23-يونيو-2024
أحد موظفي "أطباء بلا حدود" يصرف الدواء لمريضة

منظمة أطباء بلا حدود

 حذرت منظمة أطباء بلا حدود، اليوم الأحد، من استمرار الهجمات على المستشفيات في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وعدم تمكّن المساعدات الخارجية من الوصول إلى المدينة بسبب شدة العنف، وذلك بعد مرور تسعة أيام من دعوات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى إنهاء القتال في المدينة التي تأوي آلاف النازحين.

أفادت المنظمة أن الأطراف المتحاربة لا تتحمل مسؤولياتها في حماية المدنيين

وقالت المنظمة في بيان لها إن قصفًا نفذته قوات الدعم السريع الجمعة، طال صيدليةَ المستشفى السعودي الذي تدعمه أطباء بلا حدود في الفاشر، مما أسفر عن مقتل صيدلانية أثناء عملها وألحق أضرارًا بالمبنى، وبالرغم من ذلك لا يزال المستشفى مستمرًا في علاج المرضى، إلا أنه يعمل جزئيًا فقط بسبب الأضرار التي لحقت به. وأفاد البيان أن هنالك حاجة ماسة إلى المزيد من الإمدادات لعلاج الجرحى وسط تخوف من وقوع هجوم آخر نظرًا لاستمرار القتال بالقرب من المستشفى. مشيرًا إلى مقتل شخص على بعد مئتي متر من المستشفى فقط بينما قضى آخر بالقرب من سكن موظفي أطباء بلا حدود، و لم يعرف العدد الإجمالي للمصابين يوم الجمعة حتى الآن، حد البيان.

وأفادت المنظمة أن الأطراف المتحاربة لا تتحمل مسؤولياتها في حماية المدنيين، وذلك على خلفية سلسلة الهجمات المتكررة التي تشهدها المدينة، ولا تستثني هذه الهجمات المستشفيات والتي لطالما هوجمت مرارًا وتكرارًا.

وفي السياق، قال رئيس عمليات الطوارئ في أطباء بلا حدود ، ميشيل أوليفييه لاشاريتيه، "في الفاشر، نشهد سلسلة من الهجمات والهجمات المضادة التي لا تستثني المستشفيات. هذا ولا تتحمل الأطراف المتحاربة مسؤولياتها في حماية المدنيين. قُتل أكثر من (260) شخصًا وجُرح أكثر من (1,630) آخرين منذ بدء القتال قبل ستة أسابيع، وكان بينهم نساء وأطفال. لا نعلم إذا كانت المستشفيات تُستهدف بصورة متعمَّدة، ولكن حمايتها تبقى ضرورة حتمية ويجب احترامها. المدنيون محاصرون ولا يستطيعون المغادرة. وتجب حمايتهم وضمان قدرتهم على تلقي العلاج إذا دعت الحاجة إليه".

وزاد بالقول: "هذه المرة الثانية التي يتضرر فيها المستشفى السعودي منذ بدء القتال، والمرة الثامنة التي تتعرض فيها المستشفيات في المدينة للقصف خلال الأسابيع الستة الماضية. قبل أسبوعين، اضطرت وزارة الصحة إلى إغلاق مستشفى الجنوب بعد تعرضه لهجوم للمرة الخامسة. وقبل ذلك، اضطر مستشفى الأطفال إلى الإغلاق بسبب الأضرار الناجمة عن غارة جوية للقوات المسلحة السودانية. نتيجة لهذه الأحداث، بات المستشفى السعودي المرفق الصحي الوحيد القادر على توفير الخدمات الجراحية ومعالجة الجرحى في المدينة، علمًا بأنه كان مستشفى متخصصًا بالولادة سابقًا. والآن، أمسى إبقاء المستشفى في الخدمة مهددًا أيضًا".

ويضيف: "نحن بحاجة ماسة إلى جلب المزيد من الإمدادات والطواقم للاستجابة لهذه الأزمة، لكن القتال يحول دون تمكننا من ذلك. ندعو الأطراف المتحاربة إلى حماية المدنيين والمستشفيات وإتاحة الوصول الآمن إلى المنطقة لنتمكن من الاستمرار في تقديم المساعدة المنقذة للحياة للسكان في الفاشر ومخيم زمزم، حيث أزمة سوء التغذية كارثية، وعدد الأشخاص الذين فروا إليهما منذ بدء القتال غير معروف".

وتشهد الفاشر اشتباكات مستمرة منذ مايو/أيار الماضي، ولا تزال هذه المدينة تحت سيطرة الجيش والقوات المتحالفة معه، بينما تسيطر الدعم السريع على أربع ولايات من أصل خمس في إقليم دارفور والذي عانى من الحروب والاقتتال لسنوات عديدة.