تصاعدت التوترات بين السودان وتشاد على خلفية تبادل البلدين اتهامات الساعات الماضية، وبينما ألمحت انجمينا عبر بيان رسمي صدر الجمعة إلى أن السودان متورط في مقتل الرئيس إدريس دبي، صعدت الحكومة السودانية المدعومة من الجيش لهجتها ضد تشاد، وقالت إنها لا تزال تعمل على نقل الأسلحة إلى قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش.
قالت الخارجية السودانية إن تشاد تعتبر شريكة في الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع
وذكرت وزارة الخارجية السودانية في بيان مساء السبت، أن البيان الذي أصدره النظام التشادي ينكر الحقائق التي يعلمها المجتمع الدولي، وأنها تشكل دولة معبر للأسلحة والمرتزقة إلى قوات الدعم السريع "الإرهابية" على حد وصفها.
صبت الخارجية السودانية غضبها على بيان الحكومة التشادية، وقالت إن دعم انجمينا لـ"متمردي الدعم السريع" لا يحتاج لمزيد من الشرح، في ضوء التفاصيل والوقائع التي وثقتها صور الأقمار الصناعية وتقارير خبراء الأمم المتحدة، وبعض المنظمات الدولية والتحقيقات الميدانية الاستقصائية للإعلام الدولي، لتورط النظام التشادي في العدوان على السودان.
وأضاف بيان الخارجية السودانية: "بدلًا من مواجهة هذه الحقائق بشجاعة، والعمل على تصحيح ذلك السلوك المشين، الذي يجعل النظام التشادي شريكًا في جرائم العدوان والإبادة الجماعية والاغتصابات التي ترتكبها عصابات الجنجويد، لجأت وزارة خارجية النظام التشادي إلى الكذب المفضوح وتزوير التاريخ، مما لا يجدي أمام العدالة الإقليمية والدولية والرأي العام العالمي".
وتابع بيان الخارجية السودانية: "تدرك وزارة الخارجية أن الشعب التشادي الشقيق لا ذنب له في جريرة النظام الذي باع قراره وإرادته للطامعين في السيطرة علي الثروات والمواقع الاستراتيجية بالمنطقة، جريًا وراء وهم سيادة إقليمية لا يملكون أدني مقوماتها".
وتعد تشاد المتهم الرئيسي لتمرير الأسلحة إلى قوات الدعم السريع حسب تصريحات قادة مجلس السيادة الانتقالي السوداني خلال الشهور الماضية، أبرزهم الفريق أول ركن ياسر العطا، مساعد القائد العام وعضو مجلس السيادة.
وتسيطر قوات الدعم السريع على أربع ولايات من أصل خمس، من ولايات إقليم دارفور الذي يجاور الحدود مع دولة تشاد، وخلال الحرب بين الجيش والدعم السريع، وقعت اضطرابات داخل تشاد عزاها مراقبون إلى تأثيرات الصراع المسلح في السودان على هذا البلد المجاور المهدد بالانتقال إلى موجة عنف.
وكانت الحكومة التشادية ألمحت إلى ضلوع السودان في مقتل رئيسها السابق، إدريس ديبي أتنو، واتهمته بتمويل جماعات إرهابية وتسليحها بغرض زعزعة استقرار تشاد.
وقال بيان صادر عن وزير الدولة في الخارجية التشادية والمتحدث الرسمي باسم الحكومة، عبد الرحمن غلام الله، الجمعة، إن النظام السوداني لم يتوقف على مدى عقود عن خلق وتدريب وتمويل وتسليح حركات التمرد لزعزعة استقرار بلاده، محملاً السلطات العسكرية في السودان المسؤولية عن تمرد الجماعة المعروفة بـ"فاكت".
وأوضح المتحدث باسم الحكومة التشادية، أن المجموعات المتمردة المدعومة من الخرطوم آنذاك، كانت السبب في مقتل الرئيس التشادي السابق في نيسان/أبريل 2021، بعد إصابته في هجوم شنه متمردون شمال البلاد، غداة انتخابه رئيسًا للبلاد للمرة السادسة.