08-يونيو-2024
الخارجية الأمريكية

أدانت وزارة الخارجية الأميركية بـ"شدة" الهجمات التي وقعت في الخامس من حزيران/يونيو على بلدة ود النورة في ولاية الجزيرة، حيث شنت قوات الدعم السريع هجمات عنيفة على المدنيين العزل. ووفقًا لتقارير موثوقة، أسفرت هذه الهجمات عن مقتل أكثر من (100) شخص وإصابة العديد بجروح خطيرة.

قوات الدعم السريع كانت قد قالت في بيان لها على خلفية المجزرة إنها استهدفت معسكرات للجيش السوداني والمستنفرين في المنطقة. ولكن شهادات متطابقة وبيانات للجان المقاومة وجهات حكومية قالت إن المنطقة لا يوجد بها أي تواجد عسكري للقوات المسلحة، فيما أكدت لجان المقاومة في مدينة ود مدني بولاية الجزيرة، إن المنطقة لا يوجد بها "ولا حتى قسم للشرطة"، حد قولها.

طالبت الولايات المتحدة الأميركية بوقف فوري للهجمات ومحاسبة المسؤولين

المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، قال في بيان صحفي اليوم، إن الولايات المتحدة تطالب بوقف فوري لهذه الهجمات ومحاسبة المسؤولين عن هذه الفظائع. وأضاف أن على قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية ضمان حماية المدنيين ومنع أي انتهاكات أخرى، مشيرًا إلى التزامات الطرفين في إعلان جدة.

قوات الدعم السريع والقوات المسلحة كانوا قد وقعوا على إعلان للالتزام بحماية المدنيين العام الماضي ضمن منبر جدة الذي تيسره الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية. ولكن لم ينفذ الإعلان على أرض الواقع حتى اللحظة.

وأشارت الخارجية الأميركية إلى أنه من الضروري أن تتوقف جميع الهجمات على المدنيين في السودان على الفور، مشددة على أن النزاع المسلح في السودان لن يحقق أي نصر عسكري، بل يتسبب فقط في خسائر إنسانية مروعة، تتجلى في مقتل وتشريد الملايين وسوء التغذية والاغتصاب والتعذيب والتطهير العرقي.

كما دعت الولايات المتحدة إلى استئناف المفاوضات لوقف إطلاق النار ورفع الحواجز والعراقيل أمام وصول المساعدات الإنسانية، مؤكدة على ضرورة العودة إلى الحكم المدني في السودان.

المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان أيضًا طالب بوقف إطلاق النار في السودان، وقال في منشور له على منصة إكس، إن الهجمات الشنيعة التي شنتها قوات الدعم السريع في ود النورة تسببت بمزيد من المأساة في هذه الحرب التي وصفها بـ"العبثية". وأضاف: "لا يمكن أن يكون هناك نصر عسكري"، بحسب تعبيره.

الهجمات على ود النورة تأتي ضمن سلسلة من الانتهاكات المروعة التي ترتكبها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة منذ السيطرة عليها أواخر العام الماضي. وتقول تقارير إن أعداد القتلى من المدنيين على يد منسوبي الدعم السريع قد تجاوز الألف نسمة، وسط حركة نزوح كبيرة تشهدها القرى والمدن الواقعة تحت قبضة هذه القوات.