09-سبتمبر-2023
جبريل وترك والميرغني في اجتماع اسمرا

حضرت الاجتماع في أسمرا مجموعة من القوى السياسية والشخصيات (فيسبوك)

في خطوة قد تسفر عن تطورات سياسية في السودان، يزور وفد من قوى الحرية والتغيير - الكتلة الديمقراطية وقوى وشخصيات سياسية العاصمة أسمرا.

تأتي الزيارة في ظل استمرار القتال في السودان منذ خمسة أشهر

ويضم الوفد رئيس حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي وجعفر الميرغني رئيس الكتلة الديمقراطية وعبدالرحمن الصادق المهدي، وجاءت مشاركته ضمن الشخصيات القومية إلى جانب ناظر الهدندوة محمد الأمين ترك.

تأتي الزيارة في ظل استمرار القتال في السودان منذ خمسة أشهر، وقال الوفد حسب بيان نشره الجمعة، إن الاجتماعات ترتب للحوار "السوداني-السوداني"، وشدد على ضرورة إيقاف الحرب في السودان.

وفد سياسي سوداني في أسمرا؟

وقال البيان إن  دولة إريتريا تقدمت بدعوة للقوى السياسية ومكونات مدنية ومهنيين سودانيين وشخصيات قومية لزيارة أسمرا في الفترة من التاسع حتى الثاني عشر من أيلول/سبتمبر الجاري. 

وأكد البيان أن الزيارة شملت الحرية والتغيير "الكتلة الديمقراطية" وقوى  الحراك الوطني وحزب الامة القومي ومنظمات المجتمع المدني والمهنيين السودانيين والسيد  عبد الرحمن الصادق المهدي.

وأوضح البيان أن الاجتماع ناقش سبل وقف الحرب وفق آليات محددة والإعداد لحوار سوداني سوداني، وتعزيز العلاقات الشعبية بين السودان وإريتريا في ظل ظروف الحرب والنزوح لدول الجوار.

ولم يفصح الوفد عن أسباب هذه الزيارة المفاجئة، خاصة وأن برنامجها لا يشمل لقاءً دبلوماسيًا مع الرئيس الإريتري حسب المصادر التي تحدثت إلى "الترا سودان".

ترك والميرغني والمهدي ومناوي في اجتماع أسمرا
ترك والميرغني والمهدي ومناوي في اجتماع أسمرا (فيسبوك)

وذكرت المصادر التي تطابقت في المعلومات أن الزيارة ترتيب للمشهد السياسي القادم، وقد تكون هناك خطوة باختيار عبدالرحمن الصادق المهدي رئيسًا للوزراء أو نائبًا لرئيس الوزراء، خاصة وأنه يحظى بدعم من قائد الجيش الفريق أول عبدالفتاح البرهان.

بينما  يقول الباحث السياسي مصعب عبدالله لـ"الترا سودان" إن اجتماع أسمرا له علاقة مباشرة بتكوين حكومة في بورتسودان، وهذا التوجه يتطابق مع تصريحات البرهان باستكمال الفترة الانتقالية، حيث كرر ذلك في مصر وقطر، ما يعني أن جولته مرتبطة بالترويج لحكومة بورتسودان إقليميًا رغم أنه تلقى نصائح بعدم الذهاب إلى هذا الخيار الذي قد يعزل السودان عن المجتمع الدولي.

حاضنة لحكومة البحر الأحمر

ويرى مصعب عبدالله أن الوفد السوداني الذي يزور أسمرا سيكون الحاضنة السياسية للحكومة المرتقبة في البحر الأحمر، وإذا لم تمض الأمور كما هي سيكون كتلة سياسية ضمن القوى المدنية التي ستعقد حوارات في أديس أبابا تحت رعاية الاتحاد الأفريقي.

ويرى عبدالله أن وصول عبدالرحمن المهدي إلى بورتسودان لم يحدث دون سابق إنذار، بل نتيجة ترتيبات لوضعه ضمن المعادلة السياسية الجديدة، لأن البرهان يحاول مغازلة حزب الأمة لاستمالته إلى هذا الخيار.

دمج ما تبقى من الدعم السريع

فيما يقول القيادي في الكتلة الديمقراطية محي الدين جمعة لـ"الترا سودان"، إن الزيارة جاءت في "ظرف دقيق جدًا" بعد أن تعددت دعوات إنهاء الحرب والوصول إلى توافق سياسي جديد ينهي الأزمة السياسية الحالية.

وأضاف: "تأتي الزيارة أيضًا في ظل توجه نحو  دمج ما تبقى من قوات الدعم السريع المتمردة، ويتم الوصول إلى هذه الأهداف من خلال ما ظلت تنادي به قوى الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية والقوى السياسية الأخرى عبر حوار سوداني بين الفرقاء لمناقشة كيفية استكمال الفترة الانتقالية وبقية القضايا الأخرى الخلافية، بالإضافة إلى تحقيق السلام الشامل". 

جانب من الحضور في اجتماع أسمرا
جانب من الحضور في اجتماع أسمرا (فيسبوك)

ويقول جمعة إن اجتماع الوفد السوداني في أسمرا يجري  المشاورات السياسية  خاصة في ظل قيام   قمة دول الجوار بجمهورية مصر العربية، وكذلك مفاوضات جدة وقمة الإيقاد والاتحاد الأفريقي، والتي جميعها تهدف إلى تحقيق تلك الأهداف"، بحسب تعبيره.

وقال جمعة إن  القوى السياسية ترى أهمية أن تكون هناك صيغة سياسية سودانية طالما أن الازمة الحالية سودانية.

تحركات دولية

بالمقابل يعتقد الباحث السياسي أحمد مختار أن الاجتماع يتزامن مع تحركات دولية لدفع طرفي النزاع في السودان إلى مفاوضات جدة في المملكة العربية السعودية، وقد تكون هذه القوى بمثابة كتلة سياسية ستكون موجودة في أي عملية سياسية تأتي عقب التوصل إلى وقف إطلاق النار في السودان كـ"ترياق مضاد" لبعض القوى المدنية التي لا تحظى بدعم العسكريين.

باحث: الاجتماع تمهيد للاصطفاف السياسي للكتل المدنية والحركات المسلحة والمكونات الاجتماعية

ويرى مختار في حديث لـ"الترا سودان"، أن الاجتماع تمهيد للاصطفاف السياسي للكتل المدنية والحركات المسلحة والمكونات الاجتماعية، وهو اصطفاف لن يحقق الحل المنشود للأزمة السودانية لأنها لم تتعلم من تجربة مريرة عايشها السودانيون خلال الصراع المسلح الذي يدمر بلادهم.