تدهورت الأوضاع على الحدود بين السودان وإثيوبيا قرب معبر حدودي بين البلدين على نحو ملحوظ منذ اليوم الإثنين، فيما جمّدت السلطات السودانية حركة السفر بين الدولتين على خلفية سيطرة مليشيا إثيوبية على بلدة المتمة داخل الحدود الإثيوبية.
لا يمكن إعادة العمل في معبر القلابات في ظل التوتر الأمني وخروج المنطقة الإثيوبية المتاخمة عن سيطرة القوات الحكومية
وأدى الهجوم العسكري الذي نفذته قوات "فانو" الإثيوبية المعارضة لحكومة آبي أحمد إلى انهيار الوضع الأمني في منطقة المتمة الإثيوبية، واضطرت القوات العسكرية الحكومية الإثيوبية إلى الانسحاب نحو منطقة القلابات السودانية.
وتحدث الاضطرابات في الأقاليم الإثيوبية. في العام 2020، وقعت اشتباكات مسلحة عنيفة بين القوات الحكومية وقوات التقراي غربي إثيوبيا، أدت إلى حركة لجوء نحو الأراضي السودانية، ولا تزال هناك مخيمات في الراكوبة بولاية القضارف.
ويقول محمد العالم، الباحث في الشأن الإثيوبي، لـ"الترا سودان" إن الأوضاع الأمنية المضطربة في الإقليم المتاخم للسودان من داخل إثيوبيا دفعت السلطات في القضارف إلى تعليق العمل في المعبر البري نتيجة مخاوف من انتقال الجماعات المسلحة إلى داخل البلاد.
ومنذ أيار/مايو، توترت الأوضاع في إثيوبيا جراء اعتراف أديس بأرض الصومال كدولة مستقلة مقابل تشييد موانئ لها، مما دفع بعض الأطراف الإقليمية إلى تبني توترات داخل هذا البلد، وفق ما يقول العالم.
ويعتقد العالم أن الجيش الإثيوبي قادر على تحرير المتمة من المتمردين في غضون ساعات، لأنها بلدة ذات عمق استراتيجي، والأوضاع ملتهبة في السودان بسبب الحرب بين الجيش والدعم السريع.
وكانت السلطات السودانية قد خصصت مساحات لإقامة مراكز الإيواء لآلاف اللاجئين السودانيين الذين وصلوا إلى ولاية القضارف سيرًا على الأقدام نهاية الشهر الماضي.
ووزعت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عبر الشركاء الوطنيين في المجال الإنساني مخيمات الإيواء في منطقة القلابات.
وعبر جميع السودانيين القادمين من إثيوبيا سيرًا على الأقدام منطقة المتمة الإثيوبية قبل وصول قوات فانو التي استولت على البلدة دون مقاومة عسكرية، مع انتشار قوات عسكرية من الجيش والشرطة الإثيوبية لا تتجاوز المائة عنصر، حسب محمد العالم الخبير في الشأن الإثيوبي والنزاعات الإقليمية.
وكان والي القضارف قد سجل زيارة للسودانيين القادمين من إثيوبيا في منطقة القلابات، وقال إن بلادهم ترحب بهم. كما طالب المتحدثون باسم المجموعة من السلطات الحكومية والمنظمات الإنسانية بتوفير المساعدات.
وجراء تعليق العمل في معبر القلابات، ينعكس الإجراء على حركة التجارة بين البلدين. يعتمد السودان خلال الحرب على السلع الاستهلاكية من إثيوبيا بملايين الدولارات شهريًا، وهذه الحركة التجارية النشطة ساعدت المدن الواقعة تحت سيطرة الجيش شمال وشرق البلاد على توفر السلع.
وفي آب/أغسطس العام الماضي، كانت مليشيات فانو قد سيطرت على بلدة "قوندر" الإثيوبية بالتزامن مع تدفق حركة اللاجئين من السودان إلى إثيوبيا، وأدت العمليات العسكرية إلى مقتل سودانيين في البلدة أثناء تنقلهم للسفر إلى أديس أبابا.