10-أغسطس-2024
جدري القرود

كان المرض في السابق ينتشر حصرًا عبر الحيوانات للبشر ولكن المتحور الجديد ينتقل بين البشر

متحور جديد لفيروس جدري القرود كان ينتشر بصمت منذ أيلول/سبتمبر الماضي في مقاطعة كيفو الجنوبية بجمهورية الكونغو الديمقراطية. انتقل المتحور الجديد داخل الكونغو إلى مقاطعة كيفو الشمالية عبر الاتصال الجنسي كما تقول منظمة الصحة العالمية، وكان هذا هو السبب في التحور: الانتقال بين البشر منذ أواخر العام الماضي.

الصحة العالمية: لا يُعرف ما إذا كان هذا المتحور أكثر قابلية للانتقال أو يؤدي إلى مرض أكثر شدة

"هذه أول حالة موثقة لانتقال الفيروس في المجتمع"، تقول المنظمة، "ولا يُعرف ما إذا كان هذا المتحور أكثر قابلية للانتقال أو يؤدي إلى مرض أكثر شدة"، تضيف.

أحصت الجهات المسؤولة في الكونغو الديمقراطية حوالي ثمانية آلاف حالة إصابة حتى أواخر أيار/مايو المنصرم، ويعد هذا أكبر انتشار للمرض وفقًا لمنظمة الصحة العالمية في منطقة أفريقيا. قتل هذا الانتشار (384) شخصًا، بمعدل وفيات (4.9) في المائة، أي أن حوالي خمسة من كل مائة مصاب محكوم عليهم بالموت جراء مرض جدري القرود المعروف أيضًا باسم جدري النسناس.

انتشار عالمي

منذ الإعلان عن الانتشار الجديد للفيروس، وصلت العدوى (26) دولة وفقًا لرئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم، الذي حذر من أن جدري القرود ما يزال يشكل خطرًا على العالم. التقارير تقول إن أكثر المناطق تضررًا هي أفريقيا تليها أوروبا، بينما لم تبلغ منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ​​عن أي حالات حتى أيار/مايو 2024.

لقد وصل المرض إلى رواندا وبوروندي وأوغندا وكينيا، بينما تقول منظمة الصحة العالمية إن الأرقام لا بد أكبر من ذلك، لأن التقارير الواردة من البلدان التي وصلها الوباء إلى منظمة الصحة العالمية آخذة في الانخفاض، ومن المرجح أن البيانات العالمية المبلغ عنها حاليًا لا تعكس العدد الفعلي لحالات الإصابة.

في أفريقيا، أبلغت جمهورية الكونغو الديمقراطية عن (99%) من حالات الإصابة المؤكدة بجدري القرود في شهر أيار/مايو الماضي، ولكن بسبب محدودية الوصول إلى الاختبارات في المناطق الريفية، يتم اختبار (18%) فقط من الحالات المتوافقة سريريًا (المبلغ عنها كمشتبه بها)، وبالتالي فإن عدد الحالات المؤكدة أقل من الانتشار الحقيقي للمرض.

ينتمي فيروس "جدري القرود" حيواني المنشأ لفصيلة فيروسات الجدري، ويحدث إصابة مرضية معدية. تماثل أعراض إصابته للإنسان تلك التي كان يشهدها في الماضي المرضى المصابون بمرض الجدري وما يعرف في السودان باسم البرجم، ولكنه أقل شدّة. عادةً ما يكون المرض محدودًا ذاتيًا مع أعراض تستمر من أسبوعين إلى أربعة أسابيع. ويقتل المرض ما بين ثلاثة إلى ستة في المائة من المصابين.

جدري القرود في السودان

في الانتشار السابق بالعام 2022 وصل المرض إلى السودان وأصاب وقتل أعدادًا من المواطنين. مكتب الشؤون الإنسانية الأممي أعلن حينها عن رصد (147) حالة مشتبه في إصابتها بجدري القرود في (12) ولاية. وزارة الصحة الاتحادية والمنظمات الأممية لم تعلن عن أي حالات في السودان هذا العام حتى الآن.

على الرغم من عدم إعلان الوزارة عن أي حالات حتى الآن، ولكن تقع أراضٍ واسعة من البلاد تحت سيطرة قوات الدعم السريع التي لم تُقم أي سلطات صحية في مناطق سيطرتها

وعلى الرغم من عدم إعلان الوزارة عن أي حالات حتى الآن، ولكن تقع أراضٍ واسعة من البلاد تحت سيطرة قوات الدعم السريع التي لم تُقم أي سلطات صحية في مناطق سيطرتها، ما يهدد بانتشار صامت للمرض الذي لا يختلف كثيرًا عن أنواع ذات أعراض مشابهة تنتشر دوريًا في السودان.