12-يونيو-2024
مسجد في السودان

أعلن الخليفة الشيخ إدريس أبو قرون أن هناك تواصل مع الدعم السريع منذ نهاية العام الماضي بشأن الإفراج عن الأسرى وتأمين منطقة شرق النيل ومنع وقوع الانتهاكات في المنطقة الخاضعة لسيطرة هذه القوات منذ بداية الحرب منتصف نيسان/أبريل 2023.

كان مسيد الشيخ أبو قرون أشرف على عملية تسلم الأسرى

كان مسيد الشيخ أبو قرون الذي يقوده الشيخ خليفة إدريس أبو قرون أشرف على عملية تسلم الأسرى من ضباط الشرطة والأفراد الذين كانوا يحتجزون لدى الدعم السريع منذ بداية الحرب منتصف نيسان/أبريل 2023.

وأفرجت الدعم السريع بوساطة قادها مسيد الشيخ أبوقرون الذي يدير مركز صوفي وديني بمحلية شرق النيل بالعاصمة الخرطوم على الإفراج عن مئات الأسرى من ضباط وأفراد الشرطة أحتجزوا لدى الدعم السريع.

ورغم النفوذ الصوفي والديني والاجتماعي لرجال الطرق الصوفية حيث تنتشر مراكزهم حول العاصمة الخرطوم منذ سنوات طويلة، إلا أن الحرب انعكست عليها وأصبحت أغلبها خالية من طلاب الخلاوي ورجال الدين والمجتمعات التي تفضل الإقامة في هذه المراكز.

ويقول المراقبون السياسيون إن الدور المطلوب للطرق الصوفية والمراكز الدينية التي تسمى في السودان "المسيد" تراجع خلال الحرب ولم يعد لديهم تأثير على الطرفين المتنازعين.

ويعبر العاملون في المجال الإنساني والحقوقي عن قلقهم من مصير أطفال الخلاوي خلال الحرب في ظل لجوء آلاف الأطفال إلى المراكز الدينية من مناطق بعيدة حيث ترسل بعض المجتمعات الأطفال إلى الشيوخ لتعلم القرآن وأصول الفقه والإقامة لأشهر طويلة في مراكز منتشرة حول العاصمة والمدن.

وتم نقل الأسرى عبر حافلات بحراسة مشددة من الدعم السريع إلى مسيد الشيخ أبو قرون بمنطقة شرق النيل. وتعد ملفات الأسرى من القضايا التي تثير حفيظة منظمات حقوق الإنسان محلياً ودولياً كون العشرات من الأسرى جرت تصفيتهم في معتقلات الدعم السريع، كما طالت التصفية بعض المدنيين في مناطق سيطرة الجيش.

وقال بيان ممهور بتوقيع الشيخ خليفة ادريس الحسن أبوقرون، اطلع عليه "الترا سودان"، اليوم الأربعاء إن المسيد وجد ترحاباً من قادة الدعم السريع في عملية وساطة الأسرى من أفراد الشرطة والضباط والمدنيين، ونفذوا تعهدات بالإفراج عن عدد كبير من الأسرى من العسكريين والمدنيين خلال الفترات السابقة.

وأشار البيان إلى أن عملية تسلم الأسرى في مسيد شرق النيل لمنسوبي الشرطة من الأفراد والضباط بلغ عددهم (573) أسيراً أفرج عنهم الأسبوع الماضي، وشملت المبادرة إطلاق سراح المدنيين والمرضى.

وأضاف: "مسيد الشيخ أبوقرون قاد مبادرات متعددة من بينها تأمين منطقة شرق النيل ومنع وقوع الانفلات الأمني وبث الطمأنينة في نفوس المواطنين الذين لم يبرحوا قراهم بفعل هذه المبادرات".

وقال البيان إن مسيد الشيخ أبو قرون نفذ العديد من المبادرات في صمت وبعيداً عن الإعلام، وهو مستمر في جمع الأطراف المختلفة وفك أسرى لدى الطرفين.

واحتجزت الدعم السريع مئات الضباط وأفراد الشرطة الذين كان أغلبهم يعملون في الخدمة الشرطية صبيحة اندلاع الحرب، فيما اقتادت هذه القوات بعض العناصر من المنازل والشوارع وتم وضعهم في معتقلات منتشرة في أنحاء العاصمة الخرطوم. وخلال هذه الفترة لم تصعد هذه القضية إلى السطح كما لم تفصح وزارة الداخلية السودانية عن ملف عناصرها المحتجزين خلال الحرب بطرف الدعم السريع.

وتزامنت عملية الإفراج عن أسرى الشرطة مع مجزرة قرية ود النورة بولاية الجزيرة وتصاعد الإدانات المحلية والدولية ضد الدعم السريع المتورطة في المجزرة.

يقول أسرى غادروا المعتقلات التي تديرها الدعم السريع إن هناك مدنيين قتلوا خلال الاشتباكات

ويقول أسرى غادروا المعتقلات التي تديرها الدعم السريع إن هناك مدنيين قتلوا خلال الاشتباكات العسكرية تم وضعهم في مواقع شهدت عمليات عسكرية بين الطرفين المتحاربين في العاصمة الخرطوم.

ويتوارى ملف الأسرى بعيداً عن الأنظار في ظل صعوبة الحصول على معلومات من طرفي القتال بشأن عدد المحتجزين، وكانت الإحصائيات الأولية تشير إلى أن العدد أكثر من خمسة آلاف شخص في الشهور الأولى للحرب.

واتفقت تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) مع الدعم السريع خلال الإعلان السياسي الذي وقعته مع الجنرال محمد حمدان دقلو في أديس أبابا خلال كانون الثاني/يناير الماضي، على إفراج الدعم السريع عن مئات الأسرى لكن هذا الاتفاق لم ينفذ من جانب حميدتي.

وفي العادة، خلال الحروب تقود اللجنة الدولية للصليب الأحمر الوساطة بين الأطراف المتحاربة تشمل الإفراج عن الأسرى ومعرفة مصير المعتقلين لدى طرفي القتال، ونقلهم إلى عائلاتهم بشكل آمن، لكن هذه المنظمة الدولية تواجه انتقادات عنيفة في حرب السودان كونها لا تتدخل بالقدر المطلوب في قضايا الأسرى.