21-أغسطس-2024
 شاحنة بوكس في رحلتها عبر الصحراء إلى مصر

شاحنة بوكس في رحلتها عبر الصحراء إلى مصر

تقطعت السبل بعشرة لاجئيين سودانيين غادروا صحراء شمال البلاد عبر الشاحنات إلى مصر بينهم ثلاثة أطفال منذ (60) يومًا، وتقول عائلاتهم إنهم غادروا البلاد في 30 حزيران/يونيو الماضي ولا توجد أي معلومات عنهم.

منذ 60 يومًا لم يصل عشرة لاجئين سودانيين غادروا إلى مصر بينهم ثلاثة أطفال 

وقالت منصة مفقود على "فيسبوك" اليوم الأربعاء، إن عشرة مواطنين غادروا صحراء شمال السودان بينهم عائلة كاملة رفقة ثلاثة أطفال، ولم ترد أي أنباء للوصول إلى الأراضي المصرية.

وتعمل شاحنات في نقل اللاجئين السودانيين إلى مصر عبر الصحراء والطرق الترابية مقابل مبلغ مالي يصل إلى (300) دولار أميركي، وذلك لتفادي سلطات الهجرة المصرية، وفور وصولهم إلى مصر يتقدمون بطلبات اللجوء للإقامة القانونية في مصر.

ونشطت الشاحنات التي تنقل اللاجئين السودانيين إلى مصر نتيجة القيود المشددة على التأشيرة من الجانب المصري منذ أكثر من عام، لتجنب استقبال أعداد كبيرة من اللاجئين الفارين من النزاع المسلح في السودان.

 وشهد هذا العام مقتل حوالي (70) شخصًا جراء التوهان في الصحراء عبر الشاحنات التي تقلهم من ولايات البحر الأحمر ونهر النيل والشمالية وكسلا والقضارف، بسبب العطش ونفاد الطعام والأعطال المتكررة للشاحنات مع وعورة الطرق.

وتفرض مصر قيود على دخول اللاجئيين السودانيين إلى مصر منذ حزيران/يونيو 2023، وألغت العمل باتفاق الحريات الأربع الذي يسمح لرعايا البلدين بالتنقل والإقامة والتملك، واستقبلت خلال الحرب حوالي مليون لاجئ سوداني إلى جانب مليوني سوداني يقيمون منذ سنوات ما قبل الحرب.

وأبعدت مصر الشهور الماضية نحو ثمانية آلاف لاجئ سوداني ضمن حملات نفذتها في المدن المصرية وأبرزها القاهرة والإسكندرية، في مواقع تجمع السودانيين وقامت بترحيلهم عن طريق البر إلى السودان.

ويواجه اللاجئون السودانيون في مصر صعوبات إنسانية، كما عزفت آلاف العائلات عن إرسال أطفالها إلى المدارس بسبب الرسوم المالية، ولا تقدم الأمم المتحدة خدمات مباشرة للاجئيين السودانيين سوى بطاقة تسمح بالإقامة يصعب الحصول عليها دون الانتظار في طوابير تمتد لشهور.

والأسبوع الماضي أطلقت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة "مكتب مصر" موقعًا إلكترونيًا، لتسهيل تقديم طلبات اللجوء للقادمين في مصر.

وانتظمت حملات مجهولة على الشبكات الاجتماعية تدعو إلى طرد اللاجئين السودانيين من مصر وبحجة أنهم وراء ارتفاع الأسعار، ووصل الخطاب ضد اللاجئين السودانيين إلى درجة رسوم كاريكاتير على الإنترنت، حيث يظهر اللاجئ السوداني وكأنه مطالب بالبقاء  بـ"أدب" في مصر.

وتفرض القنصلية المصرية في كلًا من وبورتسودان ووادي حلفا شرق وشمال السودان إجراءات مشددة على طلبات التأشيرة، ومع ظهور سوق موازية وصلت قيمة الحصول عليها عن طريق وسطاء إلى ألفي دولار.

كما شددت السلطات المصرية الإجراءات على السودانيين، وقبل شهرين منعت صاحب محل تجاري من وضع خريطة السودان وهي تضم مثلث حلايب الذي يقع أجزاء واسعة منه تحت الاحتلال المصري منذ العام 1995.