أعلن مدير برامج العلوم والثقافة في مكتب اليونسكو بالخرطوم عبد القادر عابدين، أن نقل تمثال الملك الكوشي "تهارقا" اليوم داخل المتحف القومي بالعاصمة السودانية "حدث مهم وفريد من نوعه".
مدير برامج العلوم والثقافة في مكتب اليونسكو بالخرطوم: المياه الجوفية في نوري تهدد المواقع الأثرية بالولاية الشمالية
وقال مدير برامج العلوم والثقافة في منظمة اليونسكو مكتب الخرطوم عبد القادر عابدين في مقابلة مع "الترا سودان" اليوم السبت، إن منظمة اليونسكو للثقافة والعلوم تشرف على عملية نقل التمثال تهارقا داخل المتحف القومي، ولفت إلى أن مثل هذا الحدث "يسلط الضوء على الآثار السودانية الغنية جدًا".
وتهارقا هو خامس ملوك الأسرة الخامسة والعشرين وأكثرهم شهرة، حيث أسس والده بعانخي الأسرة عقب غزو مصر الفرعونية، لتحكم مناطق واسعة من أراضي الدولتين المعاصرتين السودان ومصر.
وحول عملية حماية الآثار في السودان، أعرب عابدين عن قلقه من وجود عوامل طبيعية قد تلحق الأضرار بالآثار خاصة في منطقة نوري بالولاية الشمالية، حيث أن هنالك مخاوف من ارتفاع منسوب المياه الجوفية.
وتقع منطقة نوري بالولاية الشمالية على الضفة الشرقية لنهر النيل بمقربة من الأهرامات الملكية للملوك الكوشيين، وتبعد حوالي (336) كيلومترًا شمال العاصمة الخرطوم، و(15) كيلومترًا من "قرية سنام" الموقع الأثري المهم بالسودان.
كما تبعد المدينة عشرة كيلومترات من جبل البركل، وتتبع هذه الآثار كلها لمدينة نبتة العاصمة الأولى لمملكة كوش، وتعتبر المنطقة مدفنًا ملكيًا لكل الملوك الكوشيين حتى العام 330 ق.م، ويعد الهرم رقم (1) هرم الملك تهارقا هو الهرم الأقدم بين مجموعة تتكون من (61) هرمًا.
وقال مدير البرامج العلوم عبد القادر عابدين إن ارتفاع منسوب المياه الجوفية مهدد حقيقي للآثار في منطقة نوري، مشيرًا إلى أن منظمة اليونسكو للثقافة والعلوم مهتمة بحماية الآثار بالتنسيق مع المؤسسات الحكومية.
وقال عابدين إن اليونسكو بصدد إطلاق مشروع للحفاظ على جميع المناطق الأثرية في السودان، مثل جبل الدائر وجبل البركل والعمل على تسجيلها رسميًا.
كما تحدث عابدين عن تشجيع اليونسكو للسياحة الاجتماعية، وقال ليست بالضرورة أن تكون هناك فنادق خمسة نجوم في المناطق الأثرية، ويمكن للمجتمعات التي تقع قرب المناطق الأثرية استقبال الزائرين للمواقع الأثرية.
وتابع: "نحن نتطلع إلى أن تكون المجتمعات هي التي تشكل حماية للمواقع الأثرية بمعرفة أهميتها، لأن البعض يُشيد المنازل من الحجارة المُستجلبة من المواقع الأثرية".
وأكد عابدين اهتمام اليونسكو بإنقاذ اللغات المحلية من الاختفاء خاصة في مناطق النزاعات جراء حركة النزوح وقال: "من الأهمية بمكان الحفاظ على اللغات المحلية". وأردف: "هذه ضمن المشاريع المستقبلية لليونسكو".