طالب ناشطون ومنظمات مجتمع مدني من الأمم المتحدة إعلان المجاعة في السودان، لأن أوضاع الأمن الغذائي وصلت مستويات كارثية. وحذرت تقارير من تزايد الوفيات بسبب انعدام الطعام في بعض المناطق الساخنة.
تقرير: إعلان المجاعة في أي بلد يقتضي تجاوز عدد الجوعى (20%) من السكان، وفي السودان تجاوزت غالبية المناطق هذه النسبة
وقال مركز فكرة للدراسات والتنمية، في تقرير يتعلق بالأوضاع الإنسانية في السودان، إن الاقتتال بين الجيش والدعم السريع تسبب في تدمير البنية التحتية والصناعية، ويحتاج (60%) من سكان البلاد إلى المساعدات، وعددهم (24) مليون شخص.
واستدل التقرير ببعض المدن التي لم تصلها الحرب مثل ولاية كسلا، وقال إن نسبة المواطنين المتأثرين بالعوز الغذائي تعادل (43%) من السكان هناك، وحتى الولايات الزراعية مثل ولاية الجزيرة بلغت فيها النسبة (31%).
وقال المركز إن إعلان المجاعة في أي بلد يقتضي تجاوز عدد الجوعى (20%) من السكان، وفي السودان تجاوزت غالبية المناطق هذه النسبة.
وأشار إلى أن مخازن برنامج الأغذية العالمي في ولاية الجزيرة والتي كانت تكفي لإطعام (1.5) مليون شخص تعرضت للنهب بواسطة قوات الدعم السريع 28 كانون الأول/ديسمبر 2023.
التقرير الذي حصل "الترا سودان" على نسخة منه، عن تأثر مناطق في السودان بوضع إنساني متدهور، إلى جانب تعرض حياة (20) ألف مرضعة وحامل إلى الخطورة الشديدة بسبب نقص الغذاء.
وحذر مركز فكرة للدراسات والتنمية من تزايد الوفيات بسبب شح الطعام في العديد من المناطق بالسودان، وقال التقرير: "إزاء كل هذه المخاطر والأوضاع التي تحيط بالسودانيين في بلدهم فإننا نطالب الأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية بإعلان حالة المجاعة الحادة في السودان على المستوى القومي، والتعامل مع الوضع في السودان على هذا الأساس".
وقال التقرير إن العجز في تمويل احتياجات المعونة الغذائية التي يحتاجها الوضع في السودان بلغ (75.9%). وأضاف: "هذا أمر معيب وغير مقبول من منظومات المجتمع الدولي".
وشدد التقرير على أهمية ارتقاء وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة العالمية بجهود الإغاثة المتعلقة بالكارثة الإنسانية في السودان، وعلى المستوى الذي تعكسه هذه الأرقام والمعاناة المتزايدة على السودانيات والسودانيين.
وتسبب توسع رقعة الحرب إلى بعض الولايات في التأثير على انتظام سلاسل الإمداد جراء تأثر الطرق بالوضع الأمني والعمليات الحربية، كما جرى تقليص للمساعدات الدولية. ويشكو عاملون في منظمات الإغاثة من تراجع التمويل الدولي للأنشطة الإنسانية في السودان.
ويقول المحلل السياسي كمال محمد الطيب لـ"الترا سودان"، إن المنظمات الدولية لديها مخاوف من تعرض الإغاثة للنهب، خاصة مع صعود ظاهرة النهب في حرب السودان.
ويضيف الطيب: "أنا أتفق مع الرأي الذي يقول إن السودان ليس أولوية لدى المجتمع الدولي في الوقت الحالي، لكن هذا نتاج عدم تحلي طرفي القتال بالمسؤولية تجاه الشعب السوداني".