قال القائد الثاني للدعم السريع عبدالرحيم حمدان دقلو إن من أسماهم "الفلول العنصريون" يروجون لدعاية "خطيرة" تقول إن "سيطرة الدعم السريع على دارفور تمهيد لتقسيم السودان" – على حد قوله. وأضاف دقلو: "إن وحدة السودان وأراضيه وشعبه خط أحمر، ولن نسمح بالمساس بها".
قال القائد الثاني للدعم السريع عبدالرحيم دقلو إنهم يقفون "على مسافة واحدة من جميع المكونات في دارفور"
وقال عبدالرحيم دقلو في خطاب مصور بثته صفحات الدعم السريع على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الثلاثاء – قال إن كل شعوب دارفور عانت لسنوات من "ظلم واضطهاد النظام البائد" الذي قال إنه "أفسد الحياة وأشعل نيران الفتنة القبلية والعنصرية بين أهل دارفور".
وزاد القائد الثاني للدعم السريع عبدالرحيم حمدان دقلو في خطابه المصور أن السودان انقسم من قبل إلى شمال وجنوب، لافتًا إلى أن "شعبي البلدين لم يجنيا شيئًا من الانقسام وظلت القضايا التي تسببت في الانفصال دون حلول".
وقال دقلو إنهم يقفون "على مسافة واحدة من جميع المكونات في دارفور". وتوعد بمواجهة "أي متفلت أو متربص بأمن المواطنين وسلامتهم"، مضيفًا: "ولن نتردد في محاسبة أي فرد يتعدى على حقوق الآخرين أو يهدد أمنهم وسلامتهم". "قوات الدعم السريع لن توفر الحماية للمتفلتين، وستواجههم بالحسم والردع" – أردف دقلو.
وقال القائد الثاني للدعم السريع إنهم على "استعداد تام" للتعاون مع أي لجان تحقيق، وتقديم أي فرد يثبت تورطه في أي انتهاكات إلى "محاكمة عادلة".
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على القائد الثاني للدعم السريع عبدالرحيم حمدان دقلو، لارتكاب عناصر الدعم السريع "انتهاكات لحقوق الإنسان ضد مدنيين في السودان، بما في ذلك أعمال العنف الجنسي المرتبط بالنزاع وأعمال القتل على أساس عرقي". ووصف بيان عن الناطق باسم الدعم السريع وقتها القرار الأمريكي بأنه "مؤسف وصادم ومجحف بكل المقاييس"، فيما قال عنه عبدالرحيم دقلو إن متخذه " أخذ معلوماته من جهات مناهضة للدعم السريع"، مضيفًا أن الدوائر التي اتخذت قرار العقوبات في الإدارة الأمريكية "لم تتأنّ في القرار" لتعرف من يرتكب الانتهاكات ضد المدنيين في السودان.
وتلاحق الدعم السريع اتهامات دولية بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان في دارفور. وقالت "هيومن رايتس ووتش" (منظمة حقوقية دولية) في آب/أغسطس الماضي إن منطقة "سربا" بولاية غرب دارفور تعرضت لـ"دمار هائل" جراء الحرائق، مشيرةً إلى أنها "سابع قرية أو بلدة تتعرض للدمار أو الحرق بالكامل في غرب دارفور منذ أبريل/نيسان". وقالت المديرة التنفيذية لـ"هيومن رايتس ووتش": "تدمير بلدة جديدة في غرب دارفور هو تذكير صارخ بأن قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها لا تتورع عن مهاجمة السكان المدنيين".
ونهاية الأسبوع الماضي، قالت بعثة "اليونيتامس" الأممية إنها تلقت "تقارير مثيرة للقلق من مجموعة متنوعة من المصادر الموثوقة على الأرض" تفيد بارتكاب المليشيات العربية المتحالفة مع الدعم السريع "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان"، لا سيما في حي أردمتا بالجنينة بغرب دارفور، في الفترة من الرابع وحتى السادس من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، عقب استيلاء الدعم السريع على قاعدة الفرقة (15) مشاة التابعة للجيش بالجنينة.
وقال الاتحاد الأوروبي إن أكثر من (1,000) شخص من مجتمع "المساليت" قُتلوا في "أردمتا" بولاية غرب دارفور، في ما يزيد قليلًا عن يومين، خلال "الهجمات الكبرى" التي نفذتها الدعم السريع والمليشيات التابعة لها "وفقًا لتقارير شهود العيان الموثوق بها".
ودعا القائد الثاني عبدالرحيم دقلو في خطابه المصور أهل دارفور إلى "إعلاء روح التسامح ونبذ خطاب الكراهية والعنصرية فيما بينهم"، والنازحين واللاجئين إلى العودة إلى قراهم. وحث دقلو أهل مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور على التعايش مع بعضهم البعض وتجاوز "المرارات الماضية".
ودعا دقلو "حركات الكفاح المسلح" إلى الاضطلاع بواجبهم مع الدعم السريع في "حماية إنسان دارفور الذي عانى كثيرًا". كما دعا الشرطة إلى ممارسة عملها. ودعا أيضًا المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في مجال العون الإنساني إلى العمل في دارفور، واعدًا بتأمين القوافل وتسهيل مهمتها.
وقال مخاطبًا من أسماهم "الفلول وأعوانهم": "خاب سيعكم ونحن لكم بالمرصاد". وأضاف أن هذه الحرب "رغم مرارتها ستكون آخر الحروب في البلاد".