أطلقت منظمة صحاري للتنمية، بالتنسيق مع وزارة الصحة بولاية شمال دارفور، برنامجًا لتوزيع حزمة مستلزمات الحماية والنظافة الصحية لصالح الأسر الضعيفة بمراكز الإيواء. واستهدف البرنامج (400) أسرة نازحة، بدعم من منظمة اليونيسيف.
في حفل تدشين البرنامج، أعرب مدير إدارة صحة البيئة بوزارة الصحة في ولاية شمال دارفور، الدكتور حسين مصطفى جبريل، عن تقديره لمنظمة صحاري على جهودها التنسيقية وتقديمها للاحتياجات الصحية الضرورية للنازحين. وأشاد بجهود المنظمة في توفير المساعدات الإنسانية، خاصة في ظل التحديات الأمنية الصعبة الناجمة عن النزاعات المستمرة في الولاية والبلاد.
الفاشر شهدت حركة نزوح واسعة؛ في البدء نزح الناس إليها من المدن والولايات الأخرى التي وصلتها الحرب، وعندما توسعت جبهة القتال إلى الفاشر نفسها، نزح العديد من المواطنين والنازحين مرة أخرى
الفاشر شهدت حركة نزوح واسعة؛ في البدء نزح الناس إليها من المدن والولايات الأخرى التي وصلتها الحرب، وعندما توسعت جبهة القتال إلى الفاشر نفسها، نزح العديد من المواطنين والنازحين مرة أخرى فرارًا من هجمات الدعم السريع. وتحاصر قوات الدعم السريع المدينة الأهم في إقليم دارفور منذ أسابيع، مفاقمة الأزمة الإنسانية بالفاشر.
وحث حسين مصطفى جبريل خلال كلمته في البرنامج، شركاء الصحة من المنظمات الأخرى على تكثيف جهودهم لمواجهة موجة النزوح الكبيرة الناتجة عن الحرب في مدينة الفاشر. كما شدد على أهمية تشكيل لجان صحية في مراكز الإيواء وتدريبها لمتابعة عمليات الإصحاح البيئي وضمان سلامة المياه للحد من انتشار الأمراض.
يقيم عشرات الآلاف من النازحين في مراكز إيواء مؤقتة شيدت في المدارس والمرافق العامة، وسط تحذيرات من الأوضاع الإنسانية المتدهورة في هذه المراكز التي تشهد تكدسًا للنازحين وشحًا في جميع الاحتياجات الأساسية.
من جهته، أوضح عبدالرحمن عبدالله محمد، منسق قسم المياه والإصحاح في منظمة صحاري للتنمية، أن برنامج توزيع مستلزمات النظافة في مراكز الإيواء استهدف (400) أسرة نازحة. تضمن البرنامج توفير مستلزمات النظافة الشخصية للنساء لـ(200) أسرة، بالإضافة إلى توزيع جِرَكانات لنقل المياه وصابون غسيل لـ(200) أسرة أخرى.
وأضاف أن البرنامج، الذي تنفذه منظمة صحاري بالتنسيق مع وزارة الصحة بشمال دارفور، يأتي بدعم من اليونيسيف وتمويل من المعونة الأمريكية.
وفي السياق، شهدت مدينة الفاشر صباح اليوم هدوءًا نسبيًا، تخلله تحليق للطيران الحربي. تأتي هذه التطورات في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة التي تعيشها المنطقة، حيث فرّ آلاف النازحين من المعارك الدائرة في مدينة الفاشر والقرى المجاورة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة حركة جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور في منطقة الطويلة، بحسب ما نقل الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين، آدم رجال.
رجال ناشد الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الإنسانية وأهل الخير لمساعدة هؤلاء النازحين، الذين "وصلوا إلى منطقة جبل مرة وفقدوا كل شيء، بما في ذلك ضروريات الحياة مثل الغذاء والدواء والماء ومواد الإيواء، ويعيشون في حالة صدمة نفسية"، بحسب تعبيره.
وكان آدم رجال، قد صرح بأن القصف العشوائي من قبل قوات الدعم السريع استهدف معسكر أبو شوك للنازحين شمال مدينة الفاشر، يوم الجمعة 7 حزيران/يونيو 2024. وأسفر القصف عن مقتل عدد من النازحين.
وتحاول قوات الدعم السريع السيطرة على الفاشر لتحكم قبضتها على إقليم دارفور الذي تسيطر على معظم مدنه، ولكن الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه يؤكدون على قتالهم حتى الرمق الأخير للحفاظ على المدينة الحيوية، وسط مخاوف من ارتكاب الدعم السريع مذبحة في المدينة مثلما حدث في الجنينة وغيرها من المناطق في دارفور، وسط اتهاكات لهذه القوات باستهداف المدنيين على أساس عرقي.