قالت نقابة الصحفيين السودانيين إن شعبة الاستخبارات العسكرية بولاية كسلا شرقي السودان استدعت الصحفي حيدر إدريس، وحققت معه واستجوبته بتُهمة "نشر أخبار وبيانات صادرة عن قوات الدعم السريع في مواقع التواصل الاجتماعي"، لافتةً إلى تعرض الصحفي حيدر إدريس لـ"مضايقات شديدة" تبعًا لذلك.
بحسب نقابة الصحفيين، تلقى الصحفي حيدر إدريس "تهديدات مباشرة بالاعتقال" من رئيس شُعبة الاستخبارات العسكرية بالفرقة (11) مشاة في كسلا
وقال بيان صادر عن نقابة الصحفيين السودانيين أمس الخميس اطلع عليه "الترا سودان" إن الصحفي حيدر إدريس "تلقى تهديدات مباشرة من رئيس شُعبة الاستخبارات العسكرية بالفرقة (11) مشاة بالاعتقال"، مشيرًا إلى أنه رفض الاستماع إلى "دفوعات الصحفي إدريس الذي حاول مرارًا الإيضاح أن دوره ومهمته الصحفية تحتم عليه متابعة مجريات الأحداث في كل مكان وكل زمان" – وفق البيان.
وأوضح الصحفي حيدر إدريس لرئيس شعبة الاستخبارات بكسلا أنّ حضوره أو متابعته لجلسات محاكمة المواطن المتهم بالتخابر مع الدعم السريع "لا تعني الانحياز أو التعاطف"، إنّما تتعلّق بمهامه الصحفية في متابعة الأحداث – وفق ما ذكر بيان النقابة.
وبحسب بيان نقابة الصحفيين، رفض رئيس شُعبة الاستخبارات العسكرية في كسلا الاستماع إلى الصحفي حيدر إدريس وأمره بعدم تغطية إجراءات المحاكمة المذكورة، وعدم نشر أيِّ أخبار تتعلق بالدعم السريع، لكي لا يعرض نفسه للمُساءلة.
وأشار بيان نقابة الصحفيين إلى تعرض الصحفية رشا حسن لـ"مضايقات شديدة" قال إنها تطوّرت إلى "منع أمني" من السلطات الأمنية بمدينة القطينة بولاية النيل الأبيض. إذ أبلغ المدير التنفيذي لمحلية القطينة، الصّحفيّة رشا حسن بقرار سلطات أمن المحلية بعدم نشر كل ما يتعلّق بما وصفته بالقضايا الأمنية، كما منعتها من دخول مستشفى المدينة وإجراء المقابلات الصحفية مع الجرحى –سواء المدنيين أو العسكريين– الذين أُصيبوا في المعارك بين الجيش والدعم السريع في جبل أولياء جنوب الخرطوم الأسبوع الماضي.
كما أشار بيان النقابة إلى اعتقال قوات الدعم السريع في 16 آب/ أغسطس الماضي الصحفي بصحيفة القوات المسلحة محمد نور المدينة لتطلق سراحه لاحقًا مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الجاري.
وأدانت نقابة الصحفيين السودانيين ما وصفتها بالانتهاكات الجسيمة بحق الصحفيين والصحفيات في السودان، لافتةً إلى أن "القاعدة الصحفية دفعت –وما تزال– أثمانًا باهظة، قتلًا وتشريدًا وسجنًا واعتقالًا وتنكيلًا وتضييقًا وترويعًا وتهديدًا ومُطاردة منذ تفجُّر الصراع الدامي بالبلاد بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع منتصف نيسان/ أبريل 2023".
ودعت نقابة الصحفيين المؤسسات المهتمة بالدفاع عن حرية التعبير وحرية الصحافة والإعلام محليًا وإقليميًا ودوليًا بالتضامن والمناصرة للضغط على "طرفي النزاع المسلح" لتعزيز واحترام مواثيق حماية الصحفيين والصحفيات في مناطق النزاعات، ليتمكنوا من أداء "دورهم في خدمة الحقيقة، وعكس ما يجري على أرض الواقع دون زيادة أو نقصان".