10-يوليو-2023
(IGAD)

(IGAD)

انتهى اجتماع في أديس أبابا جمع الاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيغاد وممثلي قوى مدنية سودانية ووفد الدعم السريع ودبلوماسيون سعوديون وأمريكيون وأفريقيون اليوم الاثنين، حيث أكد على ضرورة اتخاذ خطوات فعلية لإيقاف الحرب في السودان وسط مقاطعة وفد الخارجية السودانية للاجتماع احتجاجًا على استمرار الرئيس الكيني وليام روتو في رئاسة رباعية الإيغاد المعنية بالوساطة في الأزمة.

شارك ممثلون من القوى المدنية السودانية والدعم السريع في اجتماع نظمه الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية "الإيغاد" في أديس أبابا في ظل مقاطعة وفد الخارجية السودانية

وشارك وفد القيادات السياسية والمدنية والمهنية السودانية المتواجد بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا في الجلسة الختامية للاجتماع الذي نظمه الاتحاد الأفريقي والإيغاد، تحت شعار "الحوار السياسي للسلام والاستقرار في السودان"، بحضور دولي وإقليمي رفيع تقدمه كل من رئيس الوزراء الإثيوبي والرئيس الكيني ووزير خارجية جيبوتي ومستشار رئيس جنوب السودان، ومساعدة وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية ووزير الدولة بالخارجية الإماراتية وممثلي المملكة العربية السعودية ومصر وبريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي.

وأوضح عضو الوفد المدني السوداني خالد عمر يوسف في تصريح صحفي منشور على حسابه على "فيسبوك"، أن الاجتماع ناقش فرص تعزيز سبل الحل السلمي التفاوضي لوقف الحرب في السودان.

وخلال الاجتماع تلا رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد البيان الختامي للاجتماع كما خاطبه الرئيس الكيني وليام روتو، وشدد الزعيمان الأفريقيان في الاجتماع -حسب ما نشر خالد عمر يوسف- على مواصلة الجهود لوقف الحرب، مع إعطاء الأولوية لمشاركة المدنيين وقيادتهم لعملية الحل السياسي الذي ينهي الحرب ويؤسس لمخاطبة جذور الأزمة السودانية.

جانب من وفد القوى المدنية السودانية التي شاركت في الاجتماع في أديس أبابا (IGAD)
جانب من وفد القوى المدنية السودانية التي شاركت في الاجتماع في أديس أبابا (IGAD)

وذكر خالد عمر يوسف القيادي في المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير "المجلس المركزي" أن الوفد المدني السوداني عقب ذلك اجتمع مع مفوض السلم والأمن الأفريقي والسكرتير العام للإيغاد والاتحاد الأفريقي والإيغاد ودولة إثيوبيا.

وقال يوسف إن الغرض من هذه التحركات التي أجراها وفد القوى المدنية السودانية هو بحث كيفية انطلاق الحوار السياسي المدني الشامل، حيث أوضح أن المشاورات ستتواصل حوله و"تكتمل قريبًا تمهيدًا لانطلاقه بأعجل ما تيسر" بمشاركة "أوسع طيف من القوى الديمقراطية وقوى الثورة، بما يعجل من وقف الحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية في السودان" - بحسب تعبيره.

إلى ذلك عددت وزارة الخارجية السودانية الأسباب التي دعت إلى تعليق مشاركة وفدها في هذا الاجتماع الإقليمي، وقالت في بيان اليوم الاثنين إنها اتساقًا مع قناعة حكومة السودان وموقفها المبدئي من أن الحرب لا يجب أن تكون سبيلًا لتحقيق الأهداف، واستجابة لدعوة كريمة من رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، قررت حكومة السودان ابتعاث وفد للمشاركة في اجتماعات اللجنة الرباعية المنبثقة عن منظمة الإيغاد.

