بدأت أزمة المياه تطل برأسها في مدينة بورتسودان، العاصمة المؤقتة للحكومة، اليوم الأربعاء، واصطفت العشرات من عربات "الكارو" على خلفية نقص الكميات الواردة من سد أربعات الذي تعرض للانهيار بسبب السيول.
تشكل مياه سد أربعات 60% من استهلاك بورتسودان
وكان انهيار سد أربعات السبت الماضي قد أدى إلى مقتل أكثر من (14) شخصًا، وانتشل المتطوعون بعض العائلات من تحت المياه، وحولت السيول وضع المنطقة إلى كارثة إنسانية.
ومنذ سنوات، تعاني مدينة بورتسودان من أزمة المياه في فصل الصيف جراء عدم كفاءة الخزانات الرئيسية والخطوط الداخلية، ومن شأن انهيار السد الرئيسي أن يفاقم معاناة السكان.
وارتفع سعر بضع لترات من المياه إلى ثلاثة آلاف جنيه، وفق حديث مواطنين من مدينة بورتسودان، خاصة في الأحياء الشرقية، فيما تشير التوقعات إلى أن الأزمة ستكون واسعة خلال اليومين القادمين مع نفاد المياه من الخزانات.
وقال معاوية، من سكان حي ديم النور وسط بورتسودان، لـ"الترا سودان" إن انهيار سد أربعات قلل من إمدادات المياه الواردة إلى الخزانات الرئيسية، وهذا أمر متوقع لأن المياه التي كانت تتراكم خلف السد أُهدرت بسبب الانهيار.
ولا توجد حلول إسعافية سوى لجوء حكومة الولاية إلى تحويل مجاري السيول نحو الخزانات البديلة للحصول على كميات من المياه، حسب معاوية.
ويعكس انهيار سد أربعات مؤشرات سيئة في شح إمدادات المياه المتوجهة إلى مدينة بورتسودان وسط انتقادات تلاحق الحكومة بعدم التحرك الاستباقي لمنع انهيار السد.
ويقول الناشط في منظمات المجتمع المدني في شرق السودان، أبو فاطمة أونور، لـ"الترا سودان" إن انهيار سد أربعات أدى إلى فقدان 60% من مصادر مياه بورتسودان، وفي ظل هذا الظرف الوطني والحرب، فإن العطش يعد مشكلة إضافة إلى قائمة الأعباء التي يعاني منها المواطنون.
وشدد أونور على ضرورة فتح العطاءات أمام القطاع الخاص لاستيراد معدات ومواد مطابقة للمعايير لإعادة تشييد السد، منتقدًا ضعف الأجهزة الحكومية في الرصد المبكر لعدم كفاءة السد.