حلفا شمالي السودان لـ"الترا سودان" إنها اشترت طاولة ومقاعد خشبية من "المهوقني" ضمن الاستعدادات لاستقبال شهر رمضان، ووضعت على هذه المقاعد زينة مستوردة من مصر.
وتضيف هذه السيدة: "كان لا بد من صنع شيء ما لقتل الروتين، لقد قررت تغيير الأشياء البسيطة من حولي". "في الماضي كنا نشتري الأطباق والأكواب، وحاليًا قررنا شراء أثاثات خشبية بسيطة لأنها تسود حاليًا على حساب الألومنيوم والحديد" – تقول جميلة.
ويبدو أن الاستعدادات لشهر رمضان للمجتمعات في السودان انعكست على سوق مواد البناء والتسليح في العاصمة السودانية وفي المركز الرئيس في السجانة وسط الخرطوم، إذ شهد ارتفاعًا في الطلبات حسب يقول عمر وهو متعامل في هذا السوق.
متعامل في سوق السجانة: المشتريات في شهر رمضان شملت الإضاءة بجميع أنواعها
ويقول عمر لـ"الترا سودان" إن المشتريات في شهر رمضان شملت الإضاءة بجميع أنواعها، وأيضًا الكشافات لأغراض كرة القدم في الملاعب الصغيرة، وشملت الأسمنت والدهانات والأبواب والنوافذ الخشبية وأجهزة التكييف ومعاصر الفواكه (الخلاطات).
حينما تدوي مكبرات الصوت بـ"الأذان الأول" تكون السيدة منى التي تقيم في حي المهندسين بأم درمان قد سكبت القهوة من القدح وهي تجلس في فناء بيتها المعشب والمضاء بزينة رمضان، وهذا يعني أن التأثيرات الاجتماعية في السودان عادةً تكون مؤثرة خلال شهر رمضان، خاصةً المتعلقة بالموضة والأزياء والأثاث والديكور.