وأوضح بيان الخارجية السودانية: "وصل وفدنا بالفعل إلى أديس أبابا، صباح اليوم، مما يؤكد على جدية حكومة السودان للارتباط البناء والتواصل مع منظمات انتمائها الإقليمية".

https://t.me/ultrasudan

وتابع البيان: "للأسف اتضح لوفدنا أن رئاسة اللجنة الرباعية لم يتم تغييرها، علمًا بأن حكومة السودان قد طالبت منذ قمة جيبوتي بتغيير رئاسة الرئيس وليام روتو رئيس جمهورية كينيا للجنة الرباعية نظرًا للأسباب التي أوردتها الحكومة والمضمنة في خطاب معنون لفخامة الرئيس إسماعيل عمر قيلي الرئيس الحالي للإيغاد ومن ضمنها عدم حيادية السيد الرئيس روتو في الأزمة القائمة".

وأكد البيان على أن الخارجية السودانية أكدت ذات الموقف في محادثة هاتفية سابقة مع الرئيس إسماعيل قيلي رئيس الدورة الحالية للإيغاد أكد خلالها رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ذات الموقف ولكن لم تتم الاستجابة حتى اللحظة.

وختم بيان الخارجية السودانية بالقول: "لا يزال وفد حكومة السودان متواجدًا في أديس أبابا ينتظر الاستجابة لطلبه".

من جهتها عبرت قوات الدعم السريع عن شكرها وتقديرها للجنة الرباعية للإيغاد على ما وصفته بـ"اهتمامها المتعاظم بالأزمة السودانية".

وقال بيان الدعم السريع إن مشاركة وفدها في اجتماع أديس أبابا اليوم الاثنين جاء إيمانًا منها بضرورة الوصول إلى "حل سلمي يؤدي إلى وقف الحرب ويمهد إلى بدء حوار سياسي شامل يعالج جذور الأزمة السودانية وعودة الحكم المدني الديمقراطي وخروج نهائي للمؤسسة العسكرية من العمل السياسي" - حد قوله.

جانب من حضور الاجتماع (IGAD)
جانب من حضور الاجتماع (IGAD)

وأوضح البيان أن وفد الدعم السريع "تفاجأ" بمقاطعة وفد القوات المسلحة للجلسة الأولى رغم وصوله لأديس أبابا. ووصف البيان هذا التصرف بأنه "غير مسؤول" قائلًا إنه يكشف بوضوح أن "القرار داخل المؤسسة العسكرية مختطف" وأن "هناك مراكز متعددة لاتخاذ القرار بداخلها" - بحسب ما ورد في البيان الذي اطلع عليه "الترا سودان".

ورأى بيان الدعم السريع أن مقاطعة اجتماع الإيغاد من قبل وفد القوات المسلحة يأتي ضمن "نهج النظام البائد المتطرف"، قائلًا إن السودان تعرض بسبب هذا النهج لـ"أكبر عزلة إقليمية ودولية في تاريخه".

اقرأ/ي أيضًا:
لا مكان للجنود

وشددت قوات الدعم السريع على أن رغبة من أسمتهم بـ"الانقلابيين بالقوات المسلحة" و"فلول النظام البائد" في مواصلة الحرب باتت واضحة للعيان. واتهم بيان الدعم السريع من وصفهم بـ"الانقلابيين" بتعميق معاناة الناس، وتصنيف المواطنين على أساس عنصري وقبلي وبث خطاب الكراهية لإشعال الحرب الأهلية.

قوات الدعم السريع: حديث الخارجية السودانية عن مشاركة "وفد الحكومة" في قمة الإيغاد "كاذب ومضلل"

وتابع: "هناك محاولات لإقحام مؤسسات الدولة في الصراع وغيرها من الممارسات التي من شأنها توسيع دائرة الحرب وإطالة أمدها". وتضمن البيان هجومًا على وزارة الخارجية حيث وصفها بـ"المختطفة من الفلول وعناصر النظام البائد".

وقالت قوات الدعم السريع إن حديث الخارجية السودانية عن مشاركة "وفد الحكومة" في قمة الإيغاد "كاذب ومضلل"، مشيرة إلى أن الدعوة للاجتماع وُجهت لوفد القوات المسلحة على اعتبار أن الحرب بين طرفين و"لم توجه لأي جهة أخرى"- وفق تعبيرها.