قالت غرفة طوارئ الخريف الاتحادية "حكومية"، إن الولايات المتأثرة بالخريف في السودان حتى الآن بلغت تسع ولايات من أصل (18)، بما في ذلك (37) محلية في مناطق البلاد المختلفة.
تقول الأمم المتحدة إن (11) ولاية سودانية تضررت من الأمطار، ونزح (21,370) من المواطنين بسبب السيول والفيضانات
وضربت أمطار غزيرة ولايات الشمال والشرق والغرب وإقليم كردفان وبعض مناطق الوسط متسببة في سيول وفيضانات تضررت منها أكثر من (6200) أسرة، ولا يتضمن ذلك الرقم مناطق أبوحمد والبحيرة التي شهدت مناسيب مياه غير مسبوقة دمرت الأسواق الرئيسية ومنازل المواطنين والمرافق العامة.
فيما تقول الأمم المتحدة إن (11) ولاية سودانية تضررت من الأمطار، ونزح (21,370) من المواطنين بسبب السيول والفيضانات. وأشارت في تقرير لها في الثامن من الشهر الجاري، إلى دمار حوالي (14) ألف منزل وتضرر نحو (73) ألف شخص، أغلبهم من ولايتي جنوب دارفور والبحر الأحمر.
أمراض معدية
نتج عن هذه السيول والفيضانات انتشار للأمراض المعدية وعلى رأسها الإسهالات المائية الحادة التي يشتبه في أنها إصابات بمرض الكوليرا. وتقول وزارة الصحة الاتحادية أن العدد التراكمي للحالات المرصودة بلغ (158) حالة، من بينها (10) حالات وفاة مؤكدة بالمرض.
الانتشار الواسع للكوليرا وسط المواطنين يأتي في ظل حركة نزوح كبرى، وينتهي المطاف بالعديد من هؤلاء النازحين في مراكز إيواء تفتقر لأبسط الخدمات ومعينات إصحاح البيئة وعلى رأسها المياه الجارية ووسائل التنقية والتعقيم المختلفة ما يهدد بتوسع انتشار العدوى.
وتستوطن في البلاد العديد من الأمراض المعدية ونواقلها التي تنتشر في الخريف، أهمها الملاريا التي تنقلها إناث بعوض الأنوفليس، وحميات الشيكونغونيا والضنك والحميات النزفية التي تنقلها أنواع البعوض المعروفة باسم الزاعجة المصرية.
نداء استغاثة من الولاية الشمالية
في خريف هذا العام، الولاية الشمالية هي أكثر الولايات تضررًا بالأمطار والسيول في أعداد الإصابات وحالات الوفاة بين المواطنين، وكذلك في أعداد المنازل التي انهارت بسبب المياه، تليها ولايات شمال كردفان وكسلا والجزيرة.
وكانت وزارة الصحة بالولاية الشمالية قد أطلقت نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي والإقليمي والمحلي والمنظمات المحلية والإقليمية والدولية بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ حياة الآلاف من المتضررين بالأمطار والسيول بمحلية وادي حلفا بالولاية الشمالية أقصى شمال البلاد. وحذرت وزارة الصحة بالولاية من كارثة إنسانية محدقة بالآلاف من المواطنين والنازحين بسبب الأمطار والسيول وما يترتب عليها من آثار.
قالت وزارة الصحة بالولاية الشمالية إن أكثر من (3000) منزل وعددًا من المرافق الصحية ومراكز الإيواء تعرضت للأضرار بمدينة وادي حلفا
وقالت وزارة الصحة بالولاية الشمالية إن أكثر من (3000) منزل وعددًا من المرافق الصحية ومراكز الإيواء تعرضت للأضرار بمدينة وادي حلفا والقرى والمناطق والجزر هناك، مناشدة بضرورة التدخل العاجل والعمل على مساعدة المتضررين من السيول والأمطار.
وأشارت الوزارة إلى الحاجة الماسة لإطعام المتضررين وإيوائهم وتوفير الخيام والمواد الغذائية والأدوية، موجهة مناشدة لكافة مواطني الولاية بأخذ الحيطة والحذر الشديدين جراء الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي اجتاحت الولاية.
