07-يونيو-2024
مجموعة من المشيعيين لجثامين مجزرة ود النورة في ولاية الجزيرة

مجزرة قرية ود النورة بولاية الجزيرة

 قامت قوات الدعم السريع، الأربعاء الماضي، بارتكاب مجزرة في ولاية الجزيرة بقرية "ود النورة" الواقعة بمحلية "24 القرشي"، بحسب ما أفادت مصادر موثوقة. 

عضوة في مجلس النواب الأميركي:  أسرع الطرق لإنهاء الحرب في السودان هو إقناع  الإمارات بالتوقف عن دعم قوات الدعم السريع

وقتل جراء الهجوم عشرات المدنيين في القرية الواقعة بالقرب من مدينة المناقل والتي لا تزال تحت سيطرة الجيش.

وتشير تقديرات أولية كانت قد نشرتها "نداء الجزيرة" إلى مقتل أكثر من (200) شخص جراء استخدام قوات الدعم السريع للأسلحة الثقيلة في الهجوم على "ود النورة"، وجدير بالذكر أن حادثة مجزرة قرية "ود النورة" بولاية الجزيرة، والتي وقعت في الخامس من حزيران/ يونيو الجاري، لاقت ردود أفعال واسعة في الأوساط السياسية العالمية والمجتمع الدولي.

تعليق اليونيسيف

قالت المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسيف كاثرين راسل، على حسابها الرسمي في منصة "إكس" حول مجزرة قرية "ود النورة التي ارتكبتها الدعم السريع: "أشعر بالفزع من التقارير التي تفيد بمقتل ما لا يقل عن (35) طفلًا، وإصابة أكثر من (20) آخرين خلال الهجوم الذي وقع على قرية ود النورة في ولاية الجزيرة بالسودان". 

وزادت بالقول على الرغم من أن التفاصيل الكاملة لم تنكشف بعد، إلا أن المشاهد على الأرض مدمرة، حد وصفها، وتضيف راسل، "هذه إشارة مؤلمة أخرى بأن أطفال السودان يدفعون ثمن العنف الوحشي، على مدار العام الماضي قتل وأصيب الآلاف من الأطفال، كما تم تجنيدهم واختطافهم، وتعرضوا للاغتصاب وأشكال أخرى من العنف الجنسي، وتم تهجير أكثر من خمسة ملايين طفل من منازلهم".

وأكدت المديرة التنفيذية أن الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية غير مقبولة ويجب أن تتوقف فورًا، مشيرة إلى ضرورة التزام الأطراف المتنازعة بحماية أرواح المدنيين بموجب القانون الإنساني الدولي 

وتكرر اليونيسيف دعوتها العاجلة لوقف الأعمال العدائية فورًا، وضمان حماية الأطفال من الأذى وتسهيل الوصول الآمن  للمساعدات الإنسانية.وقالت كاثرين "لقد حان الوقت لإنهاء العنف، أطفال السودان بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن".

وقف الهجمات 

طالب وزير الخارجية البريطاني، ديفيد كاميرون، في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" قوات الدعم السريع بضرورة التوقف عن الهجمات التي تنفذها، وأفاد بوجود تقارير وصفها بـ "المروعة" عن هجوم قوات الدعم السريع على الأبرياء في قرية "ود النورة" الواقعة بولاية الجزيرة، حيث قتل عدد كبير من المدنيين جراء هذا الهجوم، وأفاد كاميرون أن "العالم يراقب، وسيتم محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم"، بحسب تعبيره.

وفي السياق قالت العضوة في مجلس النواب الأميركي سارة جاكوبس إن  أسرع الطرق لإنهاء الحرب في السودان وإنهاء المعاناة التي طالت الشعب السوداني جراء الاشتباكات التي تدخل الآن عامها الثاني، هو إقناع دولة الإمارات العربية المتحدة بالتوقف عن دعم قوات الدعم السريع.

وأضافت سارة في تغريدة على حسابها الرسمي في منصة "إكس" أن الولايات المتحدة الأميركية تحتاج إلى استخدام كل نفوذها لإنجاز ذلك، مشيرة إلى أنها تقود مشروع قانون لحظر مبيعات الأسلحة الأميركية إلى الإمارات حتى تتوقف عن تأجيج الصراع في السودان.

قلق عميق

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن قلقه العميق إزاء معاناة الشعب السوداني جراء استمرار الحرب، مشددًا على أن الوقت قد حان لجميع الأطراف لإسكات البنادق في جميع أنحاء السودان، والالتزام بالطريق نحو السلام المستدام للشعب السوداني.

وأدان الأمين العام بشدة هجوم قوات الدعم السريع التي نفذته الأربعاء على قرية ود النورة بولاية الجزيرة، وفي بيان صادر عن المتحدث باسمه، حث غوتيريش الأطراف على الامتناع عن شن أي هجمات يمكن أن تلحق الضرر بالمدنيين أو تدمر البنية التحتية المدنية.

وأكد البيان أن المبعوث الشخصي للأمين العام رمطان لعمامرة، يواصل جهوده الرامية لإحلال السلام في السودان. مشيرًا إلى  دعم الأمم المتحدة لجهود الوساطة الدولية، والعمل مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين للمساعدة في إنهاء الصراع.

وتتواتر الأنباء عن نهب قوات الدعم السريع للمحاصيل الزراعية في قرى ولاية الجزيرة، والتي تعتبر أحد أهم روافد السودان الغذائية، وذلك لما تمتاز به من مساحات زراعية خصبة، ما أثر بشكل كبير على الموسم الزراعي في السودان.

وقال برنامج الأغذية العالمي إنه يقوم بتوسيع مساعداته الغذائية والنقدية الطارئة في السودان، لدرء المجاعة التي تلوح في الأفق، فيما تتدهور أحوال المدنيين ويحتدم القتال في مناطق مثل الفاشر والخرطوم.

أشار برنامج الأغذية العالمي إلى أنه سيقدم المساعدة لخمسة ملايين شخص إضافي بحلول نهاية هذا العام

وأشار إلى أنه سيقدم المساعدة لخمسة ملايين شخص إضافي بحلول نهاية هذا العام، وهو ما يضاعف عدد الأشخاص الذين خطط البرنامج  لدعمهم في بداية عام 2024.

وجدير بالذكر أن البرنامج قدم المساعدة لأكثر من (6.7) مليون شخص في جميع ولايات السودان، والبالغ عددها (18) ولاية منذ بدء الصراع في نيسان /أبريل من العام الماضي، هو بحاجة ماسة إلى أكثر من (200) مليون دولار لمواصلة مساعداته هذا العام. 

وتتهم قوات الدعم السريع منذ سيطرتها على أجزاء واسعة من ولاية الجزيرة في كانون الأول/ديسمبر  من العام الماضي، بارتكاب انتهاكات جسيمة في حق المواطنين هناك، وتشير تقارير موثوقة  إلى أن هذه القوات مارست القتل والتنكيل والنهب والسلب، بجانب اتهامها بممارسة عنف جنسي ممنهج ضد النساء.