وأنشأ متطوعون في وادي حلفا مطابخ مركزية في المدينة لتقديم الوجبات للأسر المتضررة من آثار السيول والأمطار، بالتنسيق مع الشركاء والمانحين من حكومة المحلية وشركات التعدين بجانب اتحاد المخابز.
مأساة في تنقاسي
منطقة تنقاسي في الولاية الشمالية كانت ضمن أكثر المناطق تضررًا حيث فقد المواطنون منازلهم وجرفت المياه الأراضي الزراعية. تقول الوكالات الأممية إن الأمطار الغزيرة والفيضانات في قرية تنقاسي الرويس بمنطقة مروي، شمال السودان، أدت إلى تشريد حوالي (320) أسرة.
الفرق الميدانية قدرت أعداد المنازل التي تضررت من الأمطار في تنقاسي بأكثر من (700) منها (300) انهارت بالكامل. ووردت تقارير عن وفيات وفقدان مدنيين نتيجة الفيضانات. ولجأت غالبية الأسر المشردة إلى أشكال من المأوى المؤقت في المناطق المفتوحة، فيما أقامت أسر أخرى مع المجتمعات المضيفة في نفس المنطقة.
وقالت السلطات المحلية إن السيول في تنقاسي أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص منهم ستة من أسرتين. وقال إعلام محلية مروي إن مدينة مروي تعرضت لسيول جارفة بخور أبودوم للمرة الثانية خلال أسبوع مما أسفر عن قطع الطريق القومي قبالة مدخل المدينة وانهيار جزئي ثانٍ للجسر الرابط بين مروي وأبودوم بالطريق الداخلي.
جمعية الهلال الأحمر السوداني قالت إن جميع الأسر في حي الديم بتنقاسي أصبحت في العراء. وأفادت الجمعية التي تشارك في جهود الإجلاء بأن الضرر لحق أيضًا بمراكز إيواء النازحين.
بندسي في وسط دارفور
وأمس الأول، 11 آب/أغسطس 2024، أدت الأمطار الغزيرة والفيضانات في محلية بندسي في وسط دارفور، إلى تشريد حوالي (713) أسرة. الفرق الميدانية لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي قدرت تدمير (713) منزلًا و(46) من المرافق العامة والخاصة، بالإضافة إلى تضرر (1,908) منزلًا جزئيًا.
من بندسي بوسط دارفور وردت أيضًا تقارير عن إصابات بين المدنيين لم يتم حصرها بشكل دقيق. الأسر التي شردتها السيول لجأت إلى المجتمعات المضيفة في نفس المنطقة.
كوارث الخريف في السودان
منذ أعوام تتكرر الكوارث المرتبطة بالخريف في السودان. يقول ناشطون في مجالات البيئة إن الأمر يرجع للتغير المناخي الذي يعد السودان أحد البلدان الأكثر تضررًا منه، فيما يشير آخرون إلى غياب الدور الحكومي في التحسب للأمطار والسيول والفيضانات بفتح المجاري ووضع المتاريس، وأيضًا يغيب هذا الدور بعد وقوع الكارثة في الإجلاء وشفط المياه وأعمال الإنقاذ.
هذا العام يأتي فصل الخريف والسودان يمر بحرب هي الأكبر في تاريخه، وانهيار اقتصادي يقلل من قدرة الأسر في التعامل مع الكوارث
هذا العام يأتي فصل الخريف والسودان يمر بحرب هي الأكبر في تاريخه، وانهيار اقتصادي يقلل من قدرة الأسر في التعامل مع الكوارث التي تدمر المنازل والأسواق وحتى الأراضي الزراعية التي حضر المزارعون بعضها وزرعوا بعضها ضمن عمليات الموسم الصيفي.
تسببت الحرب في نزوح أكثر من (10) ملايين فرارًا من الاشتباكات التي توسعت لتشمل معظم مناطق البلاد، وينتهي المطاف بهؤلاء النازحين في ولايات الشمال والشرق التي تعاني من معدلات مياه ضخمة تجتاح مراكز الإيواء التي يقيم فيها هؤلاء النازحين، كما أنها تعطل جهود الاستجابة بقطعها للطرقات.